يعاني تلاميذ المدارس الحكومية من عدم توافر رعاية طبية لازمة لهم بسبب إهمال التأمين الصحي وعدم تجهيز العيادات المدرسية أو توافر الأدوية اللازمة خاصة في القري والنجوع رغم أن الطالب يدفع اشتراك هذه الخدمة ولا يستفيد منها بشيء.. الأمر الذي أدي إلي عزوفهم عن العلاج في مستشفيات التأمين الصحي التابعة للمدارس واتجهوا إلي شراء العلاج من خارجها نظرا لعدم وجود اهتمام من الأطباء والممرضات. اعترف مديرو عموم الإدارات التعليمية بالنقص الشديد في عدد الأطباء حيث يوجد لكل 15 مدرسة طبيب واحد مطالبين بتطبيق مبادرة طبيب لكل مدرسة حتي تتحقق رعاية صحية فعلية بالمدارس. المدرسون وأولياء الأمور من جانبهم أكدوا علي عدم جدوي التأمين الصحي وقلة أعداد الأطباء مقارنة بأعداد التلاميذ الرهيبة وعد الجدية في توفير الإسعافات الأزمة في حالة وقوع الحوادث الطارئة وإعلان حالة الطوارئ يكون فقط في الأزمات وسرعان ما يختفي هذا الاهتمام. طالبوا بضرورة تجهيز العيادات المدرسية وإمدادها بالإمكانيات وتطهير الأدوات والمستلزمات الطبية والقضاء علي سوء النظافة بالفصول ودورات المياه والتي تهدد بانتشار الأمراض. قال أحمد حسن مدير عام إدارة البساتين ودار السلام التعليمية إن الإدارة تعاني من نقص شديد في أعداد الأطباء المشرفين علي المدارس فضلا عن كبر حجم النطاق الجغرافي للإدارة والكثافة العالية للتلاميذ داخل المدارس التي يعمل معظمها بنظام الفترتين مشيرا إلي أن الوضع الحالي هو وجود طبيب واحد يشرف علي 10 مدارس وهو عدد كبير جدا خاصة لارتفاع كثافات المدارس التي يصل أقل عدد تلاميذ بها إلي 2000 تلميذ علي أقل تقدير موضحا أن الخدمة الصحية المطلوبة غير موجودة بالشكل المفترض أن تكون عليه. طالب بتوفير وحدات صحية مصغرة داخل كل مجموعة متجاورة من المدارس تضم أطباء متخصصين في الأسنان والباطنة والعيون لتوفير رعاية صحية حقيقية متكاملة لتلاميذ المدارس حيث إن الزائرة الصحية وحدها لا تكفي داخل المدرسة. أضاف عادل عبدالعظيم مدير عام إدارة السيدة زينب التعليمية أن خدمة التأمين الصحي يستفيد منها كافة تلاميذ المدارس خاصة الأحياء ضعيفة المستوي المعيشي وبالتالي يجب الاهتمام بها بشكل أوسع من أجل الحفاظ علي سلامة أبنائنا من التلاميذ. قال إن الخدمة المقدمة في التأمين الصحي ذات جودة معقولة وفي متناول الأسر الفقيرة وبالتالي يجب أن تتواءم الخدمة ويتم تطويرها بشكل مستمر لتلبية احتياجات هؤلاء التلاميذ. أزمات أشار جمال عويس مدير عام إدارة الزيتون التعليمية أن التأمين الصحي لا غني عنه للتلميذ في كافة مراحل التلاميذ ويظهر دوره بشكل أكبر أثناء الأزمات التي تتعرض لها المدارس بشكل عام من أمراض مزمنة أو موسمية وكان آخرها مرض الغدة النكافية التي أسهم في تقليلها التأمين الصحي إلي حد كبير والدليل أن أعداد الحالات انخفضت بشكل ملحوظ منذ بداية ظهور المرض وكذلك أثناء ظهور مرض أنفلونزا الخنازير. أوضح غطاس شحاتة مدير عام إدارة الشرابية التعليمية أن كل طالب يدفع رسوم رمزية مقابل خدمة التأمين الصحي تبلغ 4 جنيهات فقط وهو مبلغ قليل للغاية تقوم الإدارات بتوريده مع الانتهاء من تجميع المصروفات الدراسية من التلاميذ ويعني أن هناك دعم كامل من قبل الحكومة للتأمين الصحي وعلاج التلاميذ بالشكل الأقرب للمطلوب علي الأقل موضحا أن المشكلة الكبري الذي يعاني منها التأمين الصحي في المدارس هو عدم وجود طبيب بكل مدرسة حيث توجد في إدارة الشرابية بالكامل طبيبين فقط وهو عدد غير كاف بالمرة للقيام بالخدمة الصحية علي الوجه المطلوب. مبادرة طالب ممدوح إبراهيم مدير عام إدارة منشأة ناصر التعليمية بدعم مبادرة طبيب لكل مدرسة من العام الدراسي القادم من أجل صحة أبنائنا ورعاية طبية أفضل لهم ودعوة منظمات المجتمع المدني للمساهمة فيها بصفتها مشروعاً قومياً علي أن تشمل هذه المبادرة إجراء فحوص دورية لتلاميذ المدارس للكشف المبكر عن الأمراض والحد من انتشار الأمراض المعدية. أكد طارق علي مدرس لغة عربية أن منظومة التأمين الصحي مريضة خاصة بالنسبة لتلاميذ مدارس القري والنجوع الذين لا يتوافر لديهم الإمكانيات اللازمة لتقلة حقهم في رعاية طبية مناسبة فضلا عن اللجوء إلي قطع مسافات للوصول إلي أقرب وحدة صحية والتي لا تهتم بالتلميذ مشيرا إلي أنه عند حدوث أي ظرف طارئ للتلميذ تتأخر إدارات المدارس في إسعاف الطلاب أو عمل الإجراءات اللازمة لنقلهم إلي مستشفي التأمين الصحي. أوضح سيد عبدالمجيد مدرس لغة إنجليزية أن الطلاب يلجأون إلي العيادات الخارجية نظرا للإهمال الموجود في التأمين الصحي وعدم توافر الأدوية رغم تكبد الطلاب مصاريف العلاج وإضافته ضمن المصروفات مشيرا إلي أن عدد الطبيبات الموجودات بالمدارس قليل جدا مقارنة بأعداد الطلاب المتزايدة فضلا عن أن هناك مدارس تعمل فترتين. أشار إلي عزوف الكثير من الخريجين عن العمل مع التأمين الصحي أو التعاقد بسبب تدني المرتبات وأن الموجود من كبار السن والعبء كبير عليهم في التعامل مع الأعداد الكبيرة من التلاميذ في المدارس الحكومية. أوضحت سوزان علي مدرسة رياضيات عدم توافر المستلزمات الطبية بالعيادات الملحقة بالمدارس وعدم تجهيز هذه العيادات بالإمكانيات اللازمة مشيرة إلي أنه من المفروض أن ترسل المدارس باحتياجاتها إلي الوزارة لتلبية ما يحتاجونه من أدوية إضافة إلي الإسعافات الأولية. المعاملة سيئة أوضحت منال عبدالعال مدرسة دراسات أن الوضع في التأمين الصحي لا يسر عدوا ولا حبيبا فضلا عن المعاملة السيئة التي يتلقاها المرضي وعدم وجود الأطباء وإهمال الممرضات الأمر الذي يؤدي إلي إحجام الكثيرين عن الذهاب بأبنائهم لعيادات التأمين الصحي وهجرته وعدم الاهتمام بالكشف علي الطلاب أو التشخيص الدقيق للحالات مطالبة بضرورة الرقابة علي التأمين الصحي ودعمه بشكل كبير ليؤدي الغرض المطلوب منه ويقدم خدمة طبية جيدة للتلاميذ مؤكدة أن العيادات الملحقة بالمدارس أصابتها الشيخوخة وعدم توافر نوعية الدواء المطلوبة في الحالات الطارئة وعدم وجود أدوات ومستلزمات طبية ملائمة. أضافت أن ذلك يعد من متطلبات الجودة بضرورة توفير الرعاية الطبية وهو من عوامل تطوير العملية التعليمية وحق أصيل من حقوق الطلاب. طالب عادل عبدالله مدرس تاريخ بأهمية التوسع في المستشفيات التي يتعاقد معها التأمين الصحي لتلبية احتياجات الطلاب وإعادة النظر فيه من خلال بروتوكول تعاون فعال بين وزيري التعليم والصحة ومساهمة المجتمع المدني ورجال الأعمال وفرض ضرائب علي المؤسسات والمصانع تصب في هذا الغرض للحفاظ علي صحة الطالب وتحقيق الهدف المنشود من التطوير حيث إن التعليم والصحة من أهم المقومات لأحداث النهضة في المجتمع. قال حسن مسعد مدرس أحياء إن الاهتمام بالتأمين الصحي يظهر مع ظهور وباء جديد مثل ما حدث مع أنفلونزا الطيور والخنازير والغدة النكافية حيث تعلن حالة الطوارئ وسرعان ما يختفي هذا الاهتمام مع انتهاء الأزمة لينكشف إهمال العيادات المدرسية والتأمين الصحي. أضاف أن هناك بعض المدارس لا توجد بها عيادات وإنما غرف صغيرة مغلقة ولا يوجد بها طبيب أو ممرضة وتقوم إدارة هذه المدارس بالنظر في الحالات المرضية وتحويلها إلي الوحدة الصحية وإعطاء الإجازات بسبب العجز في أعداد أطباء التأمين الصحي بالمدارس. أكدت سعاد السيد مدرسة جغرافيا أن النظافة منعدمة في المدارس الحكومية حيث إن القمامة تنتشر بالفصول ودورات المياه غير آدمية الأمر الذي ينذر بوقوع العديد من الأمراض والأوبئة والمفروض أن تتوافر بالعيادات المدرسية المطهرات والصابون لتطهير الفصول في حالة اكتشاف أمراض معدية لحماية التلاميذ إلا أن ذلك لا يوجد إلا نادرا إضافة إلي عدم وجود رقابة علي هؤلاء الأطباء للتأكد من تواجدهم بصفة مستمرة. تجهيزات أوضح علي أشرف مدرس علوم أن التأمين الصحي ملزم بعلاج تلاميذ المدارس من المرحلة الابتدائية وحتي الثانوية. وأيضا علاج التلاميذ في الريف. وصرف العلاج بالمجان من الوحدة الصحية. والطالب يدفع اشتراك العلاج مطالبا بضرورة الاهتمام بهذه العيادات وتجهيزها بالشكل الملائم وتطهير الأدوات التي يستعملها الطبيب حتي لا تنتقل الأمراض مع الأعداد الكبيرة مؤكدا علي دور القوافل الطبية في توعية التلاميذ وإرشادهم واكتشاف الأمراض مع رفع مرتبات الأطباء ليقوموا بأداء واجبهم علي النحو الصحيح. أجمع عمران علي وفتحي محمد وإمام عبدالموجود وسيد عبدالهادي أولياء أمور بضرورة إعداد خطة شاملة لتعميم الرعاية الصحية للطلاب بجميع مدارس وتسجيل البيانات الخاصة بالفحص الشامل علي أجهزة الحاسب الآلي بالمدارس وربطها علي شبكة المعلومات بفرع التأمين الصحي لسرعة الحصول علي البيانات اللازمة ومتابعة الحالات والإبلاغ الفوري بحالات الطوارئ. طالبت علا أحمد ومنيرة سيد وكاميليا حسين أولياء أمور تلاميذ بالابتدائي بأهمية عمل دورات تدريبية لجميع العاملين بالقطاع الريفي والزائرات الصحيات بالمدارس وتفعيل الفحص الطبي الشامل بالتعاون مع مديريات التربية والتعليم واستيفاء الملف الصحي لكل طالب مؤكدين أن التأمين الصحي في المدارس حبر علي ورق ويحتاج إلي اهتمام كبير لمواجهة الحالات الطارئة والحوادث التي تنتشر في كثير من مدارسنا.