بعد ان كانت مقصدا للوفود السياحية لما تتمتع به من آثار اسلامية وشعائر دينية تحولت منطقة الحسين إلي سوق عشوائي يقوم البلطجية والخارجون علي القانون بتقسيم الشوارع وتأجيرها للباعة. يوسف رضا يقول في ظل غياب أمني كامل تحولت المنطقة من مزار سياحي إلي سوق عشوائي للباعة حيث انتشر الباعة الجائلون بالساحة الخارجية لمسجد الحسين بشكل كبير فكل بائع اتخذ لنفسه مساحة حول الحديقة واعتبرها ملكية خاصة علاوة علي بائعي الحلي والمشغولات الذين يحتلون الشارع ويتسببون في إعاقة السير. اصطياد الزبائن ولاء عبدالحميد تضيف: أتردد علي المنطقة بصفة منتظمة لزيارة مسجد الحسين وأكثر ما يزعجني قيام أصحاب المطاعم السياحية بتكليف عامل بالوقوف أمام باب المطعم لاصطياد الزبائن ومطاردتهم وتعريفهم بقائمة الأسعار وهو ما يعتبر تطفلا علي المارة وترك انطباع سيء عن السياحة في مصر عند السائحين الذين يتضررون من تلك الأفعال. فاطمة الرشيدي تشير إلي تأذي رواد المنطقة من مضايقة الباعة الجائلين لهم أثناء جلوسهم علي الكافيهات فلا تمر دقيقة إلا ويمر بائع يعرض منتجاته ويحاول بكافة الطرق اقناع مرتادي المقهي وفي كثير من الأحيان يضطرون للشراء للتخلص من إلحاحهم. راوية راشد من دولة الكويت تؤكد علي تغيير شكل المنطقة بشكل مسيء قائلة: أزور كل عام مصر وأبدأ جولتي بزيارة جامع الحسين الذي تبدلت أوضاعه بعد الثورة وأصبحت الصورة غير حضارية لانتشار الباعة والبلطجية حول المسجد وبائعي الشاي الذين احتلوا سور الحديقة وإجبار الزائر علي الشراء منهم وإلا يرحل من المنطقة. البيع بالقوة سهير عمران تضيف: أعمل بائعة اكسسوارات ومشغولات يدوية بمنطقة الحسين منذ عدة سنوات ونظرا لعدم وجود محل خاص كنت أقوم بالتجول بين الزبائن لعرض مشغولاتي وكنت أجد قبولا لدي الأجانب الذين ينبهرون بالمنتجات ويشترونها علي اعتبار انها هدايا تذكارية اما الآن دخل البلطجية ومسجلو الخطر إلي المنطقة وأصبحوا يفرضون بضائعهم علي السياح بالقوة مما جعلهم يرفضون كل البائعين وتسببوا في قطع رزقي. محمد محمود يطالب بضرورة عودة الأمن بسرعة عاجلة للأماكن الأثرية خاصة الفاطمية لحمايتها والوفود الأجنبية والعربية إلي جانب قيام الاحياء بدورها في اعادة المنظر الحضاري وتجميل الشوارع الرئيسية وإخلائها من الباعة الجائلين. سيد مصطفي سائق يشير إلي وجود تعليمات سابقة من شرطة المرور بمنع سائقي التاكسي من المرور بهذه الساحة وكل من كان يخالف يتم تغريمه وسحب رخصه اما الآن فأصبحت مرتعا للبائعين والمتسولين دون وجود أي رقابة. جلب الزبائن ويدافع محمود عامر عامل بمطعم سياحي عن وقوفه أمام المطعم لجلب الزبائن قائلاً: أقف أمام المطعم لإقناع الزبائن فقط وليس مطاردتهم فالكل يعلم مدي تأثر السياحة في مصر في الآونة الأخيرة وأصبحنا في حالة ركود يكاد يصل إلي حد عدم صرف رواتبنا فلجأنا لهذه الطريقة من أجل جلب الزبائن وتنشيط العمل بالمطعم. عمرو السيد صاحب مطعم يؤكد ان نسبة الاقبال علي المطاعم قلت جدا في الآونة الأخيرة وان السياحة تأثرت بشكل كبيرا نظرا للأحداث الصعبة التي تمر بها البلاد فنحن كأصحاب مطاعم أصبحنا لا نجد الدخل الكافي لصرف رواتب العاملين وتوفير احتياجات المطعم مما اضطرنا لتسريح نسبة كبيرة منهم وبالتالي لجأنا لطريقة لجلب الزبائن والفوز بهم فالساحة مليئة بالمنافسة. حملات مكثفة اللواء صلاح عبدالمعز رئيس حي وسط القاهرة يؤكد هناك حملات دورية تتم علي هذه المنطقة الأثرية بالتنسيق مع شرطة المرافق وشرطة المرور والسياحة تبدأ من شارعي مطر وخان الخليلي لضبط الباعة الجائلين وتحرير مخالفات للمحلات التي تتعدي علي حرم الشارع حول المسجد وإخلاء المنطقة من الاشغالات وتنظيم المرور والقيام برفع المخلفات بداية من نفق الأزهر حتي الغورية. يضيف: تقدمت شرطة السياحة باقتراح لعمل أكشاك أمنية بها كاميرات تصوير وشاشة تليفزيون وتم الانتهاء من تصميمها والتكلفة المالية وسيتم الاعتماد خلال أيام لخدمة منطقة المشهد وخان الخليلي وشارع المعز.