لست من أنصار أخذ أى سياسى أو مسئول بجريرة أو جريمة ابنه أو ابنته أو أحد من أقاربه لأنه {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.. ولست من أنصار الشماتة الإعلامية فى أى شخص (متهم)؛ لأن القاعدة القانونية تقول (المتهم برىء حتى تثبت إدانته)، على الرغم من أن معارضى التيار الإسلامى يعملون عكس كل هذه القواعد، ويعتبرون (المتهم "غير الإسلامى" بريئا حتى تثبت إدانته.. والمتهم "الإسلامى" متهما حتى تثبت براءته)!!. ومن هذا المنطلق يجب أن ننظر لواقعتى: اتهام نجل الرئيس مرسى باستغلال نفوذ والده لمجرد أنه تقدم مثل غيره لوظيفة حكومية وفاز فيها بكفاءته كما قالت الوزارة، وواقعة اتهام ابنة حمدين صباحى (سلمى) بالنصب الإلكترونى والاستيلاء من 30 مواطنا مصريا تقدموا ببلاغات ضدها على قرابة 240 مليون جنيه، هى وشركاؤها وحبسها وإطلاق سراحها بكفالة 200 ألف جنيه. بعبارة أخرى، أرى أن إدخال الأبناء فى المناكفات السياسية غير لائق أو مفيد؛ لأن هذا ليس من أخلاق الإسلام، وأعتقد أنها فرصة لأبناء التيار الإسلامى أن يعطوا التيار الشعبى الناصرى والتيارات اليسارية والليبرالية درسا وقدوة فى أخلاق الإسلام الصحيحة، وفرصة أن يعطى صحفيو وإعلاميو التيار الإسلامى للآخرين درسا فى أخلاق مهنة الصحافة.. فلا شماتة أو ترويجا للتهم دون اتهام رسمى، ولا يجب أن يجرمنا شنآن (بغضاء) أو عدوان قوم جهلاء على الرئيس وابنه وتشويههم لخصومهم الإسلاميين بالتدليس، أن نعدل عن الحق، كما يقول القرآن: {وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا}.. أى مهما كانت كراهية أحد لك فلا يجب أن يمنعك هذا من العدل معه وقول الصدق والحقيقة؛ لأن العدل هو صفة من صفات الخالق. ولا يعنى هذا بالطبع أننى أدعو لعدم نشر أخبار جريمة النصب الإلكترونى المتهمة فيها سلمى صباحى، كما فعلت صحف الفلول مجاملة لحمدين صباحى، التى وصلت لصدور أوامر للزملاء الصحفيين هناك بعدم التعامل مع قضية سلمى صباحى من قريب أو من بعيد، والاكتفاء بخبر يتيم مخفى فى باب الحوادث لا ينشر على الصفحة الرئيسية، ولا كما فعل إعلاميو "سى بى سى، والنهار، والتحرير من دفن رءوسهم فى الرمال على طريقة (اعمل نفسك ميت!)؛ لأن المعلومة من حق القارئ، خصوصا لو كانت صحيحة ومثبتة ببلاغات النيابة. يكفى أن تقرير المجلس الأعلى للصحافة فضحهم، وكشف بذاءات صحفهم وعدم نزاهتهم وتضليلهم للرأى العام وتحريضهم على الكراهية والعنف، ف"الفجر" و"الدستور" و"صوت الأمة" و"الأهالى" احتلت قمة السباب ونشر البذاءات بين الصحف، و"الوطن" و"التحرير" و"روز اليوسف" و"المصرى اليوم" نافستها فى السب والقذف.. ووصل الأمر لاستخدامهم أحط الصفات فى صحفهم (مثل: حظر التجول ده عند أمك)، كأنهم يخاطبون مسجلين خطرا لا قراء ومواطنين عاديين!. من يرفعون لواء الأخلاق الإسلامية وتعاليم الشريعة السمحة عليهم أن يعطوا مخالفيهم درسا فى الأخلاق الإسلامية والمهنية والمصداقية، وأن يطبقوها بين الناس واقعا حيا معاشا، وتكون هذه فرصة ألا نجارى الخصوم فى البغضاء والكراهية، ونفتح بابا لجر مخالفينا للعودة لأخلاق الثورة التى ضاعت على أيدى إعلام الثورة المضادة و"ثوار حمادة". يكفى أنه على قدر ترتيباتهم الشريرة ارتدت إليهم سهام التضليل والإيذاء والتشويه.. كذبوا لتشويه أولاد مرسى وأسرته فارتدت الحربة لصدور أولادهم!.