قال وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور: إن "أي مواطن سوداني يتم إرجاعه دون إبداء أسباب سنرجع في مقابله مواطنا مصريا". وجاء التهديد السوداني في إطار استجواب برلماني للوزير بعد إبعاد سلطات الانقلاب صحفيين ومواطنين سودانيين، بمعاملة مصر بالمثل إذا كررت إبعاد المواطنين السودانيين من أراضيها، كما اتهم جهات- لم يسمها- بأنها تعمل على إعاقة رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية الأحادية المفروضة على بلاده. وأوضح غندور، أثناء رده على أسئلة النواب داخل البرلمان، أن هناك جهات- لم يسمها لكنه وصف بعضها بالعقارب- تعمل على إعاقة رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية الأحادية المفروضة على السودان. وعبر الوزير عن أسفه لحدوث ذلك، مؤكدا أن تنفيذ اتفاق المسارات الخمسة مع الإدارة الأمريكية يمضي دون عقبات، على حد تعبيره. وكان "غندور" قد أعلن، في وقت سابق، عن استفسار الخرطوم من القاهرة بشأن "مطالبة نائب المندوب المصري بمجلس الأمن، الإبقاء على العقوبات المفروضة على السودان". ماضون بالمثل وأشار وزير الخارجية السوداني لنواب البرلمان، إلى أنه تلقى، قبل ثلاثة أيام، اتصالا من سامح شكري، وزير خارجية الانقلاب، جاء فيه ضرورة طي ملفات الخلاف، مضيفا أنه تلقى، اليوم الإثنين، رسالة من شكري تحتوي على نقاط للتوافق عليها، وأن الجانبين العسكري والأمني في البلدين على اتصال مستمر، لكن غندور أكد في الوقت نفسه أن التعامل بالمثل حق ستمضي الوزارة فيه. وأوضح غندور أن حكومته طلبت من مصر رسميا إخطارها بما إذا كانت لديها قائمة بصحفيين سودانيين محظورين من الدخول إلى مصر؛ وذلك للتشاور بشأنها "تحاشيا لمنع أي مواطن من الدخول إلى مصر". وأضاف وزير الخارجية السوداني أنه يتوقع رسالة من نظيره المصري حول العلاقات الثنائية والمحافظة عليها. وكانت السلطات المصرية قد أوقفت مؤخرا الصحفيين السودانيين "إيمان كمال الدين، والطاهر ساتي" بمطار القاهرة، قبل أن تعيدهما للخرطوم بطريقة وصفها اتحاد الصحفيين السوداني بالمهينة. ودعا صحفيو السودان حكومة بلادهم إلى طرد الإعلاميين الموالين ل"حكومة" الانقلاب بالخرطوم، ويأتي موقف الاستنكار الذي اتخذه الاتحاد العام للصحفيين السودانيين بعدما وصفوه باستمرار "احتجاز المخابرات المصرية صحفيّين سودانيين في مطار القاهرة، ومنعهم من الدخول إلى مصر". وجاء الفعل الانقلابي بعد زيارة مقتضبة لوزير "خارجية" الانقلاب سامح شكري للسودان، ولقاء وزير خارجيتها، وزعم إعلام الانقلاب المنحاز أن الزيارة أسفرت عن "ميثاق شرف إعلامي بين مصر والسودان لتهدئة التوتر"، الواقع على خلفية أزمة مثلث حلايب المتنازع عليه وملفات عدة أخرى.