سر إصرار السيسي على “التعويم” وفضح ادعائه بأن المعيشة في “الأرخص”

في الوقت الذي حذر فيه كل خبراء الاقتصاد في مصر والمتابعين للشأن المصري في الخارج من آثار تعويم الجنيه، حتى إن وزراء في حكومة الانقلاب حذروا من خطورة هذه الخطوة، إلا أن قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، أصر على موقفه، واتخذ قرار تعويم الجنيه، ليرتفع سعر الدولار بين ليلة وضحاها من 7 إلى 20 جنيهًا، ويرتفع معها سعر كل شيء حتى الماء والهواء في مصر.
واعترف السيسي أنه كان يعلم بحجم التأثيرات الصعبة التي ستترتب على قرار تحرير سعر الصرف “تعويم الجنيه”، ولكنه اعتبر أن مصر أصبحت أفضل الآن، قائلاً: “لما خدنا قرار تعويم الجنيه كنا عارفين إنه هتكون ليه تأثيرات صعبة على كل المصريين، بس إحنا كنا عارفين كمان إنه هيدي فرصة حقيقية لمصر إنها تصدر صناعة وزراعة بشكل كبير، والآن أصبحت لدينا فرصة جيدة”.
وأضاف السيسي أن كل المقربين منه حذروه من الإقدام على هذه الخطوة، ولكنه رأى أنهم لا يفقهون شيئًا في الاقتصاد أمام نبوءته وعقله الذي يصور له أنه طبيب فلاسفة العالم، وقرر تعويم الجنيه.
حتى الآن لم يفهم المصريون سر تدمير السيسي لحياة المصريين بهذا الشكل، وعمله على تدمير عملتهم، ولكن خلال السنوات الماضية وتصريحات السيسي ونظامه المتعاقبة وصراحته المعهودة التي تكشف عن كراهيته لهذا البلد وشعبه، اتضح سر تعويم السيسي للجنيه، وهو العمل في اتجاه واحد هو تجويع الشعب المصري.
السيسي يفصح عن السيسي
ومن بين الأسباب الحقيقية التي تكشف تعويم الجنيه التصريحات التي تخرج بها حكومة الانقلاب بين الحين والآخر، بتوجيهات من قائد الانقلاب، لجوء السيسي وتابعيه إلى الإيهام بأن الخدمات والسلع في مصر أرخص من مثيلاتها في العالم، ويتضح ذلك في العديد من المواقف، منها إعلان قائد الانقلاب أن سعر تذكرة المترو التي رفعها لسبعة جنيهات، ويتذمر منها المصريون هي أرخص سعر تذكرة مترو في العالم، ويقول إن تذكرة المترو في مصر تتكلف 40 جنيهًا، ولكنه رأفة بالمصريين جعلها 7 جنيهات فقط.
على نفس الطريقة، وأمام شكاوى الغلابة من ارتفاع سعر فواتير المياه والكهرباء، التي اكتوى بها المصريون، وزاد سعرها لأضعاف مضاعفة، حتى إن الفاتورة التي كانت تسجل ما بين 50، 60 جنيهًا شهريًا للغلابة، أصبحت تزيد عن 400 جنيه، وهو ما يوازي نفس سعر فاتورة المياه.
إلا أن الدكتور أسامة الظاهر، رئيس الإدارة المركزية لشئون مكتب وزير الري والموارد المائية، ادعى أن تعريفة المياه في ألمانيا وسويسرا أعلى من مصر، بالرغم من أن سويسرا تتمتع بالوفرة المائية حيث تلقي 200 مليار متر مكعب مياه في البحر.
وتابع الظاهر مزاعمه، خلال لقائه مع عزة مصطفى ببرنامج “صالة التحرير” على قناة صدى البلد: “لدينا ثقافة خاطئة في استخدام المياه، والدول الأوروبية تطبق التعاليم الإسلامية في ترشيد استخدام المياه”.
رغيف الخبز
وفي نفس السياق ادعى أحمد كوجاك، نائب وزير المالية، أن رغيف الخبز في مصر الأرخص في العالم، وإنه لا توجد نية لرفع سعر رغيف الخبز خلال الفترة المقبلة.
وأضاف “كوجاك”، خلال لقائه ببرنامج “هنا العاصمة”، المذاع عبر فضائية “سي بي سي”، مساء الإثنين، أن دعم الخبز يستفيد منه حوالي 75 مليون شخص وفقًا لبيان وزارة التموين، متابعًا “رغيف الخبز بمصر الأرخص في العالم”.
5 جنيهات في اليوم.. يا بلاش!
بعد ذلك خرج منظرو نظام الانقلاب لإعلان أن المواطن المصري رغم هذا الارتفاع في الأسعار يمكنه أن يعيش بجنيهين، أو 5 حنيهات في اليوم.
وقال بهاء أبوشقة، رئيس حزب الوفد: إن مصر تعتبر الأقل في الأسعار، والمواطن المصري يستطيع أن يعيش ب5 جنيهات في اليوم.
وأضاف أبوشقة، خلال كلمته في لقاء المراسلين المصريين والأجانب، بمقر حزب الوفد، أن سعر كوب القهوة أو الشاي في فرنسا وإنجلترا يعادل 180 جنيهًا مصريًا، بينما سعره ثلاثة جنيهات فقط في مصر.
وتابع رئيس حزب الوفد، أن الأسعار في مصر ليست مرتفعة مقارنة بالأسعار في دول عربية أخرى.
وللرد على حكومة الانقلاب في مستوى معيشة الفرد في مصر ودول أخرى ليست متقدمة، ننشر أسعار تذكرة المترو في مصر ودول أخرى، ومتوسط دخل الفرد في هذه الدول.
فنزويلا: سعر تذكرة المترو 0.24 دولار ما يعادل 2 جنيه و90 قرش، ومتوسط دخل الفرد 8 آلاف و588 جنيها
روسيا: تذكرة المترو 0.48 دولار ما يعادل 3.5 جنيه ومتوسط دخل الفرد 8 آلاف 706 جنيهات
تركيا: تذكرة المترو – 1.75 ليره للرحلة بما يعادل 5.30 جنيه. ومتوسط دخل الفرد 6 آلاف و537 جنيها
الصين: تذكرة المترو ( 5.80 جنيه) ومتوسط دخل الفرد 4 آلاف و55 جنيها
تايلاند: تذكرة المترو ما يعادل 4 جنيهات مصرية للرحلة ومتوسط دخل الفرد 3 آلاف و443 جنيها
اليابان: تذكرة المترو 10 جنيهات مصرية ومتوسط دخل الفرد 23 ألف جنيه
الجزائر: تذكرة المترو تعادل 4 جنيهات مصرية ومتوسط دخل الفرد 3 آلاف و194 جنيها
أسبانيا: تذكرة المترو الأغلى في العالم 12.20 يورو، وهو ما يعادل 104 جنيهات مصرية ومتوسط دخل الفرد 17 ألفًا و793 جنيها
في حين أن مصر تذكرة المترو سبعة جنيهات ومتوسط دخل الفرد 974 جنيها