على الرغم من حكم المحكمة الذى دان قيادات الشرطة فى بورسعيد وسجن بموجبه مدير الأمن السابق لمدة خمسة عشر عاما، إلا أننا وجدنا أعمال عنف تحدث -كالعادة- فى القاهرة.. حريق فى اتحاد الكرة وسرقة كأس الأمم، وحريق آخر فى ثلاثة مبان كبرى فى الوقت نفسه فى نادى الضباط فى الجزيرة! وهنا سؤال يطرح نفسه: هل سيحرق اتحاد الكرة أهالى بورسعيد التى على بعد 220كم؟ أم أهالى الشهداء وألتراس أهلاوى السعداء (فى البداية) بالأحكام؟؟ غير معقول طبعا! أحداث العنف مدبرة مسبقا! الخطة الآن يا سادة: (عنف فى الشارع + تهييج إعلامى + تخاذل الشرطة) والهدف الوصول للحكومة! نعم يا سادة: الهدف تغيير الحكومة وتشكيل حكومة ائتلافية تشارك فيها جبهة الإنقاذ بعشرة وزراء على الأقل يحدث بعده أمر من اثنين: إما المطالبة بوزارات تمس حياة المواطنين أو وزارات يؤدى فيها الإخوان جيدا بهدف عمل أى إنجاز فى الشارع قبل الانتخابات يرفع من شعبيتهم المقتولة! أو السيناريو الآخر الذى تسرب فى الفترة الماضية، أن ينسحب وزراؤهم بعد الجولة الأولى من الانتخابات بدعوى وجود تزوير شديد وانتهاكات.. إلخ والمطالبة بانتخابات برلمانية ورئاسية جديدة!! وطبعا سيسعد هذا الأمر أطرافا كثيرة وستؤيد هذا الخيار وسط أعمال عنف فى الشارع تجعل قطاعا من المواطنين ترى الحل فى ذلك! العمل: أتوجه بالنصح إلى عموم الشعب المصرى ومؤيدى الرئيس على وجه الخصوص وأقول: • العنف فى الشارع: العنف فى الشارع ليس جديدا، وهو أداتهم الوحيدة بعد فشلهم فى جميع الانتخابات بعد الثورة (استفتاء مارس - انتخابات الشعب – انتخابات الشورى – انتخابات الرئاسة – استفتاء الدستور). ولا تعتقدوا أن الاستجابة لهذه الضغوط ستنهى العنف! • التهييج الإعلامى: والهدف منه بث الرعب عبر نشر شائعات واستغلال ما يحدث لتوجيه الرأى العام لتكوين قطاع من المصريين مؤيد لطلباتهم التى لا يؤيدها أحد مهما بدت غريبة، رغبة فى الانتهاء من المشكلة وحل الأزمة! وفى الوقت نفسه النيل من الرئيس والإخوان والإسلاميين وإحراقهم شعبيا! أنصحكم جميعا بقراءة الأخبار مجردة عبر المواقع والابتعاد عن برامج "توك شو" لأنها تؤثر فى النفوس لا محالة! • تخاذل الشرطة: الشرطة كانت من أكثر أدوات النظام القديم! ولا تزال للأسف معظم الأطروحات التى طرحت والمقترحات التى اقترحت إما عاطفية أو متأثرة بالإعلام أو لم تبحث فى تاريخ الثورات والنتائج التى ترتبت على هذه الثورات! جميع الدول التى قامت بها ثورات ولجأت إلى تصفية الأجهزة الأمنية التى كانت موالية للنظام السابق نهائيا وجذريا؛ نجحت الثورة المضادة فيها بعد فترات وجيزة!! (مثل جورجيا وأوكرانيا) لأن الثورات فى هذه الدول فتحت جبهات مع كل أعضاء الجهاز، وخلقت عداوات مع الجميع فى الوقت نفسه! بينما نجحت الدول التى اعتمدت سياسة النفس الطويل والإقصاء الجزئى لقيادات بعينها شديدة الفساد فى هذا الجهاز مع إغراء بقية أفراد الجهاز بالالتزام بالقيم والمبادئ التى أتى بها النظام الجديد (مثل فنزويلا وتركيا)، حتى تدخل لك دفعات جديدة تُشربها قيم الثورة والحريات..إلخ. ما أراه أن وزير الداخلية الحالى يؤدى جيدا، وهناك رغبة فى إقالته لمنع أى إنجاز يحدث فى الجهاز من الداخل! بيننا خلاف مع "أفراد" فى الشرطة، بينما الحفاظ على "المؤسسة" واجب وطنى! من أجل ذلك يمكننا أن نفهم سبب كل أحداث العنف التى تحدث أمام مديريات الأمن والرغبة فى إحراق مبانيها، والمطالبة بإخلاء الشرطة لمدينة وتسلم القوات المسلحة مهمتها! وذهاب شعار يسقط حكم العسكر وعودة شعار الجيش والشعب إيد واحدة! ومع ذلك أقول: هذا الشعب من أعرق شعوب الأرض.. وبرغم ما فعلته الداخلية فيه قبل الثورة وبرغم ما فعله فيها أثناء الثورة أعطاها فرصة للتصالح بعد الثورة إلا أن بعضهم أبوا! وأصروا على العودة للشارع بذات الممارسات القديمة ولم يقتنعوا أن ثمة تغييرا قد حدث!! هذا الشعب طيب ولكنه ليس ساذجا.. أقول لكل الضباط الفاسدين: مرت فترة السماح وأتى وقت الحساب! خلاصة: اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله.. إياكم والشائعات.. احذروا التأثر بالإعلام دون أن تنفصلوا عن متابعة الأخبار من مصادر موثوقة! ثقوا بأن كل الاقتراحات تدرس وكل خطوة محسوبة بدقة.. لكننا لسنا وحدنا فى الساحة، وهم لديهم أوراق ضغط كما نحن لدينا أوراق ضغط! ويريدون دفعنا دفعا تحت الضغوط لاتخاذ قرارات يعلمون ونعلم سابقا من قراءة التاريخ واستقراء الواقع أنها خاطئة!