رحلة عذاب يعيشها مريض الكلي بمستشفي منشية البكري العام أقسام الغسيل تعاني من إهمال تام.. طوابير الانتظار لا تنتهي والماكينات متهالكة أما حقن الوريد التي ترسلها وزارة الصحة وتستخدم في عملية تنقية الدم فهي دائماً غير مطابقة للمواصفات ونسبة "الرايش" فيها كبيرة مما يعرض المريض دائماً لخطر الجلطات والنزيف وفشل عملية الغسيل منها. مها محمود حسن مريضة بالفشل الكلوي تعالج بالمستشفي بقسم الكلي الصناعية منذ 6 شهور تصرخ قائلة ماكينات الغسيل الكلوي غير صالحة ومتهالكة لإخراج السموم من الجسم وخاصة مادة البولينا السامة التي ينتج عن زيادتها في الدم غيبوبة تؤدي إلي الوفاة وقد توفيت حوالي خمس حالات منذ أسبوع بسبب الماكينات التي تغسل ببطء والمفروض أن تستغرق العملية حوالي 4 ساعات وللأسف الساعة الآن 12 ومازلنا تحت ماكينة الغسيل. عماد محمد محمود 39 سنة يستغيث لعدم وجود مندوب صيانة مؤهل يوجد واحد ضعيف الخبرة والكفاءة وباستمرار غير موجود والمسئولون يردون أن قطع الغيار غير متوفرة بسبب الميزانية. حقن بالرايش وتصرخ وفاء سعيد متولي 49 سنة تغسل منذ 4 شهور من الحقن التي تستخدم في الغسيل والتي تحتوي علي الرايش وعيوب التصنيع مما يؤدي لفشل عملية "الجنط" "ربط وريد بشريان" لإتمام عملية الغسيل وتجريح الذراع وأحياناً تؤدي إلي تجلطات بالذراع الذي به العملية ولا يقف الأمر عند هذا الحد فقط وإنما الكارثة أنه لا يوجد تمريض كاف فهناك خمس وحدات للغسيل الكلوي مسئول عنها 4 ممرضات فقط كذلك عمال النظافة لا يوجد سوي اثنين فقط للخمس وحدات والنتيجة انتشار الإصابة بفيروس C بين المرضي. جهاز ضغط واحد عائشة محمد مصطفي تقول إنها أصيبت من قبل بغيبوبة لعدم كفاءة الغسيل وارتفاع نسبة البولينا بالدم وتم حجزها بالرعاية المركزة كما تعرضت للنزيف أكثر من مرة أثناء الغسيل بسبب سوء خامة البلاستر الطبي المستخدم في تثبيت الحقن باليد حيث إنه مصنوع من الحرير لا يلتصق بسهولة علي اليد مما يؤدي إلي عدم ثبات الحقنة وخروج الدم بغزارة أثناء عملية الغسيل مما يزيد من تلوث الجرح وتكرار حالات النزيف أثناء الغسيل. منال شربيني تشير إلي أن الوحدة كلها بها جهاز ضغط واحد وهو هام جداً أثناء عملية الغسيل الكلوي لضبط الضغط وكذلك أجهزة الفلوميتر الخاصة بالأوكسجين الذي يوضع المريض عليها في حالة ضيق التنفس لا تتوفر بالمستشفي وكذلك أجهزة التكييف غير كافية حيث يوجد وحدتان للتهوية إحداهما معطلة. حنان صفوت ممرضة تشير إلي أن حقن الجنط التي يتم بها ربط الوريد بالشريان للقيام بعملية الغسيل الكلوي تم توريدها عن طريق مناقصة من وزارة الصحة كان المفروض تجربتها قبل الاستخدام والموافقة عليها لكن فوجئنا بصرفها وعدم إلغاء المناقصة بعد ثبوت عدم مطابقتها للمواصفات وكم من المواطنين تم تلف عملية الجنط لسوء حقن الغسيل ووجود رايش بها مما أدي لتكرار عملية "الجنط" عدة مرات لبعض المرضي كما أن ماكينة الفرزينسيسي تحتاج لقطع غيار وعدد عمال النظافة بالقسم لا يزيد علي اثنين لخدمة خمس وحدات وذلك وأجرهم 7 جنيهات في اليوم أي 210 جنيهات في الشهر وذلك يؤثر علي نظافة المكان الذي يتحول في لحظة لقمة النظافة إذا ما حضر أي تفتيش والأغرب عند اللجوء لمسئولي الوزارة ومطالبتهم بصرف الحوافز والرواتب وفواتير إصلاح الماكينات وصرف قطع الغيار يردون بأننا لا نتبع الوزارة وإنما نتبع الحي ولا أدري كيف يعرفون موعد تفتيش الوزارة قبل وصولهم فيكون المستشفي في كامل استعداده؟! دكتورة دينا إدوار رئيس وحدة الغسيل الكلوي تؤكد أنها تقدمت بالعديد من النداءات لمسئولي وزارة الصحة ومدير المستشفي السابق وأخيراً تم الاستجابة بتوريد جهازين جديدين للوحدة من عدد 6 أجهزة كما تم توفير بعض الأدوية والأجهزة المساعدة عن طريق فاعل خير وأشارت إلي أن الوحدة تعمل في حدود ما توفره مناقصات وزارة الصحة من أدوية وأجهزة ولكن المرضي يطالبون المستشفي بالمزيد ويعتبرون خلاف ذلك تقصيراً. وبمواجهة دكتور محمد عبدالصادق مدير مستشفي منشية البكري ان شكاوي المرضي ستنتهي قريباً حيث أكد انه يتم حالياً إعادة تجهيز وحدة الغسيل الكلوي بالمستشفي ومدها بجهازين جديدين من وزارة الصحة كما تم تركيب وصلات الأكسجين ووحدة معالجة المياه والتي تم توريدها للمستشفي ومازالت تحت التركيب. أشار إلي انه في القريب العاجل سوف يتم القضاء نهائيا علي كل السلبيات.