قبل ساعات من انطلاق أولى مباريات منتخب مصر في كأس القارات لا أخشى على الفراعنة من المنافسين الأقوياء بقدر ما أخاف من حزب "اللي ملهمش فيها". بعد خسارة منتخب مصر المؤلمة على يد الجزائر في تصفيات المونديال فوجئت مثل غيري بتعرض الجهاز الفني للفراعنة واللاعبين إلى حملة إعلامية غاضبة وهو أمر طبيعي لكن المؤسف هو تعرض المنتخب لانتقادات من جانب إعلاميين لا علاقة لهم بالرياضة. وكانت المفاجأة على سبيل المثال حينما استضافت إحدى المذيعات اللامعات نقيب المحاميين الجديد وقبل أن تقدم الرجل تحدثت عن مباراة الجزائر وعن الهزيمة الثقيلة وعن سوء مستوى المنتخب ثم مضت إلى حوارها دون نقاش الموضوع مع متخصص أو مع من يعلق عليه. وفي الصحف وبعض البرامج التلفزيونية ذات الاهتمام بالشأن العام وجه الكتاب ومقدمو البرامج نقدا لاذعا بتصديهم بالرأي والنقد عبر أعمدتهم وربما للمرة الأولى في حياتهم لمستوى المنتخب. بالطبع حرية الرأي مكفولة للجميع والحجر على رأي أي شخص مرفوض تماما لكن المشكلة من وجهة نظري أن النقد يجب أن يأتي ممن يتابع الرياضة يوميا أو أسبوعيا حتى لو كان مشجعا أو قارئا لكن بعض الكتاب يتحدثون بصورة موسمية مع الانتصارات الكبيرة والهزائم الكبيرة أيضا باعتبار كرة القدم أمر يشغل بال قطاع عريض من الجماهير.
هذا النوع من النقد قد لا يفهم أن الخسارة من الجزائر أمر متوقع وغير مستبعد على أرضها أبدا ولا يفهم طبيعة ومستوى مباريات مصر المقبلة .. بل إن إحدى الصحف اليومية كتبت في اليوم التالي لمباراة الجزائر في عناوين الصفحة الأولى أن مصر فقدت فرصة التأهل والإقالة في انتظار الجهاز الفني للمنتخب دون أن تذكر في صفحاتها الداخلية أي معلومة عن الإقالة المزعومة. وكما ذكرت في مقال سابق إقالة الجهاز أو تغيير اللاعبين مستحيل حاليا نظرا لضيق الوقت وصعوبة المنافسة .. وتأييد حسن شحاتة ليس حبا فيه ولكنه حرصا على الإبقاء على فرص منتخب مصر في المنافسة على بطاقة المونديال أولا ثم كأس الأمم الإفريقية ثانيا ثم كأس القارات ثالثا. والسبب الرئيسي الذي يدفعني لكتابة هذه السطور هو يقيني من أن منتخب مصر عرضة لهزائم كبيرة أمام البرازيل وإيطاليا وحتى أمام أمريكا التي تتفوق علينا في عنصر اللياقة البدنية، والمفترض في الأساس أن بطولة القارات بطولة استعراضية يشارك فيها معظم المدربين للتجربة والاستعداد وهذا هو ما قاله دونجا وليبي وديل بوسكي قبل المشاركة بأشهر عديدة لأنهم لا يريدون الضغط نفسيا على لاعبيهم خلال تصفيات المونديال التي يعتبرونها أهم. وكل ما أتمناه هو ألا يخرج علينا حزب "اللي ملهمش فيها" والذين عرفوا التشجيع بداية من عام 2006 فقط بعد هزيمة كبيرة أمام البرازيل أو إيطاليا بانتقادات غاضبة تضر أكثر مما تنفع وأن "يركب البعض موجة النقد" بالتقطيع في جسد المنتخب الجريح أصلا. والمناسبة لا أجد حرجا في التعرض للخسارة 6-صفر في مبارياتنا الثلاث في بطولة القارات بشرط أن نفوز على رواندا ذهابا وإيابا في تصفيات كأس العالم لنستعيد صدارة مجموعة المونديال.
ليس عيبا أن نخسر بالستة في القارات بشرط أن نهزم رواندا ذهابا وإيابا باختصار شديد نريد كمشجعين مصريين أن نكون ناضجين في التعامل مع نتائج المنتخب في كأس القارات .. يجب أن نفرح بحكمة وإدراك لأسبا الفوز ولو كان الحظ من بينها وأن نحزن بتماسك وبحرص حتى لا ندمر ما أنجزناه سابقا. ولنا في نتائج مصر في كأس القارات عام 1999 عبرة حينما تعادلنا بالحظ مع المكسيك 2-2 فصعدنا بالمنتخب إلى عنان السماء وتخيلنا أن بلوغنا قبل النهائي مسألة وقت لا أكثر .. وكان الحزن الصاعق هو ما أصبنا به بعد الخسارة أمام السعودية بالخمسة فتمت إقالة محمود الجوهري وحرمانه من مشروع إعداد المنتخب رغم طرد ثلاثة لاعبين من فريقه لأسباب لم يكن مسئولا عنها. أتمنى أن يجد حزب "اللي ملهمش فيها" ما يشغله خلال الفترة المقبلة عن كرة القدم لأنهم بالتأكيد "سيشجعون المنتخب .. انما دول بالذات احنا مش معاهم". ملحوظة أخيرة :لا أوافق أبدا على أراء الدكتور علاء صادق في برنامج الكابتن أحمد شوبير على قناة "الحياة" حول ضرورة إقالة اتحاد الكرة والجهاز الفني للمنتخب لكن في النهاية من حق الرجل التعبير عن رأيه ولو في أسوأ توقيت وعلى الجمهور أن يحاسبه .. لكن المحزن بشدة أن يرد اتحاد الكرة والجهاز الفني لمنتخب مصر بمقاطعة مراسل قناة "الحياة" ........ أرجوكم ردوا في الملعب.