لم أكن أتخيل أن يتعلق مصير الرياضة المصرية وكرة القدم بشكل خاص بممارسات الألتراس الآن وسعيهم لهدم كل مبادرة لعودة الحياة لملاعب كرة القدم. وقد تحدثت مع مجموعة كبيرة من الألتراس سواء بشكل شخصي أو عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي وبخاصة الفيس بوك عما يجول بخاطر هذه المجموعة من الشباب الذين بدأوا بشكل حضاري في التشجيع داخل الملاعب جعلني أشيد بهم في كل مجال إعلامي ثم تحولوا الي مجموعة تتحرك في مجالات بعيدة عن الأسباب الحقيقية التي تشكلوا من أجلها ودخلوا مجال السياسة وتدخلوا في العديد من الأحداث التي أحاطت بمصر منذ ثورة 25 يناير. كانت كل تعليقات الألتراس تشير الي عدم عودة الدوري إلا في حالة القصاص لشهداء بورسعيد وهو أمر يتفق معه كل من شاهد أو عايش الحدث الجلل ولكن غير المقبول لغة التحدي التي يتحدثون بها من التهديد بعصف أي محاولة لعودة النشاط. وتعجبت من رأي بعضهم بأنهم لا يعنون بالتوقف كل أنشطة الرياضة ولكن فقط الدوري الممتاز الذي يعلم الجميع أنه عصب الرياضة المصرية وإن عدم عودة الدوري الممتاز تعني عدم موافقة الأمن علي إقامة أي نوع من النشاط وبخاصة أن دوري الكرة هو المظلة التي تقام تحتها كل الوان النشاط. والدليل علي ما أقول أنه عندما توقفت الكرة في الموسم الماضي توقف معها كل النشاط الرياضي لكل اللعبات باستثناء كرة السلة التي تحدي فيها أعضاء الاتحاد كل المحاذير وأقاموا نهائيات مختصرة للدوري في طنطا. وتابعت أيضا حفنة أخري من الآراء التي طالبت بأن تقوم مجموعة أخري من الجماهير بمنع الأهلي من لعب مباراته أمام صن شاين النيجيري في بطولة أفريقيا كرد فعل مضاد لتصرفات الألتراس وتساءلت هذه المجموعة لماذا يطالب الألتراس بإيقاف النشاط في الوقت الذي يلعب فيه فريقهم بشكل طبيعي في بطولة أفريقيا ويخوض لاعبوه مبارياتهم التي تحفظ علي الأقل لياقتهم البدنية والفنية دون باقي الفرق التي لا تحصل علي نفس الفرصة وأصبحت هذه الأندية خرابة لأن الكرة فيها تصرف علي باقي اللعبات. وهناك بعض التعليقات التي تسخر مما كتبنا عن إصابة حياة أكثر من 6 ملايين مصري بالشلل بسبب انقطاع مصدر دخلهم والديون التي عانوا منها لتوقف رواتبهم وللأسف يري بعضهم أن عودة الدوري ما هي إلا مصالح خاصة لبعض رجال الإعلام الذين هم علي خلاف معهم أي تلخصت لديهم عودة النشاط في أنها عودة لمصالح هؤلاء وكأن عودة الدوري هي من أجل المليونيرات الذين أقول أنهم لم يتأثروا بالتوقف بل لا زالوا يحصلون علي رواتبهم ومستحقاتهم بينما ضاع الفقراء الذين يحصلون علي الفتات وبين هذا وذاك لا زلت أبحث عن الأسئلة عن حقيقة الألتراس ومن يقودهم ومصادر تمويلهم وغيرها من الأسئلة التي طرحتها من قبل في هذا المكان في الحلقات الثلاث الأولي من هذه السلسلة.