قال الدكتور محمد البلتاجي، القيادي بجماعة الاخوان المسلمين والتحالف الوطني لدعم الشرعية، "إن الابتسامة تغيظ الانقلابيين ويكسرهم الصمود والثبات". وأضاف البلتاجي، في رسالة من محبسه خلف القضبان :" تأتي الذكرى الرابعة لمجزرة رابعة والنهضة حيث قام الانقلاب العسكري الدموي بقتل مئات المسلمين والمصريين وجرح الآلاف واعتقال آخرين وحرق الجثث واعتقال المصابين من المستشفيات، في ممارسات دموية غاشمة لم يقم بها الاستعمار والاحتلال الأجنبي ولا نجد لها مثالا إلا في قصة فرعون (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ) . وأكد أن القضية قضية عدالة وحق وإرادة الخير للناس والوطن، وقال "قضيتنا عادلة وموقفنا حق للدرجة التي قتلوا فيها ابنتي الشهيدة بإذن الله ذات السبعة عشر عاماً برصاصتين في الصدر ثم قام القاتل بتلفيق عشرات القضايا لي بالقتل والعنف والتحريض بعد أن كنت أستاذاً جامعياً في طب الأزهر وسياسياً وطنياً وبرلمانياً وحقوقياً إذ بي فجأة أتحول لمجني عليه بقتل ابنتي وتلفيق القضايا لي، وإلى إرهابي في حكم الانقلاب العسكري وإعلامه الكاذب ونيابته العامة". وأوضح البلتاجي أن موقفه خلال المحاكمات وجلسات التحقيق كان سببا أن "قامت مصلحة السجون بنقلي تعسفياً إلى سجن العقرب شديد الحراسة ليس في زنزانة انفرادية هذه المرة ولكن في عنبر كامل انفرادي ! ليس فيه أحد غيري لفصلي عن إخواني وعن العالم الخارجي كل هذا بالتوازي مع استمرار الحملة الإعلامية ضدي وقرار مصادرة الأموال والاعتداء على عيادتي الطبية وإغلاقها وبيع محتوياتها في الشارع .. أقول أن هذا لن يكسرنا؛ وأن السجن المسيس والقضاء المسيس وتلفيق القضايا وإجراءات السجن التعسفية لن تكسر عزيمتنا وستظل قضيتنا العادلة ليس حريتنا الشخصية وحقوقنا الخاصة وإنما حرية الوطن وحقوق أبنائه ومحاكمة المجرمين الذين قتلوا وحرقوا ودمروا الاقتصاد والمؤسسات وجوعوا المصريين .. نحن في سجننا في أحسن حالاتنا روحياً وإيمانياً ولن يكسروا عزيمتنا فنحن في خلوة مع ربنا .. ولا تشغلنا المضايقات ولا تثنينا الإجراءات التعسفية .. قضيتنا أكبر من ذواتنا وحرية وطننا أحب إلينا من حريتنا الخاصة". ولفت إلى أن كل ذلك يحدث معه كتصفية حسابات لموقفه من ثورة الشعب المصري، ومن نظام مبارك منذ 2005 وحتى الانقلاب العسكري، لافتاً إلى أنه حينما يكون رموز ثورة يناير في السجن فإن نظام مبارك بوجهه الأشد قبحاً هو الذي يحكم مصر وينتقم من الشعب المصري لثورته المطالبة بالتحرر والعدل والحقوق. وحمل البلتاجي المجلس القومي لحقوق الإنسان -الذي قال عنه "كنت عضواً فيه وزرت حينها سجن العقرب الذي أحبس فيه الآن لمتابعة أوضاع المحبوسين"، وكذلك المنظمات الحقوقية، المسؤولية الأخلاقية عن أوضاع المعتقلين وظروف احتجازهم التعسفية التي أسفرت من فترة عن وفاة أحد المحبوسين معنا في العنبر الأخ الشهيد المريض الصابر عبد الرحمن مصطفى نتيجة لعدم ذهابه للمستشفى وتركه يموت بلا طبيب. كما حمل القضاء المسؤولية القانونية عن أوضاع المعتقلين لكونهم محبوسين احتياطياً على ذمة قضايا سياسية ملفقة وليس لأحكام قضائية. وختم البلتاجي رسالته متساءلاً لصالح من يحدث كل هذا؟ لصالح من يريدون تدمير هذا الوطن؟ .. الله غالب، وتحية لحرائر الإسكندرية وأحرار الأزهر .. والله أكبر .. وتحيا مصر.