"أنا عايز أحافظ على البنات اللى هيبقوا أمهات المستقبل اللى هيعلموا أبناءهم إن آباءهم كانوا رجالا لا يقبلون الضيم ولا ينزلون على رأى الفسدة".. جملة قالها الرئيس الشرعى للبلاد الدكتور محمد مرسى فى آخر خطاباته قبل الانقلاب العسكرى الغاشم ولم يكن يدرك العالم حينها أنها رسالة ستظل موجهة لأصحاب الضمير فى ظل انتهاكات يندى لها الجبين بحق المرأة والفتاة فى حوالى 5 أشهر من عمر الانقلاب. وفى الوقت الذى يحيى فيه العالم هذه الأيام ذكرى اليوم العالمى لمناهضة العنف ضد المرأة، يرفع الانقلابيون أسلحتهم فى وجوه حرائر مصر ويلاحقونهن بالاعتقال والرصاص والعنف فى كل ميدان وشارع يخرجن فيه للتعبير بسلمية تامة عن رأيهن برفض الانقلاب العسكرى الدموى والمطالبة بعودة الشرعية والحرية والكرامة لهذا الوطن. ويأتى حكم محكمة جنح مدينة نصر ضد الطالبة سمية خالد فارس، التى صدر ضدها حكم بالسجن 4 سنوات بتهمة التجمهر والتظاهر فى شارع عباس العقاد يوم 11 أكتوبر الماضى، كبقعة سوداء جديدة فى الثوب الملطخ بالدماء للانقلاب بالتزامن مع اليوم العالمى لمناهضة العنف ضد المرأة. وأبدع الانقلابيون فى استخدام كافة أنواع ومظاهر الإهانة والعنف ضد المرأة طوال خمسة أشهر، تنوعت ما بين قتل واستهداف مباشر خلال المشاركة فى المسيرات مثل هالة شعيشع ورفيدة سيف وسهام الجمل عضو مجلس الشورى وغيرهن من المشاركات فى الاعتصامات كأسماء البلتاجى وحبيبة أحمد عبد العزيز وغيرهن، أو اعتقال طال أصغر الحرائر ذوى ال 12 عامًا وتلفيق تهم بخلاف المعاملة السيئة داخل تلك المعتقلات. "سواء كانت الفتاة تشارك فى مسيرة أو فى منزلها فيد الانقلابيين ستطالها بالتنكيل".. قاعدة كشف عنها وأصر عليها الانقلابيون، فبداية من طالبات جامعة الأزهر داخل الحرم الجامعى ومرورًا بالفتيات المشاركات فى المسيرات المنددة بمذابح فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، جاء اعتقال سمية الشواف من منزلها قبيل الفجر كعلامة سوداء فارقة فى تاريخ تلك الانتهاكات. "قتل.. اعتقال.. تنكيل.. تعذيب.. قهر نفسى" مظاهر أقرت الجمعية العمومية للأمم المتحدة ما هو دونها بمراحل ضمن أنواع العنف ضد المرأة، فتفوق الانقلاب العسكرى على منتهكى الحريات وحقوق المرأة فى العالم وتصدر قائمتهم. وظهرت حركة "نساء ضد الانقلاب" كمحطة مهمة لمحاربة الانقلاب، لتدعم صمود وإرادة الحرائر اللاتى رغم كل ما لاقينه إلا أنهن ما زلن وقود حركة الشارع المصرى ضد الانقلاب. وفى باريس، أعلنت الدكتورة أسماء جلال -المتحدثة باسم حركة نساء ضد الانقلاب- هناك أن عضوات الحركة رفعن طلبا للمنظمات الدولية بإدانة ما حدث للمرأة فى مصر من اعتداءات جسيمة، من قتل وإصابة واعتقال المئات من نساء وفتيات مصر الحرائر. وأوضحت أن الحركة سوف تلاحق الانقلابيين فى المحافل الدولية، وأمام المنظمات الداعمة لحقوق المرأة، مشيرة إلى أن هناك توثيقا كاملا لكافة أعمال العنف والانتهاكات الحقوقية للمرأة منذ الانقلاب العسكرى الدموى، وأكدت أن الحركة ستستمر فى التظاهر والإعلان الدائم عن رفض الانقلاب العسكرى، وسوف تستمر فى تظاهراتها أمام السفارة المصرية والمنظمات الحقوقية فى فرنسا حتى عودة الشرعية ودحر الانقلاب الغاشم ومحاكمة قادة الانقلاب وقتلة الثوار وكل من أجرم فى حق الشعب المصرى وخاصة النساء والفتيات.