منطقة "ميت رهينة" التابعة لمركز ومدينة البدرشين بمحافظة الجيزة من أقدم المناطق الأثرية كانت عاصمة الدولة المصرية القديمة "منف" والتي يعتبرها المؤرخون والأثريون أقدم عاصمة لدولة مركزية في التاريخ قبل نحو 50 قرنا وقد استمرت أهميتها الدينية والتاريخية والاستراتيجية طوال العصور القديمة وفيها اكتشف تمثال رمسيس الثاني الذي ظل موجودا بميدان رمسيس بوسط العاصمة منذ منتصف الخمسينيات حتي عام 2006 إلي أن أصابتها يد الإهمال وعبث العابثين فعانت معابدها من السرقات ومياه الصرف الصحي والمياه الجوفية. أين الأمن يقول أحمد شكري "أحد أهالي القرية" المعابد والأراضي الخاصة بهذه الآثار ليس عليها رقابة حيث يقوم بعض الأشخاص من تجار الآثار بالتنقيب في هذه المعابد وبيع ما يتم اكتشافه علني دون رادع.. إضافة إلي عدم وجود خفر أو أفراد أمن لهذه المعابد مثل معبد بتاح ومعبد حتحور وكذلك معبد التحنيط حتي يخيل لأي شخص أن هذه الأماكن مهجورة وليست معابد. كافتيريا لتعاطي المخدرات ويؤكد خالد أبوزيد أن معبد بتاح يقع في بداية القرية وقد قام بعض الأشخاص من القرية أيضا بالاستيلاء علي قطعة أرض تابعة للمعبد وقاموا ببناء كافتيريا عليها للسهر ليلا وشرب البانجو وتعاطي المخدرات وقمنا بتقديم العديد من الشكاوي للمجلس الأعلي للآثار لكن دون جدوي بالرغم من قيام مفتشي آثار ميت رهينة بتحرير محاضر تؤكد هذه المخالفات. ويتساءل محمد عبدالرحيم لماذا لا تهتم الدولة بمثل هذه المعابد وخاصة معبد بتاح الذي يقع بالقرب من متحف البعثة "متحف رمسيس الثاني" الذي يفد إليه السياح من كل أنحاء العالم وقد كان السياح يأتون إلي المعبد من قبل لعمل مجسات واستخراج الآثار الدقيقة من المياه الجوفية والرماد. ويري مصطفي حسن أن التعديات علي أراضي الآثار بالقرية كثيرة ولا يوجد رادع لها وبالرغم من قيام بعض أهالي القرية بعمل سور لقطعة أرض كبيرة بالقرب من معبد التحنيط وتقديم طلب للمسئولين لجعلها مدرسة ثانوي بنات منعا لما يلاقيه بناتنا من تحرش ومعاكسات بالمدرسة الوحيدة الموجودة بالمجمع إلا أن الطلب قوبل بالرفض دون إبداء أسباب.. مع العلم بأن قطع أراضي كثيرة مماثلة قام البلطجية من القرية بالاستيلاء عليها وقاموا ببناء عشش عليها لممارسة البغاء فيها. ويضيف طاهر أبوزيد أن الوضع يزداد سوءا حيث إن أصحاب هذه التعديات لهم منازل وأراض داخل القرية والأغرب من ذلك أنهم قاموا ببناء منازل وعمل ورش ميكانيكا من طابق واحد وبالطوب الأبيض في قطعة أرض عبارة عن مثلث بمدخل القرية وملك للمعبد وكان من المفروض عمل سور عليه. ويشير عيد أحمد أن أهالي القرية اتحدوا واجتمعوا من قبل وقاموا بتطهير هذا المدخل وأعادوا المكان للآثار في عام 95 ثم شيئا فشيء تحول المكان إلي وكر لتعاطي المخدرات وجراج للسيارات والمشكلة أننا عندما نتكلم مع هؤلاء الأشخاص يقومون بتعريض زوجاتهم لنا واستخدام أساليب البلطجة معنا. مشكلة الصرف الصحي وتقول أم محمد إن القرية لا يوجد بها شبكة صرف صحي حتي الآن بالرغم من غرق القرية بأكملها منذ عامين في مياه الصرف الصحي بسبب زيادة منسوب المياه بترعة الرشاح وتوجهنا للوحدة المحلية التي قامت الآن بعمل المشروع حتي الوحدة المحلية فقط وتوقف مشروع الصرف الصحي حتي الآن. ويشكو عبدالله رمضان من عدم توصيل المياه الحلوة بالقرية بالرغم من وجود محطة تحلية بالقرب من الوحدة المحلية وأخري بطريق الجابري.. ويقوم أهالي القرية بشراء المياه منهما. مواجهة وبمواجهة الأستاذ محمد لبنة "كبير مفتشي الآثار بميت رهينة" أفاد بأنه قام بتقديم طلب للمسئولين لعمل رفع معماري للمعبد وإعداده للزيارة هو وباقي المعابد الأخري المهملة في ميت رهينة مثل معبد التحنيط ومعبد رمسيس الشرقي والغربي وكذلك معبد حتحور وحتي الآن لم يردوا علينا.. وقد قام بعمل عدة محاضر للمجلس الأعلي للآثار توضح هذه المخالفات والتعديات علي أراضي الآثار وليس في سلطة التفتيش استصدار إزالة فورية ولو كانت هذه السلطة موجودة لتمت الإزالة من زمن. ويضيف أن مثل هذه الآثار مهملة منذ زمن ونظرا لعدم وجود ميزانية لعمل كافة المشاريع اللازمة من رفع معماري وحل مشكلة المياه الجوفية المنتشرة بالمعبد وإعداده كمزار مثل باقي المعابد هي السبب الرئيسي في إهمال مثل هذه الأماكن. وقد قام أيضا بطلب للمجلس الأعلي للآثار لتحويل هذا المثلث الخاص بمعبد بتاح إلي مكتب للتفتيش أو مخزن للآثار إلا أن الرد لم يأت بعد. وبسؤال اللواء أحمد عبدالرحيم "رئيس مركز ومدينة البدرشين" أفاد أن مسئوليته إزالة التعديات والمخالفات الموجودة علي أملاك الدولة أما الخاصة بالآثار أو أراضي الآثار فلابد من تنسيق الآثار مع الشرطة لإزالة مثل هذه التعديات.. ونظرا لعدم وجود أمن فإن التخلص من هذه المخالفات تحتاج للمساعدة من جميع الجهات.