رغم أن الفقر يتفشى بين المصريين كالنار في الهشيم، منذ قرارات نوفمبر 2016م، ورغم إعلان وزارة النقل بحكومة العسكر عن رفع سعر تذكرة المترو يوليو المقبل بنسبة تتراوح بين 2 إلى 6 جنيهات، بعد قرار الزيادة مارس الماضي من جنيه إلى جنيهين؛ إلا أن سعر تذكرة المترو حاليا (2جنيه) تعد الأغلى بين كل أسعار تذاكر المترو في العالم إذا ما قورنت بنسب الدخل السنوي للمواطنين. لندن الأرخص عالميًا (0,03%) يبلغ متوسط الدخل السنوي للمواطن البريطاني، وفقاً لأرقام البنك الدولي، 42.330 ألف دولار مما يجعل استخدام المواصلات العامة أيضاً الأرخص له وفقاً لمتوسط الدخل. ويبلغ متوسط سعر التذكرة الشهري للذهاب والإياب بمعدل مرة يومياً 84 جنيهاً إسترلينياً (56.7 دولاراً) أي يمثل 3.% تقريباً من دخل البريطاني شهرياً. مترو نيويورك(2,5%) من الدخل الشهري يوفر المترو في نيويورك تذكرة أسبوعية تبلغ قيمتها 32 دولاراً والمخفضة 16 دولاراً وأخرى شهرية تستخدم في كل الأوقات وتبلغ قيمتها تقريباً 121 دولاراً والمخفضة 60.5 دولاراً. ويبلغ متوسط دخل المواطن الأميركي السنوي 56.810 ألف دولار وبواقع 4734 دولاراً شهرياً، وباحتساب سعر تذكرة المترو البالغ قيمتها 121 دولاراً في الشهر نجد أنها لا تمثل سوى 2.5% من إجمالي دخل المواطن الأميركي شهرياً. مترو باريس (2,8%) يعتبر استخدام وسائل المواصلات العامة في فرنسا ومنها المترو مناسباً أيضاً لدخل الفرد الذي يبلغ في المتوسط 38.720 ألف دولار وفقاً لأرقام البنك الدولي. ويبلغ متوسط سعر التذكرة الشهري في باريس 76 يورو للذهاب والإياب (91.2 دولاراً تقريباً) يمثل 2.8 % تقريباً من متوسط الدخل الشهري للمواطن الفرنسي. مترو إسطنبول (3%) وتصل نسبة تذاكر المترو شهريا للمواطن في اسطنبول إلى (3%) من نسبة الدخل الشهري للمواطن، ويبلغ سعر تذكرة المترو في المتوسط 2.6 ليرة تركية (الدولار= 3.73 ليرات)، أما البطاقة الشهرية فهي تبلغ 205 ليرات صالحة للاستخدام لعدد 185 رحلة بمتوسط 1.1 ليرة للرحلة الواحدة. وتمنح إسطنبول تخفيضاً في حال استخدام البطاقة في ركوب أكثر من وسيلة عامة بفارق توقيت أقل من ساعتين. وتعد وسائل النقل العام في تركيا وعلى رأسها المترو مناسبة اقتصادياً في ظل متوسط دخل الفرد البالغ 11.230 ألف دولار سنوياً وفقاً لبيانات البنك الدولي عام 2016. ويبلغ متوسط سعر التذكرة الشهري لمترو إسطنبول ذهاباً وإياباً (في حالة عدم شراء التذكرة الشهرية الشاملة لكل وسائل المواصلات العامة) 104 ليرات (28 دولاراً تقريباً) يمثل 3% تقريباً من متوسط الدخل الشهري للمواطن التركي. القاهرة(5%) يبلغ عدد خطوط المترو العاملة حالياً ثلاثة خطوط تغطي مساحة كبيرة من القاهرة الكبرى ويستخدمها 3 ملايين راكب على الأقل يومياً. يبلغ سعر التذكرة التي تصلح لرحلة واحدة فقط (ذهاب أو إياب) جنيهين (الدولار= 17.8 جنيهاً) لأي عدد من المحطات ويمكن التبديل بها بين الخطوط في الرحلة الواحدة. وتخطط الحكومة لرفع تذكرة المترو حتى 6 جنيهات لجميع الخطوط على أن يبدأ سعرها من 2 جنيه ويكون حدها الأقصى 6 جنيهات حسب عدد المحطات التي يستخدمها الراكب في الرحلة الواحدة. ولا تتبع مصر نظام التذكرة القابلة للشحن بالنقود أو نظام التذكرة الصالحة لكل وسائل المواصلات العامة، فالتذكرة صالحة لركوب المترو مرة واحدة فقط لأي عدد من الخطوط طالما داخل إطار الرحلة، ويستثنى من ذلك الاشتراكات الممنوحة للطلاب والعاملين بالشرطة والجيش وهي مقسمة إلى ربع سنوية (180 رحلة) وسنوية (730 رحلة). ويبلغ متوسط دخل المواطن المصري سنوياً وفقاً للبنك الدولي 19765 جنيهاً عام 2016 وبما يعادل 2196 دولاراً تقريباً سنوياً بسعر الدولار قبل التعويم (الدولار=9 جنيهات)، وما يعادل 1110 دولارات تقريباً بعد تعويم الجنيه في نوفمبر 2016 (الدولار =17.8 جنيهاً). ويبلغ متوسط سعر التذكرة الشهري لمترو القاهرة ذهاباً وإياباً 80 جنيهاً (4.5 دولارات تقريباً) تمثل 5% تقريباً من متوسط الدخل الشهري للمواطن المصري. أما إذا ارتفع سعر التذكرة إلى 6 جنيهات فإنها ستمثل 14.6% تقريباً من دخل المواطن لاستخدام وسيلة مواصلات واحدة ذهاباً وإياباً لمدة 20 يوماً في الشهر وهو ما يعني حرق المواطنين بلهيب أسعار الخدمات أغلى من أمريكا وبريطانيا وفرنسا. وكان وزير النقل المصري هشام عرفات قد أكد أن وزارته سترفع سعر تذاكر شبكة قطارات مترو الأنفاق التي تتكبد خسائر بدءاً من يوليو المقبل، إذ سيزيد السعر الحالي إلى ثلاثة أضعاف. وأضاف عرفات في تصريحات خاصة لصحيفة "الأهرام" الحكومية، يوم الإثنين 25 من ديسمبر الماضي 2017م، إن سعر التذكرة سيبدأ من جنيهين للمحطات التسع الأولى، وسيزيد جنيها لكل تسع محطات إضافية على أن يكون الحد الأقصى لسعر التذكرة هو ستة جنيهات للخط الكامل.