قد يتعرض البعض في حياته اليومية للعديد من المشاكل القانونية والإنسانية.. ولأن مثل هذا الإنسان قد لا يجد من يستمع إليه ولا يقدر علي الحديث مع شقيق أو صديق.. فقد رأينا أن نتيح له الفرصة للتعبير عن نفسه من خلال تلك السطور. قال صبري حمزة عبدالدائم "42 سنة" في نبرة واهنة.. ذقت مرارة السجن وسط حياة الحرمان والآلام الذي صار أشد من العلقم حتي أصبحت أفزع من كوابيس أحلامي. أنا إنسان بسيط الحال نزحت من قريتي ببني سويف سعياً وراء لقمة العيش الحلال.. واستقر بي المطاف في العمل "سايس" لتنظيف السيارات بأحد الشوارع الجانبية بالإسكندرية.. اعتاد صاحب ورشة لإصلاح كهرباء السيارات بالمنطقة استغلالي في تنظيف سيارات زبائنه دون مقابل.. تحاملت قسوته وجبروته علي مدي شهور وأحمد الله علي ما أرزق به من تنظيف بعض سيارات الآخرين.. وبعدما ضقت ذرعاً من استغلاله وتحجر إنسانيته وتناسيه قول الرسول عليه الصلاة والسلام "إعط الأجير حقه قبل أن يجف عرقه".. طالبته بإعطائي أجراً رمزياً.. كشر عن أنيابه وجذبني إلي داخل ورشته وانهال وصبيانه علي جسدي بالضرب بقسوة.. التف المارة والجيران من حولي والدماء تنزف من وجهي بغزارة وحاولوا إسعافي علي مدي ساعتين ورضخت لنصيحة أهل الشهامة والمروءة ولم أحرر محضراً بالشرطة ضده وصبيانه.. لأفاجأ بالمعتدي الظالم غافلني وأسرع بتحرير محضر بالشرطة ضدي ويتهمني ظلماً وعدواناً بأنني اقتحمت ورشته واعتديت عليه بالضرب وحطمت سيارته التاكسي المتوقفة أمام الورشة.. وأحالتني النيابة لمحاكمة عاجلة وقضت محكمة الجنح في حكمها ضدي بالحبس ثلاثة أشهر فأصبحت من مظلوم إلي ظالم لأقضي مدة العقوبة خلف القضبان. وبعدما أفرج عني فوجئت به يطرق باب الغرفة التي استأجرها ويطلب مني مبلغاً من المال بزعم علي سبيل التعويض لتهشيم زجاج وصاج سيارته التي افتعلها وهددني.. بأنه أقام ضدي دعوي تعويض.. صرت حائراً.. مقهوراً.. مظلوماً أستصرخ رجال العدالة المدافعين عن المظلومين إنقاذي ممن ظلمني.. وأدعو العلي القدير أن يقيني شر هذا البلاء.