كثيرون مثلي يتمنون فوز المنتخب الأمريكي في مباراته المقبلة أمام المنتخب الجزائري، ليس حباً في أمريكا ومنتخبها، وإنما كرهاً لمنتخب الجزائر ولاعبيه المتفرنسين المغرورين. هذه الأمنية تتجسد في رغبتنا أن يخرج الجزائريون منهزمين مطأطئ الرأس منكسرين حتي يعرفوا حجمهم الطبيعي، وأنهم مجموعة من المرتزقة الذين لا يبحثون عن تمثيل الجزائر كبلد، وإنما بحثاً عن الشو الذي يرفع من سعرهم أمام أندية العالم. وهذه الرغبة في هزيمة الجزائر تنبع من كره ليس للجزائر كدولة عربية ولكن لينكسر أولئك الذين تطاولوا على مصر وشبابها ورجالها ونسائها ووصفونا بأقذع الأوصاف، بل وصل الأمر بهم إلى التطاول على قادتنا والتشكيك في عروبتنا واتهامنا بأننا خونة وعملاء. ووصل الأمر بأولئك المتشدقين بشهدائهم إلى تشويه التاريخ العروبي لمصر ودورها تجاه القضية الفلسطينية وتخيلوا أنفسهم هم حماة العروبة وهم من سيحررون فلسطين برفع علمها هناك في المونديال أو بحفنة مساعدات قدموها للشعب الفلسطيني في غزة مؤخراً!!. وأقول لهم أين كنتم أيها المتشدقون بالدفاع عن فلسطين مما قدمته مصر للقضية الفلسطينية منذ النكبة وحتى الآن ولماذا لم نسمع عنكم إلا في هذا الوقت الذي أثرتم فيه العداوة لمصر وشعبها. إننا نفخر بوطنيتنا ومصريتنا فيكفي أن الرسول الكريم أوصي بأهل مصر خيراً وقال "إنهم خير أجناد الأرض"، بل وورد ذكرها في القرآن 6 مرات فهل من مدّكر. إنما أولئك الذين صدّعوا رؤوسنا بشهدائهم وعروبتهم ثم يرتمون بعد ذلك في أحضان قاتليهم ومحتليهم الفرنسيين فإنهم هم الخونة والعملاء. الجزائريون فرحون بفريقهم القومي ولتلاحظوا معي كلمة القومي التي يعد أبرز مقوماتها هي اللغة فليقل لي أحدهم هل يتحدث أولئك اللاعبون الذين يمثلون الجزائر اللغة العربية؟! كلاً كلهم يتحدثون الفرنسية التي يفضلونها على لغة بلدهم كما يدّعون. وقد لاحظت شيئاً في الشعب الجزائري وهو أنهم ينقادون مثل العميان وراء صحافتهم الصفراء التي تكذب عليهم ليل نهار، وحكومتهم التي فشلت في توفير حياة كريمة لهم تحميهم من الهجرة إلى جلاديهم، وشحنهم ضد مصر لصالح جهات لها أهداف خبيثة استغلت حالة العداء بين البلدين لتحقيق أجندات لم تكن لتحققها لولا الأزمة الأخيرة، وعلى رأسهم قطر التي تحفر لنا كل يوم حفرة لتوقعنا فيها باحثة عن دور إقليمي لها عن طريق تقزيم دور مصر وإلهائها في أمور أخرى. لا أعرف سبباً لهذا العداء ضد مصر عند العرب، أليست هذه مصر التي كان الجميع يلجأ إليها في كل أزمة تنزل بهم، هل هُنا إلى هذه الدرجة عليهم. نعم في مصر الكثير من المنغصات والسلبيات والفساد ولكن هذا لايجب أن يدفعنا أبداً لكرهها وتشويه كل شئ جميل فيها، فكم من مصري خرج منها مسافراً وعاد إليها مقبلاً ترابها حنيناً إليها. وأخيراً أقول إن هذا قدرنا أن نكون نحن الأكبر دائماً ونترفع عن الصغائر ونغفر الزلات للأراذل .. ولك الله يا مصر.