لم يتوقع رواد شارع المعز لدين الله الفاطمي أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم أن يتعرض لعملية اغتيال فالشارع الذي تم افتتاحه كمتحف مفتوح بتكلفة تخطت مليار جنيه منذ ثلاث سنوات في فبراير2008 يتعرض الآن لمخالفات صارخة مع مرور سيارات نقل وتحول ساحات المساجد الأمامية الي مواقف سيارات مفتوحة وكافيتريات عشوائية تشوه شكل أول متحف مفتوح في العالم للآثار الإسلامية بالاضافة الي الدراجات النارية في كل مكان, وزيادة معدل التعديات من المواطنين وأصحاب المحلات علي الآثار في شارع المعز مع انتشار الباعة الجائلين بالشارع. فهو يعد أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم بمنطقة الأزهر, ومزارا أثريا وسياحيا يتردد عليه العديد من السياح لكنه تحول الي جراج وسوق, ومنذ أيام شهد الشارع تشديد الحملات الأمنية لضبط الباعة الجائلين بالمنطقة وتحرير محاضر ضدهم ومنع سير السيارات النقل داخله لما كان يمثل من اعاقة حركة المشاة والسائحين بداخله, حيث انه أول شارع مخصص للمشاة وحدهم ولكن الآن يقف بدون حراسة بعدما أضرب افراد شركة الأمن منذ أن تعدي عليهم البلطجية وأصحاب المحال أثناء الثورة لتصبح سيارات الملاكي والنقل في كل مكان, وتتحول حديقة جامع الحاكم بأمر الله لجراج وقهوة وهو ما آثار الرعب بين السائحين خاصة بعد ماصدمت الدراجات البخارية أكثر من طفل لسرعتها, وقد تحول رصيف الشارع بامتداده من السور الشمالي لبوابة الفتوح وحتي نهايته بجامع الأزهر الي مقهي مفتوح في ظل اغلاق معظم المحال. وهناك قابلنا أحمد صلاح أحد عمال البازارات ويعمل بالشارع منذ عشر سنوات وأكد أن الشارع افتقد روحه كما أن الوجود الأمني ضعيف جدا بالمنطقة وكانت وزارة الثقافة تخصص وحدة أمن للشارع, لم تعد موجودة حاليا, وبوابات الكترونية لفتح وغلق الشارع لاتعمل أيضا مطالبا بالاهتمام بالشارع ليستعيد بريقه من جديد ومكانته التاريخية خاصة بعد الثورة. وتقول علياء علي مصورة انها من زوار الشارع بشكل مستمر وأكدت انها اصيبت بالصدمة بعد زيارته الأخيرة خاصة بعد أن تحول الشارع الي سوق ويفتقد معالمه يوما بعد الآخر كما تنتشر سيارات النقل بشكل يعوق الحركة والطريق, كما أن أفراد الأمن لايقومون بأي دور فعال بالاضافة الي زحام المقاهي متمنية أن تسفر الحملات الأمنية عن استعادة الشارع لبريقه من جديد ومانفقده بالفعل ليس الأمن ولكن غياب الثقافة لنهتم بتاريخنا أكثر من ذلك واعادة هيكلة شرطة السياحة من جديد لحماية الأماكن الأثرية. أما سالي أحمد فتقول أنا من مواليد شارع المعز لدين الله الفاطمي ويشرفني أنه عنواني في بطاقتي وجواز سفري ولقد كنت من أشد المتضررين عند وجود الأمن عند مداخل الشارع, حيث انني كنت مضطرة أن أمشي من أول البوابة حتي قبل شارع الصاغة حتي أصل الي بيتي ولكن عندما كنت أري نظافة الشارع ونظامه والصورة الرائعة المشرفة التي كان عليها لم أكن أشعر بأي ضيق أو تعب أما الآن فليس الوضع كما كان عندما كنت طفلة صغيرة فنرجوا إعادة شارعنا العزيز لشكله المشرف. وأعرب ياسين محمود صاحب أحد البازارات بالشارع عن استيائه الشديد من الحالة التي وصل لها الشارع ورغم الحملات الأمنية الأخيرة إلا أن الباعة يعاودون من جديد وهناك صعوبة في اخلاء الشارع تماما من الباعة ويجب تخصيص بوابات إلكترونية لتنظيم عملية الدخول والخروج من والي الشارع حتي يساعد علي اجتذاب السائحين من جديد خاصة بعد قلة توافدهم علي الشارع نتيجة مايتعرض له من مخالفات صارخة. ويوضح ان هذا يحتاج الي توعية الأهالي لخطورة مايقومون به وأن عددا كبيرا من الشباب يعتبرونه مصدر رزقهم بصرف النظر عن خطورته علي مستقبل الشارع رغم أن أغلبهم اعماله غير مرخصة. وتحت شعار انقذوا شارع المعز أطلقت حملة علي الفيس بوك لانقاذ الشارع, مما يتعرض له من مظاهر غير حضارية وذلك نظرا لأهمية شارع المعز وروحانياته في رمضان واشترك فيها مايقارب ألفي عضو, وأوضح الشباب في دعواتهم أن المعز أحد أهم الشوارع التاريخية في مصر بما يحتوي عليه من مدارس قديمة وتاريخ مصري أصيل يأتي اليه السائحون من مختلف أنحاء العالم لزيارته, مناشدين كل من لديه رؤي أو أفكار جديدة لانقاذ شارع المعز بالانضمام لهم, وبالفعل يحتاج الشارع الي اعادة الانضباط الأمني مرة أخري علي أن يعود شارع المعز الي مزار سياحي مرة أخري وتدعو المجموعة لاقامة ندوات بالمنطقة واقترحوا استضافة شخصيات عامة مثل عبد الرحمن الأبنودي وعدد من الممثلين والقيادات الأمنية ليروا واقع الشارع ويعملوا علي حمايته من محاولات الاعتداء. فانقاذ شارع المعز يحتاج الي تكاتف بين وزارتي الداخلية والسياحة والمجلس الأعلي للآثار حتي يستعيد الشارع مكانته من جديد وتوعية الأهالي بخطورة مايمارسونه علي مكانته التاريخية وتكثيف الحملات الأمنية بالشارع.