مرضي الغسيل الكلوي يمثلون شريحة عريضة من اصحاب الأمراض المزمنة والمتوطنة ويحتاجون لمن يخفف عنهم لكنهم يعانون اسلوب العلاج في عملية الغسيل في كثير من المستشفيات ويؤثر عليهم نفسيا ومعنويا فوق معاناتهم الجسدية. اكدت الاحصائيات أن 90% من مرضي الغسيل الكلوي مصابون الأنيميا بسبب نقص الهيموجلوبين وحقن سيولة الدم "الهيباريف" ولايوجد منها إلا الأنواع الرديئة التي تسبب ضعف الأبصار بالاضافة لتعرضهم للاصابة بفيروس "C" بسبب انعدام النظافة والتعقيم وعدم صيانة ماكينات الغسيل. "المساء" رصدت معانات المرضي اثناء عملية الغسيل التي يحتاجون اليها ثلاث مرات اسبوعيا في مستشفي منشية البكري. يقول محمد صالح عبدالفتاح وإكرام حمودة وشيماء حسن "طالبة" إن المشكلة في انعدام مستوي النظافة بالوحدات وهناك نقص كبير في التمريض حيث إن الوحدة بها 25 سريرا تشرف عليه ممرضتان فقط كما أن ماكينات الغسيل تحتاج الي قطع غيار ونقص كبسولات البيكربونات التي يحتاجها المريض بعد كل جلسة ونقص في حقن "الايركس" واكياس الدم كما أنهم يتحملون تكاليف الاشعات والتحاليل كل ستة أشهر تصل تكلفتها ثلاثة آلاف جنيه. أضافوا أنهم معرضون للاصابة بفيروس "C" بسبب جهل الممرضات لأساليب التعقيم ونقص الأدوات وانعدام الصيانة الدورية لوحدات الغسيل بسبب نقص الميزانية لذلك يحتاج كل مريض 12 حقنة شهريا لعلاج ارتفاع هرمون الغدة لايصرف منها من المستشفي إلا سبع حقن فقط ويشتري المريض الباقي علي حسابه الخاص مما يكلفه مبالغ باهظة حيث إن سعر الحقنة 12 جنيها كما ان بعض العلاجات غير متوافرة في صيدلية المستشفي مثل "الرانتيدين". تضيف هدي سيد ابراهيم ورضا عبدالرسول ودعاء حسن ومحمد ابراهيم محمد مرضي فشل كلوي انهم يتحملون شهريا نفقات أدوية بحوالي 500 جنيه شهريا حيث ان الدولة تتحمل 100 جنيه فقط شهريا من نفقات العلاج كما ان بعض المرضي يحتاجون الي نقل دم بسبب ندرة فصيلتهم ويتحملون هذه المبالغ علي نفقاتهم بالاضافة الي ادوية الضغط وغيرها من العلاجات التي يتحملها المرضي علي نفقتهم الخاصة مثل حفنة الاتركس التي يصل ثمنها الي 150 جنيها بالاضافة الي أنه تتم الاستعاضة عن عقار الهياربين لعلاج سيولة الدم بعقار أرخص ثمنا يصيب الشبكية ويسبب ضعف الأبصار. كما ان وحدات الغسيل تصدر روائح كريهة وصعبة نتيجة عدم وجود شفاطات وطالب المرضي باهتمام أكثر بمرضي الغسيل الكلوي لتخفيف معاناتهم. عرضت "المساء" مأساة مرضي الفشل الكلوي علي المسئولين حيث قالت الدكتورة دينا إدوارد استشاري ورئيس قسم الكلي بمستشفي منشية البكري العام : لدينا 100 مريض فشل كلوي جزء منهم يعالج بقرارات علي نفقة الدولة والآخر تابع للتأمين الصحي وللأسف الجزء الذي يعالج علي نفقة الدولة مظلوم جدا لانه يعالج المرضي في حدود مبلغ 100 جنيه وما يزيد علي ذلك يكون علي حسابه الخاص ومعظم هؤلاء المرضي من الطبقات الفقيرة ومعدومة الدخل ويحتاجون علاجا شهريا من 300 الي 450 جنيها وتقريبا كل مريض حسب حالته حيث ان المرضي الذين يعالجون علي حساب التأمين الصحي افضل كثيرا من العلاج علي نفقة الدولة لان التأمين يتحمل 6 أدوية ويوفر بعض الحقن بالمجان ولكن هذه الأيام لدينا نقص شديد في الأدوية لان الشركات متعثرة في سداد ديونها والطبيب ليست لديه سلطة والحل عند وزارة الصحة لذلك كمسئولة من قسم الكلي قمت بتقديم اكثر من طلب لوزارة الصحة لزيادة ميزانية المستشفي خاصة قسم الكلي وتغيير جميع وحدات الغسيل القديمة التي تتعدي عمرها 15 عاما والوحدة تقريبا ب 75 ألف جنيه. حيث اكدت د.دينا ان طلبية جديدة من ماكينات الغسيل تصل من شهر يوليو القادم الي المستشفي ويتم توفير كبسولات البودرة والتعقيم لكل مريض كبديل للغسالة حيث ان كل كبسولة تباع بسعر 28 جنيها ويصعب علي ميزانية المستشفي توفيرها لكل مريض. يؤكد الدكتور احمد فراج استشاري زرع الكلي ورئيس وحدة الكلي بمستشفي التأمين الصحي بالمقطم : ان هناك تطويرا يتم علي أعلي المستويات لوحدات الغسيل الكلوي فمنذ عامين وصل إلينا 12 ماكينة حديثة للغسيل ويتم تعقيمها بشكل دائم ولدينا أفضل الوحدات علي مستوي وزارة الصحة ويعمل معنا طاقم من الممرضات متخصصات في الغسيل الكلوي فقط ويشرف خلال الجلسة 3 أطباء كلي لمتابعة المرضي أثناء عملية الغسيل حيث لدينا 250 مريضا مقسمين علي 4 فترات يوميا وتصرف الأدوية مجانا ونقوم باستقبال مرضي العلاج علي نفقة الدولة والحالات الحرجة والقومسيون الطبي. أضاف أننا نستقبل حالات زرع الكلي من خلال لجنة علي مستوي جميع المستشفيات تتخصص في الزراعة من الاقارب فقط خاصة من الدرجة الأولي الي الرابعة ويشرف علي عملية الزرع لفيف هائل من اطباء المسالك البولية والكلي وغيرها حيث إن هذه الأيام نقوم بالزرع ونعمل علي قدم وساق.