يتعرض الأطفال ذوو الإعاقة الذهنية إلي بعض أساليب التربية والتنشئة الاجتماعية في البيت والمدرسة, وتتفاوت هذه الاساليب من العنف والإساءة البدنية والنفسية إلي اهمال المعاق عقليا أو عزله عن الأسرة والمجتمع. وتقول د. سماح محمد لطفي أستاذ علم النفس بجامعة قناة السويس إن الخصائص الأسرية لها دور كبير في التأثير سلبا علي استعداد الأسرة لرعاية الابن المعاق والقيام بوظائفها تجاهه, ومن أهم هذه الخصائص انخفاض المستوي التعليمي للأسرة وقلة الدخل الاقتصادي والاضطرابات النفسية والصحية التي يعاني منها الوالدان. وتعد الإساءة للأطفال واحدة من أخطر الظواهر التي تجتاح أي مجتمع من المجتمعات, خاصة الإساءة الموجهة ضد الطفل المعاق التي تعد من أخطر أنواع الاساءات لما لها من تأثير عليه حيث يتحول الطفل إلي العدوانية. واساءة معاملة الأطفال لها آثار مستقبلية علي عقلية الطفل بوجه عام والطفل المعاق بوجه خاص, كما أن العنف الموجه ضد الأطفال المعاقين ذهنيا قد يطور حالاتهم العقلية إلي الاسوأ حتي تصل إلي مرحلة متقدمة ومستعصية علي العلاج في حالة تعرضهم للاساءة والعنف من قبل الأسرة والمدرسين في مراكز التأهيل أو المدرسين في المدارس الخاصة بهم. ونظرا لأن إعاقة هؤلاء الأطفال غالبا ماتكون مصدرا للتوتر والضغط علي الأسرة والمدرسين فإن هذا يدفعهم إلي استعمال العنف مع هؤلاء الأطفال وتبدو الاساءة في سلوكيات عديدة كالعدوان الجسدي والنفسي والاعتداء الجنسي والتحرش والاهمال. وأهم مظاهر العنف الكدمات والحروق والخدوش والجروح, وتصدر هذه الاساءة من أفراد الأسرة اعتقادا منهم أن ذلك هو أسلم طرق التربية وضبط سلوك الطفل المعاق. ويتمثل العلاج الامثل لظاهرة العنف في توعية الآباء والأسر حول الآثار المترتبة علي العنف ضد الابناء المعاقين. وتري الدكتورة إيناس لطفي أن الجمعيات الخيرية لها دور كبير في مواجهة العنف الأسري والاساءة البدنية الموجهة للأطفال المعاقين ذهنيا وذلك من خلال: إنشاء مراكز الارشاد الأسري داخل الجمعيات الخيرية لتوعية وارشاد الأسر حول الاساليب العلمية والانسانية للتعامل مع هذه الفئة. التوعية المجتمعية والأسرية والدينية حول الحقوق الانسانية لفئة المعاقين ذهنيا, وذلك من خلال الندوات والمحاضرات التي يتم فيها استضافة المتخصصين من رجال الدين واساتذة علم الاجتماع والتربية الخاصة, للتحدث حول خصائص هذه الفئة واحتياجاتها في المراحل العمرية المختلفة واساليب تعامل الأسرة مع ابنائها ذوي الإعاقة الذهنية. تنظيم دورات تدريبية في الجمعيات الخيرية للأسر حول أساليب التنشئة الاجتماعية الملائمة للأبناء ذوي الإعاقة الذهنية. التوعية الدينية من خلال الجمعيات الخيرية حول النظرة والتعامل الإنساني للدين الإسلامي لفئة المعاقين ذهنيا وذلك من خلال الندوات والمحاضرات التي يتم فيها الاستعانة بالمتخصصين من رجال الدين. تنظيم دورات تدريبية للعاملين في مجال رعاية الأفراد ذوي الإعاقة الذهنية حول أساليب التعامل الملائم مع هذه الفئة.