يستمر مسلسل الهجوم على الفنادق السياحية للمرة الثالثة على التوالي خلال أقل من أسبوعين، والذي كان آخره هجوم البلطجية على فندق شبرد بوسط البلد، مساء أمس الثلاثاء، والذي سبقه الهجوم على فندق سميراميس مرتين متتاليتين، تمكنوا في المرة الثانية من إحراقه وسرقة محتوياته، ويأتي ذلك خلال المظاهرات التي دعا إليها رموز جبهة الإنقاذ التي تعطي الغطاء السياسي لكل هذه الحوادث التخريبية. وأكد الخبراء في قطاع السياحة أن الهجوم على الفنادق السياحية ممنهج؛ بهدف ضرب السياحة المصرية والتي تعد أهم وسائل تعافي الاقتصاد خلال فترة قصيرة جدا، حيث إن البعض يريد انهيار الاقتصاد في سبيل وصوله إلى كرسي الرئاسة وإسقاط الرئيس المنتخب بالإرادة الشعبية. وأكد باسل السيسي، رئيس اللجنة الاقتصادية بغرفة الشركات السياحية، أن مسلسل التعدي على الفنادق السياحية يقوم به بعض البلطجية المأجورين، الذين تقاضوا أموالا لتنفيذ هذا الاعتداء، مشيرا إلى أن الهدف من هذا الهجوم عودة مصر إلى مربع الصفر من خلال انهيار الاقتصاد الذي يتحقق بهم السياحة المصرية والتي تعتبر قاطرة تعافي الاقتصاد. وأضاف السيسي أن البعض يريد ضرب السياحة في مقتل، لأنها الشيء الوحيد والسريع القادر على انتشال الاقتصاد المصري من كبوته، حيث إنها تستطيع ادخال ملايين الدولارات في يوم وليلة، ومن ثم رفع الاحتياطي النقدي الذي تعاني مصر من العجز في توفيره. وقال: "هؤلاء يعتدون على الفنادق وهم يعلمون جيدا أن ضرب الأماكن السياحية يسمع في كل العالم، مما يعطي رسائل سلبية عن استقرار الأوضاع في مصر، وأنها غير قادرة على استقبال أي أفواج سياحية في الوقت الحالي". وأوضح أن المشهد في الشارع المصري الآن يختلف عن أيام الثورة، فمن يدعون للمظاهرات الآن يرفعون شعار الفوضى من أجل إسقاط الرئيس المنتخب بالإرادة الشعبية، مضيفا أن ذلك يختلف عن الثورة التي كان يهتف الثوار بها "سلمية" ولم يقوموا بالاعتداء على أية منشأة سياحية أو حكومية. وشدد على ضرورة التصدي لهؤلاء الفوضويين وحماية الفنادق والمنشآت السياحية من تخريبهم، مطالبا الأجهزة الأمنية بالقبض على المأجورين والكشف عن مموليهم للتضح الصورة أمام المجتمع بأسره. واتفق معها حسام العكاوي، رئيس الائتلاف العام للسياحيين، قائلا: "هناك من يريد إشعال النيران في البلد، وذلك من خلال انهيار اقتصادها، على أمل أن يتحرك معهم الشعب الذي يتضرر من لقمة العيش، إلا أن الكتلة الصامتة من هذا الشعب تعلم جيدا ما يحاك لها من مؤامرة دولية بأصابع داخلية". وأشار إلى أن الأسلوب الممنهج الذي يستهدف الفنادق السياحية يهدف إلى وقف حركة الأموال التي كان يساهم بها قطاع السياحة في الخزانة العامة، وبالتالي انهيار الجنيه المصري أكثر أمام الدولار، مبينا أن الضحية الأولى لكل هذه الأحداث بصفة مباشرة هو قطاع السياحة، والذي لن يقوم بالدور المنوط به إلا بالاستقرار وتوفر الأمن في الشوارع. وأكد العكاوي أن عمليات التخريب تحدث تحت غطاء سياسي وبدون إدانة من الجبهة الإنقاذ الداعي الرئيسي لهذه المظاهرات، مضيفا: "وهو الأمر غير المستغرب، حيث سبق وأن طالب حمدين صباحي، أبرز قيادات هذه الجبهة، المستثمرين الأمريكان بعدم استثمار أموالهم بمصر لأنها ستشهد القلاقل وعدم الاستقرار، وذلك بعد الانتخابات الرئاسية مباشرة". وأوضح أن وسائل الإعلام تساعد على إشعال الأحداث من خلال تسليط الكاميرات على بضع الآلاف من المتظاهرين لتظهرهم على أنهم ملايين، كما يتحدثون عن الأحداث كأن مصر ليس بها سوى التحرير والاتحادية!!. وأضاف أن جبهة الإنقاذ تراهن على خروج الكتلة الصامتة بثورة جياع بعد ضربهم للاقتصاد المصري، وهو ما سيحدث ولكن ضدهم؛ لأن الشعب يعي جيدا من يتآمر ضده ومن يعمل من أجله، مبينا أن السياحيين الآن يعانون من أزمات اقتصادية ضخمة فبعض الشركات أعلنت إفلاسها كما قامت العديد من الفنادق تسريح العمالة بها نظرا للخسائر التي تتكبدها بسبب تراجع حركة السياحة. ومن جانبه، أكد علي غنيم عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للغرف السياحية أن الصورة الخارجية لمصر لا تبشر بالخير، حيث إن وسائل الإعلام تنقل للخارج أن مصر تعاني من العنف والفوضى، مشيرا إلى أن الدول الغربية تحترم التظاهر السلمي وتقدره، ولكن إذا تحول هذا التظاهر إلى العنف وهدم المنشآت خرج عن نطاق التعبير المسموح به للرأي. وطالب غنيم أجهزة الدولة بالضرب بيد من حديد على أيدي هؤلاء المخربين والقبض عليهم، وذلك لإزالة الفكرة التي ترسخت في عقل السائح الأجنبي أن الدولة تعاني من الانفلات الأمني، وبالتالي يستحيل أن يتخذ القرار بزيارتها حتى لو كان يعشق الآثار الفرعونية.