من المنتظر أن يسافر وزير الخارجية سامح شكري إلى الخرطوم الخميس المقبل، لبحث العديد من الملفات العالقة، وتأتي زيارة شكري في وقت تشهد حرب كلامية بين مصر والسودان يتعلق أبرزها بحلايب وشلاتين. ورغم تراشق الألفاظ، إلى أن البلدين تربطهما علاقات وثيقة بل يطلق عليهم دائماً "الشقيقين"، وفي السطور التالية ترصد "الفجر" القصة الكاملة للتوتر بين القاهرةوالخرطوم.
حلايب وشلاتين عقب حكم القضاء المستعجل بإسقاط حكم مصرية تيران وصنافير، نشره موقع "السودان تريبون" عن شكوى وزير الدفاع السوداني في إحدى الجلسات المغلقة للبرلمان السوداني، قال فيها إن الجيش المصري يمارس استفزازًا ضد القوات السودانية في حلايب وشلاتين، وأن الجيش السوداني يمارس ضبط النفس".
وبعد يوم واحد من هذا التصريح، نقل التليفزيون المصري خطبة الجمعة من منطقة "حلايب وشلاتين" للتأكيد على مصريتها طبقًا لتصريحات وزارة الاوقاف.
استضافة الإخوان كما يعد استضافة السودان لعدد من عناصر جماعة الإخوان الهاربين من القاهرة،سبب في تراشق الاتهامات بين البلدين، لاسيما وأن السودان تستغل اتفاقية الحريات الأربعة التي كانت تسمح لأي مصري بدخول السودان دون تأشيرة، وقد تجاهلت السودان الهاربين إليها لأنهم لم يحاولوا ممارسة نشاط سياسي، كما استضافت مصر لنشطاء معارضين للخرطوم، وهو السبب الذي جعل النظام السوداني يرفض تسليم الهاربين للقاهرة بمبدأ المعاملة بالمثل، وهو ما أعاد الاتهامات التي وجهها الإعلام للرئيس السوداني بدعم نظام الإخوان.
زيارة "موزة" لأهرامات السودان وتسببت زيارة الشيخة موزة زوجة أمير قطر السابق حمد بن خليفة، ووالدة أمير قطر الحالي تميم بن حمد، لأهرامات السودان الواقعة بمنطقة مروي في أواخر مارس ، أزمة كبيرة بعد تدوين والدة أمير قطر عبارة "السودان أم الدنيا" في سجل الزيارات للأهرامات، وهي العبارة التي لاقت استهجانًا شديدًا من المصريين.
السودانيين حكموا مصر وعقب الزيارة قام الإعلامي المصري محمد الغيطي بشن حملة على السودان قائلاً بأن "حديث الإعلام السوداني عن الأهرامات السودانية ووصفها بأنها أعرق من نظيرتها المصرية كلام فارغ لا يستحق الرد عليه"، وسخر من شكلها قائلاً "إن الأهرامات السودانية شبه الجبنة النستو". من جانبه قال وزير الإعلام والمتحدث باسم الحكومة السودانية، أحمد بلال عثمان، "إن السودانيين حكموا مصر، معتبرًا أن فرعون موسى كان أحد الفراعنة السودانيين الذين حكموا مصر".
وقال عثمان: "إن مصر بها نهر واحد، بينما السودان بها عدة أنهار، هذا دليل واحد من عدة أدلة علمية وأثرية سنقدمها فى القريب العاجل، حيث يعمل عدد من أساتذة التاريخ السودانيين الآن على تنقيح الكتب التاريخية من الأخطاء التي وردت فيها، لتثبت أن الأهرامات السودانية أقدم من المصرية".
وبعد أسبوعين من أزمة الأهرامات، ظهرت مشكلة آخري وهي التأشيرة فرض السودان تأشيرة دخول على المصريين من سن 18 إلى 50 عامًا، وهو القرار الذى هجم كثيراً في مصر ، رغم أنه يأتي في إطار المعاملة بالمثل، فرغم توقيع مصر اتفاقية الحريات الأربعة مع السودان في 2004، إلا أن مصر لم تنفذ الجانب الخاص بفرض تأشيرة دخول على السودانيين من سن 18 – 40 عامًا، كما أكدت السودان على أن القرار جاء بناء على تشاورات بين الجانبين.
عقوبات مجلس الأمن وكان آخر الأزمات بين مصر والسودان هاشتاج #اطردوا_السفير_المصري الذي تصدر وسائل التواصل الاجتماعي في السودان، وتسببت فيه شائعة مفادها مطالبة مصر بتمديد العقوبات على السودان لمدة عام جديد، وهو القرار الذي اعتمده مجلس الأمن في 8 فبراير الماضي، ورغم مرور شهرين على القرار إلا أن وكالة الأنباء السودانية الرسمية نقلت عن وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، قوله إن:
السودان طلب رسميًا من مصر تفسيرًا للأمر الذي شذّ عن كل مواقف مصر السابقة طوال السنوات الماضية، حيث كان موقفها دائمًا الأكثر دعمًا للسودان في مجلس الأمن.
ونفي المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد،هذا الأمر مؤكداً أن "اجتماعات لجان العقوبات الخاصة بالأوضاع في دارفور تقتصر على أعضاء مجلس الأمن فقط، ولم تناقش من قريب أو بعيد في اجتماعاتها الأخيرة مسألة تمديد العقوبات على السودان".
الإجراءات الأحادية واللجوء للتحكيم وطالب الدكتور عبد المحمود عبد الحليم، سفير السودان بالقاهرة الأشقاء في مصر بالإقدام دون تردد في التوجه لإيجاد حل للمشكلات العالقة بين البلدين والتي ظلت تؤخر مسيرة التعاون الثنائي وفي مقدمتها قضية حلايب والتي بدون الإقدام على معالجتها ستظل تعكر صفو العلاقات بين البلدين، ويقتضي التمهيد لحل القضية وقف الإجراءات المصرية الأحادية في مثلث حلايب ثم الجلوس والتفاوض، وإلا فيمكن للبلدين الذهاب إلى التحكيم.
جاء ذلك أثناء ترحب سفير السودان، بزيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى الخرطوم، يوم الخميس المقبل؛ لعقد اجتماعات لجنة التشاور السياسي بين البلدين، وأكد أنها زيارة مهمة في هذا التوقيت تتيح الحديث و تبادل وجهات النظر مع نظيره السوداني حول الملفات السياسية والاقتصادية والقنصلية، معربًا عن آمله في أن تؤدي الزيارة إلى تهدئة الأوضاع وإعادة الحيوية للعلاقات السودانية المصرية.