انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة جديدة رغم أخطارها الشديدة وأضرارها العديدة ظهرت في مقاهي الأحياء الراقية ومن بينها المهندسين ومدينة نصر ومصر الجديدة. اتصل عدد من القراء بصفحة "مع الناس" يطلبون مواجهة هذه الظاهرة السلبية من أولياء الأمور والمتخصصين وأصحاب الآراء السديدة. انتشر تدخين الشيشة بين البنات والسيدات في بعض أحياء القاهرة والجيزة وغيرهما من المدن الكبري في مصر يجلسن علي المقاهي فرادي أو جماعات لتدخين الشيشة تضع كل واحدة منهن ساقا علي ساق وخرطوم الشيشة يتدلي من فمها وسحب الدخان تنطلق من بين شفتيها وأيضا من أنفها في مشهد غريب عجيب لا يسر الناظرين. بل ان بعض الفتيات يهبطن من منازلهن إلي المقاهي القريبة لتدخين الشيشة وتعود وقد اعتدل مزاجها. الغريب ان معظم مدخنات الشيشة من أهل العلم. طالبات في الجامعة أو خريجات أو موظفات والمفروض انهن يعرفن مخاطر التدخين والشيشة بوجه خاص لأن تدخين حجر واحد منها يساوي أضرار تدخين علبة كبيرة من السجائر بها 20 سيجارة. ومن أراد أن يتعرف بصورة واقعية علي أضرار الشيشة فلينظر إلي الماء الموجود بها وقد تغير لونه من الشفاف الصافي إلي الأصفر العكر. أو يستمع إلي نوبات السعال التي تنطلق من صدور مدخني الشيشة والمدخنين بوجه عام تزلزل الكيان وتخلع القلوب. والتدخين يحول الرئتين من اللون الوردي إلي لون داكن غريب تضيق بسببه الصدور ويؤثر علي الوظائف الحيوية لجميع أعضاء الجسم والكل يعرف ان التدخين من أشهر أسباب الإصابة بالسرطان في الصدر والرئتين والحنجرة والفكين وغيرها من أعضاء الجسم. والشيشة تسمي في الريف المصري "جوزة" لأنها كانت تصنع من ثمرة جوزة الهند القوية الصماء وكانوا يصفون أي انسان ضعيف معتل الصحة بأنه يشرب "ماء الجوزة". وفي بلاد الشام كانوا يسمون الشيشة نارجيلة لأنها كانت تصنع من ثمرة النارجيل وهي جوز الهند كما تسمي هناك. قيل ان الشيشة بدأت في بلاد فارس أو الهند وقيل ان طبيبا هنديا قد صنعها لتخفيف مضار التدخين وأثبتت الأيام خطأ نظريته. وطورها الأتراك وصنعوها من الزجاج وكلمة شيشة فارسية تعني الزجاجة وفي ليبيا وغيرها من بلاد المغرب العربي يطلقون اسم الشيشة علي زجاجة المياه الغازية أو أي زجاجة أخري. ويروي ان أحد التجار حمل شحنة من الدخان والعسل في مركب واحد فتحطم وعاء به عسل وسقط علي الدخان وحزن التاجر وحاول أن يستفيد بأي شيء من الدخان التالف ووضع كمية منه علي قطعة فخار ومعها الفحم المشتعل فوجده مستساغا فاكتشف الدخان المعسل الذي يستخدم في الشيشة واخواتها وتتنافس شركات الدخان للوصول لأكبر عدد ممكن من الناس وتبحث عن طوائف وقطاعات جديدة بأصناف مبتكرة مثل شيشة التفاح وغيرها وكان آخر الضحايا هذه الفرقة من الفتيات الصغيرات. والتدخين يضر البدن وتظهر أضراره علي سائر أعضائه وبعد عشر سنوات يظهر للمدخن وجه جديد يسميه الأطباء "وجه المدخن" جلده سميك ولونه داكن تظهر عليه الأخاديد ويبدو كأنه صنع من خشب أو حديد.. شفاة زرقاء وعيون ذابلة وملامح خاملة. كان الهنود الحمر يظنون ان الدخان دواء للصداع ونقله الأسبان من العالم الجديد "أمريكا" إلي بلادهم ومنها إلي أوروبا ومنها إلي باقي قارات العالم بعد رحلة كريستوفر كولمبس سنة .1492