بعد تسجيله في شباك الأهلي.. فادي فريد يعادل نصف القوة الهجومية للاتحاد    رئيس جامعة المنوفية يفتتح 4 مدرجات بكلية الهندسة    «خدمة المجتمع» بجامعة القناة يستعرض إنجازاته خلال عام كامل    محافظ القليوبية يناقش إنشاء محطة لتحويل 2000 طن قمامة يوميًا إلى 62 ميجاوات كهرباء    محافظ الوادي الجديد يتفقد بدء أعمال الإنشاءات بمركز إنتاج الحرير الطبيعي    مصر تبدأ العمل بالتوقيت الشتوي نهاية أكتوبر.. الساعة هتتأخر 60 دقيقة    أسامة السعيد: حكم العدل الدولية يكشف أكاذيب الاحتلال    مقتل شخصين وإصابة آخر بانفجار عبوة ناسفة في سيارة بالعزيزية شرقي حلب    وفد لجنة السياسة الخارجية بالبرلمان الدنماركي يتفقد معبر رفح    الهيئة العامة للكنيست الإسرائيلى توافق على مشروع قانون تطبيق السيادة الإسرائيلية على أراض في الضفة الغربية    مدبولي: تيسيرات جديدة للمتقدمين للوظائف من المحافظات البعيدة    بتكلفة 6 ملايين جنيه محافظ المنيا يفتتح مركز شباب بني خلف بمغاغة    تفاصيل الاجتماع الفني لمباراة مصر وغانا في تصفيات كأس العالم للسيدات    حملات موسعة لإزالة التعديات:استرداد 32 فدانًا ببرج العرب و12 قطعة ب الإسكندرية    ضبط سائق أنزل الركاب لرفضهم دفع "أجرة زيادة" بالبحيرة    محافظ أسوان يطمئن على طلاب جامعة بنها المصابين فى حادث طريق أبو سمبل    مرور القاهرة يعلن إغلاق كوبري الأزهر السفلي لإجراء أعمال الصيانة    ننشر منطوق حكم كروان مشاكل بسب وقذف ريهام سعيد    "مكافحة انتشار المخدرات" فى ندوة بطب بيطري أسيوط    أحمد السعدني يكشف موقفة من دراما رمضان 2026    رئيس الوزراء: المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم كله    تكريم خالد جلال بختام ملتقى شباب المخرجين بمسرح السامر.. الليلة    9 مستشفيات ضمن خطة التأمين الطبي لفعاليات تعامد الشمس بمختلف مراكز محافظة أسوان    أمير قطر: العلاقات التاريخية مع تركيا تمضي بثبات نحو آفاق واعدة    حصاد الوزارات.. مد التصالح على مخالفات البناء 6 أشهر.. التنمية المحلية توجه    الخارجية الروسية: تحضيرات القمة بين بوتين وترامب مستمرة    وزير الخارجية الإسرائيلي: لا يوجد لإسرائيل صديق أعظم من الولايات المتحدة وممتنّون لإدارة ترامب على دعمها الثابت لإسرائيل    اعتماد تنظيم الكونغرس الأول للإعلام الرياضي في ديسمبر 2026    وزير التعليم العالي يؤكد ضرورة توجيه البحث العلمي لخدمة التنمية الاقتصادية وخلق فرص عمل للشباب    حبس المتهم بإنشاء كيان تعليمي وهمي للنصب على المواطنين بمدينة نصر    مجلس كنائس مصر: مؤتمر الكهنة والرعاة جسد رسالة الكنسية في خدمة الإنسان والمجتمع    لتوفير 1500 فرصة عمل.. 12 شركة في الملتقى التوظيفي الأول بجامعة حلوان (تفاصيل)    ننشر لائحة النظام الأساسى للزمالك بعد عدم اكتمال نصاب الجمعية العمومية    مصر تدعو لتمثيل عادل للدول الإفريقية بالمؤسسات الدولية والبنوك الإنمائية    انطلاق المؤتمر السنوي الثالث لمركز الكبد والجهاز الهضمي بدماص بالمنصورة.. غدًا    مرض الجدري المائي.. الأعراض وطرق الوقاية    الجبلاية توافق على رحيل أسامه نبيه وتبحث عن مدير فني للمنتخب الأولمبي    قائمة ريال مدريد - غياب 5 مدافعين ضد يوفنتوس.. وميندي يعود لأول مرة منذ 6 أشهر    إحالة مديري مدرستين للتحقيق لتقصيرهم في العمل بأسيوط    لدعم الطالبات نفسيا، الهلال الأحمر يطلق حملة Red Week بجامعة الوادي الجديد    أفضل 5 وجبات خفيفة صحية لا ترفع السكر في الدم    الرقابة المالية تمد وقف تلقي طلبات التأسيس لنشاطي التمويل الاستهلاكي ومتناهي الصغر بالطرق التقليدية لمدة عام    النجم التركي كان أورجانجي أوغلو: أتطلع لزيارة الجمهور في منازلهم بمصر    محمد عبده يقبل يد المايسترو هاني فرحات: ونكيد العوازل بقى"    محافظ أسيوط: غدا فتح باب التقديم لحج الجمعيات الأهلية لموسم 1447ه – 2026م وحتى 6 نوفمبر المقبل    الأقصر تتحرك لدعم موسم سياحي استثنائي.. لقاء موسع بمشاركة خبراء ومختصين    بيحبوا يكسروا الروتين.. 4 أبراج لا تخشى المخاطرة وتحب انتهاز الفرص    القنوات الناقلة لمباراة بايرن ميونخ وكلوب بروج في دوري أبطال أوروبا    وزير الإسكان: تخصيص 408 قطع أراضٍ للمواطنين بمنطقة الرابية    البترول: مصر تُصدر 150 ألف متر مكعب من الغاز المسال إلى تركيا لصالح توتال إنيرجيز    «مصر» ضمن المرشحين لجائزة أفضل منتخب إفريقي في 2025    نائب وزير الصحة يتفقد جاهزية الخدمات الطبية والطوارئ بميناء رفح البري    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 22-10-2025 في محافظة الأقصر    مفتي الجمهورية: الله تولى بنفسه منصب الإفتاء وجعله من وظائف النبوة    حكم القيام بإثبات الحضور للزميل الغائب عن العمل.. الإفتاء تجيب    حين يتأخر الجواب: لماذا لا يُستجاب الدعاء أحيانًا؟    سماء الفرج    موعد شهر رمضان المبارك 1447 هجريًا والأيام المتبقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مدير "الوطن" يلخص رأي القطريين في الحصار خلال رسالة ل"الجبير"

أرسل أحمد علي مدير تحرير صحيفة "الوطن" القطرية رسالة نارية إلى عادل الجبير وزير الخارجية السعودي، لخص فيها رؤية الشعب القطري في الحصار الذي فرضته السعودية وتابعاتها قبل أسبوعين.. مقدما النصيحة ل"الجبير" بأن يتفرغ السعوديون لحل أزماتهم الداخلية، كما شدد على أن الشعب القطري ثابت موقفه.
وفيما يلي نص الرسالة:
معالي «الأخ الفاضل» السيد عادل بن أحمد الجبير الموقر
وزير الخارجية المملكة العربية السعودية «الشقيقة»
تحية بلون العلم القطري، أكتبها من وسط الحصار الجائر الذي تفرضونه على قطر.. وبعد
أكتب إليكم هذه الرسالة من فوق صخرة قطرية ثابتة في مكانها، لا تتزحزح من موقعها، ولن تتغير في موقفها، تعودت على مقاومة الرياح مثل سائر القطريين، ترمز في صمودها إلى الخلود، وفي صلابتها إلى الصمود، والدفاع عن الوجود في شبه الجزيرة القطرية.
أكتبها بزخم حرية الكلمة، وعنفوان الكرامة، وعزة النفس، والرؤوس المرفوعة عالياً في قطر، أمس واليوم وغداً.
أكتبها بوخزة الألم وخفقة الأمل، وأخاطبك من خلالها باللوعة ولا أقول الدمعة، وأرسلها إليك لتصل مباشرة إلى مكتبك في الرياض، فوق جناحي حمامة قطرية، تسافر في الفضاء الخليجي بلا قطيعة أو مقاطعة أو انقطاع، أو على ظهر جواد عربي أصيل يواصل الصهيل، ويسابق الريح كالقطار، متجاوزاً مرارة الحصار، في الليل والنهار.
أكتبها من «دار التميمي تميم» بلسان وحنجرة «عبدالمجيد عبدالله» وهو يصدح «والله أحبك يا قطر، قد السما وقد البحر، وقد الصحاري الشاسعة، وقد حبات المطر».
أكتبها بعرق جنودنا البواسل الذين سطروا ملحمة الدفاع عن المملكة في معركة «الخفجي»، ودافعوا بشجاعة عن سيادة السعودية، ثم جاء بعدهم جيل قطري آخر من المقاتلين القطريين الذين دافعوا عن الحد الجنوبي ببسالة بكل قوة وصلابة.
.. وفي خضم هذه الرسالة، المليئة بكل هذا الزخم العالي، من الثبات على الموقف، والقدرة على التحدي، لا أدري يا معالي الوزير يا عادل الجبير إن كنت تعرفني أم لا، أو تقرأ مقالاتي أم لا؟
.. وإذا كنت لا أحظى من «معاليك» بشرف أن تعرفني شخصياً، فأنا، على الأقل أعرف كل شيء عنك، وأعرف أنك مولود في «المجمعة» الواقعة شمال الرياض، في الأول من فبراير عام 1962، وهذا يشجعني لإرسال «باقة ورد» لك، عندما تحل ذكرى عيد ميلادك المقبل، أرفقها بعبارة «هابي بيرث دي تو يو».
.. ولأنني أعرف الأصول في التعامل مع أصحاب الإحساس المرهف مثلك، فهذا يجعلني أتحمس ولا أتحسس من مخاطبتك بهذه الرسالة، بكل «حماس» على الرغم من أنني لست «إرهابياً» ولا أنتمي إلى حماس، التي ألصقتم عليها تهمة «الإرهاب» دون أن توضحوا بإسهاب حقيقة الأسباب.
.. وها أنا أخاطبك على طريقة الأحباب، خطاباً «أخوياً» يدور بين «الإخوان»، في بيتهم الواحد كعادتهم في كل زمان ومكان!
معالي الوزير عادل الجبير
ما من شك في أن معرفتي بك، أو المعرفة المكونة في ذاكرتي عنك، هي جزء من صميم واجبات أي كاتب صحفي، يريد أن يكتب عن «العواصف» المحيطة به، فما بالك عندما تكون «العاصفة» داخل «بيته الخليجي»، الذي تصدعت قواعده، وتآكلت أركانه «وتشلخت جدرانه»، من كثرة «العواصف»، التي كان أولها «عاصفة الصحراء» لإعادة الأمور إلى نصابها في دولة الكويت الشقيقة، وبعدها جاءت «عاصفة الحزم»، حتى وصلنا إلى «عاصفة العواصف» المتمثلة في حصاركم لشقيقتكم قطر، الخالي من العواطف.
.. وأتمنى يا «معالي الوزير» أن يتسع صدرك قليلاً لخطابي غير العاصف الموجه لكم، حتى تتيح للقراء داخل قطر وخارجها ممارسة حقهم في التنفس، واستنشاق عبوات من «الأوكسجين»، وخصوصاً بعد قراركم الضاغط على الأنفاس، المتمثل في حصاركم الجائر على قطر، بشكل يخالف تعاليم الإسلام، لدرجة أنكم قمتم بتجريم كل من يعبر عن تعاطفه الأخوي مع قطر، وقمتم بتحريم أي شكل من أشكال التعبير عن التضامن معها.
.. وما من شك في أنكم بذلك الموقف غير الإنساني تقدمون للعالم المتحضر، ولا أقول المتحرر، نموذجاً سيئا عن الإسلام، من خلال حصاركم الجائر لنا في شهر رمضان، الذي يخالف الشرائع السماوية، وينتهك كل القيم الأخلاقية والأخوية التي يحض عليها دين السلام.
معالي الوزير عادل الجبير
من المضحك -وشر البلية ما يضحك- أنكم أعلنتم عن استعدادكم لإرسال مساعدات غذائية وطبية إلى قطر، وهذه محاولة خسيسة منكم، ولا أقول خبيثة، فحسب، لتصوير دولتنا التي تنعم بالرفاه الاقتصادي، وكأنها دولة فاشلة مثل النيجر وجزر القمر!
.. وما أريد توضيحه لكم، أننا لسنا بحاجة إلى مساعداتكم، لأن دخل المواطن القطري هو الأعلى بين كل شعوب العالم، بفضل سياسات قيادتنا الحكيمة، وخطط حكومتنا الرشيدة، التي استثمرت ثروات الوطن لصالح
رفاهية المواطن، فغدا القطري هو الأغنى بين سكان الكرة الأرضية.
.. وإذا كانت لديكم فوائض في ميزانيتكم المثقوبة أو المثقلة بأعباء الصفقات الخاسرة التي أبرمتموها مع طويل العمر نافذ الأمر، صاحب السمو الملكي «دونالد ترامب»، ينبغي إنفاقها على شعبكم، وتوجيهها لزيادة رواتب الموظفين السعوديين، وتحسين أوضاع المواطنين المعيشية، أولئك المحرومين في العديد من المناطق.
.. ولا أضيف جديد عندما أقول أن رواتب السعوديين لا تتناسب مع تصاعد مستويات التضخم في أوساط المستهلكين، ولم تعد تكفي إطلاقاً للوفاء باحتياجات المواطنين، وهي ثابتة في مكانها منذ أكثر من 30 عاما ولم يطاولها التغيير سوى مرتين وبنسبة 15 % في كل مرة.
.. وبالطبع لا يمكن أن يعيش المواطن السعودي حياة كريمة مثل غيره من الخليجيين بحوالي 8 آلاف ريال شهرياً، مع ارتفاع نسبة التضخم، الذي أثبتت الحكومة عدم قدرتها على لجمه، عدا أن السعودية تعتبر الأقل خليجياً في رواتب قطاعها الخاص.
فلا داعي أن تزايد يا معالي الوزير عادل الجبير علينا ويمكنك توجيه مساعداتك إلى شعوب أخرى «غشيمة» لا تعرف الفارق بين «التمرة» و«البعرة»، ولا تعرف حقيقة السخط الشعبي المتصاعد في الداخل السعودي!
.. والأجدر بكم ولكم، أن لا تكونوا مثل «عين عذاري»، التي إذا كنتم لا تعرفونها يمكنكم سؤال نظيركم وزير خارجية البحرين الشيخ «خالد بن أحمد آل خليفة،شريككم في التآمر ضد قطر، وسيقول لكم إنها تسقي الأطراف البعيدة، وتحرم الأرجاء القريبة، من مياهها العجيبة، لتظل تتضور عطشاً وجفافاً!
معالي الوزير عادل الجبير
ربما تستغرب من صراحتي في التعبير، غير أن هذا هو أسلوبي في الكتابة، وهو يشبه «جمرة غضى»، وهي النار المشتعلة التي لا تنطفئ، وهذا الأسلوب الحارق، ولا أقول المارق، أسكبه في قلمي، وأضمه «حيل» بين سطوري، حتى تحترق أوراقي!
.. وهذا الأسلوب المشع، ولا أقول المشتعل بنار الحقيقة، لم ولن يتغير منذ دخولي عالم الصحافة عام 1981، قبل دخولك عالم السياسة، وقبل حصولك على درجة البكالوريوس عام 1982 من جامعة شمال تكساس في مجال الاقتصاد والعلوم السياسية، وقبل توظيفك في قسم الإعلام التابع للسفارة السعودية في واشنطن عام 1986، وقبل تعيينك سفيرا لبلادك في الولايات المتحدة الأميركية في يناير عام 2007، وقبل تكليفك بتولي حقيبة وزارة الخارجية في أكتوبر عام 2015.
.. ووسط كل هذه القفزات لا داعي لتذكيركم أن ملفاً واحداً ساهم في تحقيق قفزتكم الدبلوماسية الهائلة، التي لا تقل في سرعتها عن سرعة العداء «بولت» في مضمار سباقات السرعة، والتي أوصلتكم إلى تولي حقيبة وزارة الخارجية السعودية.
.. وهذا الملف الوحيد الواحد، هو ملف «أحداث سبتمبر الإرهابية»، التي قمتم خلالها بمحاولة امتصاص آثار وتداعيات الصدمة الأميركية، من جراء تلك الهجمات الإجرامية، التي انطلقت من «منابع الإرهاب»، حيث ساهمتم في تلميع صورة «المنبع الإرهابي» أمام الرأي العام الأميركي، لإبعاد الشبهات عن الجهات المسؤولة عن الهجمات!
.. ولا يعني كل ما فعلتموه لتحسين صورتكم المهزوزة، أن الشعب الأميركي وغيره من شعوب العالم وحكوماته ومنظماته لا يعرفون من أين نبعت «شرارة الإرهاب»، وأين توجد منابع التطرف في المنطقة، ومن هي الجهات المتورطة في هذا الملف المفتوح، المتسبب في تأصيل وتدويل الظاهرة الإرهابية.
.. ولا داعي لإظهار أنفسكم بمظهر «الذئب» البريء من دم «يوسف»، رغم أن مظهركم لا يوحي إلا بصورة «ظبي من «ظباء الدهناء»، حيث توجد «الأرطاء»!
.. ولكل هذا أقول لكم، يا أصحاب التطرف دون أي تطرف «إذا بليتم فاستتروا»، ولا تنسوا أن (15) سعودياً نفذوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر، التي أوقعت (2973) من الضحايا الأبرياء، وامتدت آثارها لتطال هيبة الولايات المتحدة ذاتها، وتنال من ذاتها، بعدما تسببت في إحداث شرخ عميق بين العرب والغرب.
.. وأذكركم أن هذه الهجمات الإرهابية التي شارك فيها (19) إرهابياً، بينهم اثنان من الإمارات، لم يكن في صفوفهم قطري واحد.
.. وكلنا نعلم والعالم يعلم، من شرقه وغربه إلى شماله وجنوبه، أن إشارة هذا الاعتداء الإرهابي المروع جاءت من زعيم «قاعدة الإرهاب»، وهو ليس قطرياً ، ولا يرتدي «عقالاً» تتدلى منه «الكراكيش» التي تعايروننا بها، وتشبهونها بأنها لا تختلف في شكلها عن أكياس «شاي ليبتون»!
.. ولا أدري كيف تتهموننا بما تسمونه «التطرف»، وأنتم تنهلون من منابعه المنتشرة عندكم أكثر من آبار النفط وحقوله في بلدكم؟!
معالي الوزير عادل الجبير
في هذا الوقت العسير الذي تمر فيه المنطقة بمنعطف خطير، لم يسبق أن مرت به منذ احتلال دولة الكويت الشقيقة عام 1990، لم تخلق تصريحاتكم المتطرفة ضد قطر سوى مزيداً من التطرف في العلاقات بين دول «مجلس التعاون»، الذي صار واجهة تعكس «التهاون» في إهدار القيم الأخوية، والتفريط بالروابط الأسرية، لدرجة أن أمينه العام ما زال «شارداً» ولا ندري أين اختفى وكأن الأزمة لا تعنيه!
.. وألفت انتباهكم إلى أن تصريحاتكم التي «تثرثرون» بها عن قطر تنطوي على الكثير من الاتهامات الباطلة، والمغالطات الواضحة، والتناقضات التي لا سقف لها.
.. ولعل أبرز تناقضاتكم المتناقضة أنكم تعتبرون حصاركم المفروض ظلماً وجوراً على بلدنا قطر «حقاً سيادياً» لكم، وهو الحصار الجائر الذي لم تشهد له المنطقة مثيلاً، دون إظهار أدنى احترام أو التزام بصيانة «حقوقنا السيادية» في دولتنا، المتمثلة في حقنا السياسي في اختيار السياسة التي تناسبنا، وحقنا الوطني في اتخاذ المواقف التي تنسجم مع مصالحنا، وحقنا الإعلامي في تحديد توجهات «جزيرتنا»، وحقنا السيادي في إدارة الملفات الخارجية ذات الصلة بسياستنا، حيث نجدكم تضغطون علينا من أجل تغييرها، لتكون وفقاً لمزاجكم وتبعاً لمناهجكم، رغم أنها تدخل في صميم بل صلب سيادتنا الوطنية.
أم أن السيادة أصبحت في قاموسكم مجرد «سجادة حمراء»، تريدون أن نطويها لكم، لتفرشونها على عتبة منزلكم، وتدوسوا عليها، كما داس على سجادتكم الرئيس المهيب «دونالد ترامب» صاحب الشعر الأشقر العجيب؟!
.. ولا ننسى استقبالكم الأسطوري له، برفقة زوجته «ميلانيا»، التي لم تحترم تقاليد وعادات المجتمع السعودي، فوجدناها تطلق شعرها لينسدل على أكتافها، تعبيراً عن شعورها بالزهو، ولا أقول «الزبو» في بلد «الحرمين الشريفين»، في حين أنها التزمت بارتداء فستان طويل أسود اللون، يغطي ذراعيها وما تحت الركبة، وقامت بوضع الغطاء على رأسها عند زيارتها إلى «الفاتيكان»، وكان يا ما كان، في غرائب هذا الزمان!
.. والمؤسف أنكم بصفتكم تمثلون الدبلوماسية السعودية، لم نسمع أنكم طالبتم «البيت الأبيض» بضرورة التزام زوجة الرئيس الأمريكي، باللباس المحترم، ولا أقول المحتشم عند زيارتها مع زوجها إلى عاصمتكم، التي ستظل دوماً عاصمة العروبة والشعب الأصيل، سواء كان وزير خارجتها «عادلاً» أو «عدولاً»، معدلاً أو معتدلاً، ولا أقول معتلاً!
.. وبعيداً عن المهرجان الاحتفالي الذي تم في الرياض، ترحيباً بقدوم صاحب «الصولجان»، ألفت انتباهكم إلى أن «الحق السيادي» ليس امتيازاً خاصاً بكم، يجعلكم تصفون حصاركم الجائر المفروض علينا بأنه «حق سيادي» لكم، علماً بأن السيادة ليست «ملكاً جبيريا» خالصاً، وليست عقاراً مسجلاً باسم «عادل الجبير» في السجل العقاري!
معالي الوزير عادل الجبير
أستغرب من اتهامكم قطر بالتدخل في شؤون دول المنطقة، ومطالبتكم الدوحة بالكف عن ذلك، كشرط من شروطكم الفوقية، لإنهاء الأزمة الأفقية!
.. ومن الواضح أنكم تتجاهلون أن محاولة فرض الإملاءات على قطر أكبر دليل على تدخلكم في شؤونها الداخلية، وأكبر برهان على دس «خشومكم» في سياساتها الخارجية، وهذا ليس من حقكم ولا من حق غيركم.
.. وإذا كانت «الجزيرة» تزعجكم، وبرامجها لا تعجبكم، يمكنكم إدارة مؤشر «الريموت كنترول» على قنوات أخرى غيرها، وأقترح عليكم متابعة قناة «فتافيت» المتخصصة في شوون الطبخ و«الطبيخ»!
معالي الوزير عادل الجبير
أعيد عليكم نشر تصريحات سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، في مؤتمره الصحفي بالعاصمة الفرنسية، الذي أكد خلاله أن دولتنا قطر لا تقبل أي إملاءات خارجية، فيما يخص سياستها وسيادتها، وأنها مستعدة للحوار، باعتباره الخيار الاستراتيجي لحل الأزمة، وفق أسس ومعايير تحترم القانون الدولي.
.. وأزيد عليها بأننا لا نقبل لأي أحد من الخارج أن يفرض علينا شكل وملامح وتفاصيل المشهد القطري في الداخل، ومن بين ذلك مناقشة ملف قناة «الجزيرة»، أو إدراجها ضمن أي حوار يتعلق بإنهاء الأزمة المفتعلة، فهذا شأن داخلي لا نسمح لأحد بالتدخل فيه، مثلما لا نسمح لأنفسنا بالتدخل في طريقة إخراج نشرة الأخبار المطولة في التليفزيون السعودي، التي تركز على أنشطة «المسؤولين في المملكة» على حساب الأخبار الدولية المصيرية، مما يجعل المشاهدين يتثاءبون أمام الشاشة، ويغيرون المحطة لمشاهدة المسلسلات «التركية» وما أدراك ماذا تعني تركيا هذه الأيام بالنسبة للرأي العام؟!
معالي الوزير عادل الجبير
أراكم تتحدثون بكل حماس عن «حماس» بلا ذرة واحدة من الإحساس، حيث أصبحتم تعتبرونها «منظمة إرهابية»، وهي تصريحات تتقاطع مع مواقف المملكة العربية السعودية «الشقيقة»، التي عرفت طوال تاريخها بدعمها للقضية الفلسطينية، وتأييدها حق الفلسطينيين في النضال ومقاومة الاحتلال، فلماذا هذا الاختلال في موقفكم الذي يسير جنباً إلى جنب على خطى «طويل العمر دونالد ترامب»؟!
.. ويبدو واضحاً، من خلال تصريحاتكم أنكم تمنحون إسرائيل «شماغاً سعودياً» مقاس «62» للتغطية على جرائمها، وتشجيعها لارتكاب المزيد من الجرائم بحق القدس زهرة المدائن، و«مسجدها الأقصى» الأسير، الذي لم تتخذوا أي إجراءات عملية فعالة لتحريره، بمشاركة الدول التي أعلنت مقاطعة قطر، حيث نراكم تستعرضون عضلاتكم الكلامية في غير مكانها، علماً بأن الطريق لتحرير المسجد الأقصى لا يبدأ من الدوحة، وأعتقد أن تحرير المقدسات الإسلامية من صميم واجباتكم، بصفتكم حامي حمى المسلمين، الذين كانوا عندما تصرخ امرأة بملء فمها وتقول «واإسلاماه» يهبون لنجدتها، فما بالكم لا تسمعون صراخات أخواتنا أمهات الشهداء وأخوات الأسرى في فلسطين؟!
معالي الوزير عادل الجبير
لا أحد يشك لحظة واحدة أنكم تقدمون وجهاً لامعاً ولا أقول ناعماً للدبلوماسية السعودية في الأوساط الغربية، باعتباركم شخصية مرموقة، نشأت في أحضان الحياة الأميركية، فأولعتم أو تولعتم بها، حتى أصبحتم، يا معالي الوزير، أميركياً في مواقفكم السياسية، أكثر من مواقف «إيفانكا» كريمة «طويل العمر ترامب»!
لكن ذلك التأثير الغربي على شخصيتكم ينبغي ألا يؤثر على طريقة ارتداء «عقالكم»، حيث يبدو الارتباك واضحاً عليكم، كما ظهر في مؤتمركم مع نظيركم وزير الخارجية الألماني «زيجمار جابريل»، لمجرد أنه غمز لكم في قناة «الإرهاب» ومنابعه!
.. وأخشى ما أخشاه، أن يكون «العقال» الذي ترتدونه فوق رأسكم «صناعة أميركية»، ونأمل ألا تدفعكم التقلبات في المنطقة لتغيير لونه ليصبح «وردياً», أو فسفورياً، بدلاً من اللون التقليدي الأسود!
معالي الوزير عادل الجبير
قبل أن أرسم نقطة الختام، أجدد السلام، واعتذر لكم على الدوام، بأنني كتبت رسالتي بطريقة علنية أمام أعين المتابعين والمراقبين والمحللين، ليقرأوا منها ما يحلو لهم، موضحاً أن المقاطعة التي فرضتموها على بلادنا، والحصار الجائر لم يسمح لي بالحصول على «ظرف بريدي» لأضعها داخله!
.. ويطيب لي مجدداً، في ختامها، أن أعبر عن كامل احترامي لكم، لكن هذا الاحترام لا يعني أن أنحني لكم ولا لغيركم، لأن في بلادنا قطر حتى شجرة «السدر» ترفض الانحناء، وعندما تنحني قاماتنا لصاحب السمو «أميرنا تميم»، فهذا يعني التعبير عن الولاء والوفاء والالتفاف حول قائد الوطن العظيم.
.. وأريد أن أخبركم أن صورة «الأمير تميم» مرسومة على وجه كل طفل قطري، يمثل مستقبلنا البهي، وهذه الصورة محفورة في قلوبنا، وموجودة في كل موجة تأتينا من اللجة البعيدة، لتستلقي على شواطئنا، وصوت «صاحب السمو» يسمو في كل الحروف التي أكتبها لك الآن، بل صوته حاضر في تغريدة كل طائر، وترنيمة كل شاعر، وفي كل نسمة هواء تهب علينا في الصباح والمساء.
فلا تثرثروا كثيراً يا معالي الوزير يا عادل الجبير، بقولكم إنكم «لا تنوون تغيير نظامنا»، ووفروا كلامكم لتثبيت دعامات بيتكم المتصدع من الداخل، المتشقق من الخارج، استناداً إلى مقولة «إن الذي بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة».
.. وكعادة القطريين أقول لكم هذه العبارة، وأنا لست متردداً ولا متخوفاً ولا مرتبكاً، كن عادلاً يا «عادل»، ولا تكن متجبراً يا «ابن الجبير».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.