مبادرة الخير التي أطلقتها "الجمهورية" يوم الأربعاء الماضي لم تكن محض صدفة.. ولم تكن مجرد فكرة وردت فجأة في الذهن.. ولكنها جاءت نتيجة معايشة يومية لمشكلات وهموم الناس وبصفة خاصة الفئات المهمشة في مجتمعنا والتي يمثل ذوو الاحتياجات الخاصة قطاعاً كبيراً منها.. فهم يمثلون 13% من المجتمع وللأسف لا يلقون الاهتمام والرعاية اللائقة من أجهزة الدولة التي تدير شئون المواطنين. ولأنها جريدة الشعب.. فإن "الجمهورية" دائماً تولي القضايا الانسانية والجماهيرية اهتماماً خاصاً.. ومنذ انشاء صفحتنا التي تنشر كل "سبت" من كل أسبوع بعنوان "التحدي" صوت 8 ملايين معاً.. عايشنا من خلالها هموم فئة ذوي الإعاقة.. وصار لدينا إيمان بأن هذه الفئة من أشد فئات المجتمع احتياجاً للرعاية والمساندة والدعم الآن بعد اهمال قضيتهم علي مدي عقود طويلة. والمثير للاعجاب في مبادرة "الجمهورية" للخير لرعاية وتأهيل المعاقين وبصفة خاصة الاطفال ذوي الاعاقات المختلفة.. هي الاستجابة الفورية والواسعة من عدد كبير من الجمعيات والمؤسسات الخيرية العاملة في هذا المجال للانضمام والمشاركة في هذه المبادرة.. وهو ما أثبت ان في مجتمعنا مؤسسات غير حكومية تبذل جهوداً كبيراً للمساهمة في تبني قضايا مجتمعية وللأسف لا أحد يعرف أو يعلم عنها شيئاً مما يدل علي تقصير الإعلام في إلقاء الضوء علي هذه الجهود النبيلة. هدفنا الرئيسي في اطلاق مبادرة الخير تحت رعاية "الجمهورية" هو رعاية وتأهيل المعاقين ودمجهم في المجتمع.. ولكن تسابق الكثير من الجمعيات والمؤسسات الأهلية للمشاركة فيها.. جعل منها مبادرة تشمل جميع الفئات الأكثر احتياجاً.. الأرامل والأيتام والفقراء إلي جانب ذوي الاحتياجات الخاصة في جميع محافظات مصر.. وتحقق هذا من خلال بروتوكول تعاون تم توقيعه بين "الجمهورية" وجمعية الأورمان لتقديم الخدمات لكافة الفئات المحتاجة.. وتضمن البروتوكول تقديم الأجهزة التعويضية والكراسي المتحركة وإجراء عمليات العيون والقلب المفتوح للاطفال وتوصيل الكهرباء وقروضاً حسنة للمشروعات الصغيرة وغيرها من الخدمات الانسانية. أما القضية الأهم والتي تفتح المبادرة باب الأمل للمساهمة فيها.. هي قضية الدمج التعليمي والمجتمعي للاطفال ذوي الاعاقات خاصة المعاقين سمعياً وذهنياً وأطفال التوحد.. والهدف تأهيلهم استعداداً لدمجهم داخل مدارس التعليم العام.. خصوصاً إذا علمنا ان هناك مليوني طفل معاق خارج المنظومة التعليمية. وفي النهاية.. فإننا ندعو أصحاب القلوب الرحيمة ومحبي الأعمال الخيرية إلي تلبية نداء الخير لمساعدة هذه الفئات وخاصة المعاقين الذين من حقهم ان نساعدهم في ان يحيوا حياة طبيعية كريمة كأي إنسان له حقوق لا تتكامل انسانيته إلا بها.