الزائر لمنطقة الحسين في رمضان لابد أن تصيبه الصدمة, فالباعة الجائلون احتلوا كل شبر في الميدان.. والمطاعم والمقاهي رفعت أسعارها بصورة مبالغ فيها... وشارع المعز لدين الله السياحي غارق في بحيرات المجاري. لم تعد زيارة حي الحسين في رمضان متعة بعد ان سيطر البلطجية علي المنطقة وسادت الفوضي والخروج علي القانون... الجولة في الحسين لابد أن تصيب أي شخص بالصدمة حسب قول محمد شحاتة أحد العاملين بالمنطقة فالشوارع المؤدية للميدان وأهمها شارع المعز الشهير غارقة في المجاري والكهرباء مقطوعة وهي تنقطع باستمرار وهناك حالات بلطجة يمارسها غرباء عن المنطقة لدرجة أن شخصا أغلق منذ ايام شارع المعز مستخدما سلاحا آليا ومنع الجميع ومنهم السياح من المرور. ويري الحاج زكريا أحمد صاحب بازار أن المشكلة أصبحت كبيرة بسبب غياب دورالأمن رغم وجود قوات مكلفة بذلك ولكنها لا تعمل أو لا تريد الاصطدام بالبلطجية, فضلا عن ان المنطقة اصبحت مختنقة بالسيارات الخاصة والنقل مع أن ذلك كان ممنوعا قبل الثورة في الحسين إمبراطورية للسياس حيث يقوم كل سايس بتنظيم الشارع لحسابه الخاص وبمساعدة آخرين ويحصل من كل سيارة ما بين10 و20 جنيها للوقوف, وأغلبها جاءت للسياحة الي جانب المصريين وحتي سيارات النقل التي كانت ممنوعة تماما حتي الثانية عشرة ليلا يتم السماح لها بالركن بجوار مبان اثرية وبمساعدة أمن الآثار مما يهدد هذه الاثار التاريخية بالانهيار مع الزمن. الاخطر ان البوابات الالكترونية في الشوارع المحيطة بالميدان تمت سرقتها ورغم اعتماد مليون جنيه من المحافظ السابق لإعادتها فقد توقف العمل بها. بل ان فرد الامن العامل بالاثار والذي كان يتقاضي800 جنيه ووصل راتبه الان الي1200 جنيه لا يمارس عمله في حماية الاثار بعد ان تفرغ لركن السيارات والسماح بزياة الاماكن الاثرية بدون تذاكر مقابل حصوله علي الاكرامية وعن حالة الفوضي في المنطقة يروي زكريا أحمد واقعة دهس موتوسيكل لطفل إيطالي كان بصحبة والدته, واتضح أن الموتوسيكل بدون لوحات ويقوده طفل مشيرا الي تكرار هذه الحوادث من اطفال يقودون موتوسيكلات غير مرخصة. من جهة اخري ادي انتشار الباعة الجائلين وسيطرتهم علي المنطقة ومعظمهم من اصحاب السوابق الي منع الأتوبيسات السياحية من دخول ميدان الحسين أو الشوارع المجاورة وفي رمضان قامت المقاهي والمطاعم ومحال الالبان برفع اسعارها بصورة مبالغ فيها استغلالا للاقبال الكبير علي زيارة الحسين للافطار والسحور..في حين تمارس المقاهي عادتها باطفاء الانوار علي فترات متقاربة لاجبار الزبائن علي المغادرة لاتاحة الفرصة لاستقبال زبائن جدد. الحقيقة المؤكدة ان منطقة الحسين لا تخضع لاي رقابة من أي نوع وكما يقول أحمد جمال بائع بأحد البازارات فان هذا الغياب الامني ساعد علي وقوع جرائم سرقة وخطف لاطفال وسيدات واحتجازهم لدي بلطجية للحصول علي فدية او تشغيلهم في اعمال منافية للقانون بل ان الاطفال الذين يتوهون في الزحام او الهاربين من اسرهم يتعرضون للخطف والاغتصاب علي ايدي بلطجية ومجرمين يقومون بتشغيلهم في شبكات اجرامية تحت التهديد. المتسولون ايضا ظاهرة في منطقة الحسين وكما يضيف سيف الدين محمد عامل بأحد البازارات مؤكدا ان معظمهم من اللصوص الذين يتحينون الفرصة للسرقة والنشل ومن هؤلاء سيدات يستأجرن اطفالا للتسول بهم واستدرارا لعطف البسطاء والسياح. ويتعجب الحاج حسن حسين تاجر بالحسين من حالة الفوضي التي وصلت إليها المنطقة حتي ان بدل الرقص الشرقي تباع علنا امام مسجد الامام الحسين ويتم تعليقها علي جدرانه دون مراعاة لحرمة المسجد في حين استولي الباعة علي مداخل المسجد والاماكن المخصصة لحراسه. باختصار منطقة الحسين اصبحت الان خاضعة تماما لهيمنة البلطجية والباعة الجائلين والخارجين عن القانون.. وهو وضع مؤسف في منطقة سياحية وحيوية من المفترض انها احد المناطق المهمة علي خريطة السياحة العالمية.