هدد المذيع الانقلابي أحمد موسى المقرب من قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى السعودية والخليج، وبعث بالعديد من الرسائل المبطنة والصريحة للشعب السعودي وأمرائها وللملك سلمان مباشرة، منكرا أي استحقاق لشركاء 30 يونيو في تغيير قرارات مصر، قائلا ليس علينا فواتير ندفعها لأحد..وموقفنا من سوريا لن يتغير". وخصص الإعلامي أحمد موسى -المقرب من السيسي وأحد أبرز الأذرع الإعلامية لعباس كامل مدير مكتبه، في ضوء التسريبات الشهيرة التي أذاعتها قناةمكملين الفضائية وهي الصلة التي أكدها خصيصا في الحلقة بتأكيده اتصال السيسي شخصيا به لتعزيته بوفاة والده- برنامجه "على مسؤوليتي"، عبر فضائية "صدى البلد"، مساء الثلاثاء، للتعليق على توقف الإمدادات البترولية السعودية إلى مصر.
واستدر موسى تعاطف المصريين ومن ناحية أخرى تحدث أن مصر ليست مسافة السكة قائلا : "ابدأ الشهر ده.. البلد داخلة في منعطف صعب.. ومصر مش هتنخرط.. ومش هتودي أي أحد من أبطالها ورجالها خارج حدودها أبدا.. إلا لو تعرض أمن الدول للخطر.. مصر مش هتروح.. تولعوا".
ومضى: "لا.. إحنا جيشنا يحمي بلدنا ويحمينا ويحمي أرضنا وعرضنا.. عايز يضحي بجيشك.. الوقت صعب للغاية يحتاج إلى كل نفس... انسوا شوية.. العالم كله بيعمل كده.. يبصوا على بلد.. محاولة حصار للبلد.. محاولة خنق للبلد.. محاولة قتل للشعب.. يتطلب: "لن نركع".
وأردف: "هيلاري كلينتون تؤكد تسريبات ويكيليكس في 2015 التي قالت فيها عن القطريين وغيرهم إنهم يمولون داعش.. يعني فيلم كبير اتعمل علينا علشان نغرس هناك، ونغرق هناك.. كله عايز الجيش المصري اللي يروح علشان تبقى مهزلة".
ضغوط الفواتير
وقال في إنكار لدعم شركاء 30 يونيو: "ما فيش للبلد دي فواتير تدفعها لأحد.. وليس علينا فواتير ندفعها لأحد.. إحنا اللي لنا عند كل الناس.. مصر اللي لها .. ما حدش مداين مصر.. ما حدش يلوي ذراع مصر.. بس إحنا ما ننساش كمان أشقاءنا اللي وقفوا معانا.. قبل وبعد وما زالوا.. إحنا عندنا أصل.. مش ناكرين للجميل، ولكن أيضا على من يحب مصر وشعب مصر ألا يضغط على مصر.. وعمر ما حد غلب المصريين".
وأردف "مصر العظيمة تتعرض النهار ده.. لضغوط صعبة من القريب والبعيد، علشان يركعوا مصر والمصريين، مستغلين كون المصريين في أضعف حالاتهم، فإحنا نضغط أكثر".
وأكمل "مصر لا يمكن في لحظة أن قرارها يكون من خارج حدودها.. مصر لا يمكن حد يقول لك: نضغط عليها بالقمح أو بالترول أو بالغاز أو بالسلاح أو بالدولار.. علشان البلد دي تموت".
القرار السوري
وبعد تمهيد طويل، تطرق "موسى" لمحور الخلاف بين الموقفين الإنقلابي والسعودي إزاء سوريا، فقال: "بالنسبة للوضع في سوريا قال الرئيس السيسي منذ ما قبل ترشحه للرئاسة ما قاله، وهو ما يقوله اليوم.. وموقفه لم يتغير.. مش هيتغير موقف مصر من الأزمة في سوريا.. مصر لا تأخذ قرارها بناء على موقف هذه الدولة أو تلك.. مصر عارفة قوي قرارها واتجاهها".
وعن تأثر مصر بوقف شركة أرامكو لشحنة أكتوبر من البترول، قال: "عايز أطمئنكم.. ليس لدينا أزمة في البترول إطلاقا.. مش هيكون إن شاء الله.. اطمئنوا..يعني أشقاؤنا في المملكة وإحنا بنشكرهم.. على فكرة مش بنقول لهم يعني هم اللي قالوا إحنا ما طلبناش..هندي مصر دعما لكذا مدة كم سنة.. الأشقاء اللي قالوا.. مصر لم تطلب".
ثم تابع مهددا السعودية تهديدا قويا فقال: "أنا ما بتكلمش على حتة بعينها.. اللي يقف معانا أهلا وسهلا.. لآخر الطريق أهلا وسهلا.. أنا بأتكلم بشكل عام.. أوعى تفتكر حضرتك أنك سالم غانم.. إطلاقا.. التهديدات موجودة في كل حتة.. وفي الآخر ما فيش إلا بلد كبيرة جدا هي اللي هتبقى موجودة.. ما فيش حد ثاني".
وأردف معلقا بشماتة فيما يتعلق بقانون "جاستا" والمملكة السعودية: "ما هم موجودين، وما عملوش حاجة.. وأخذوا التريليونات من وراك وما عملوش حاجة.. وشفطوا البترول ما عملوش حاجة.. سواء من هنا أو هنا.. في الآخر.. أوعوا حد يفتكر يضغط على مصر بأي ورقة.. ولا بأي دولار ولا بأي طلب ولا بأي شرط".
كاتب عرة
وهاجم موسى وزير الإعلام السعودي على حجة توجيهه أحد كتاب المقالات في الحياة اللندنية تهديدا مبطنا ل"مصر"، قائلا: "إذا كان وزير الإعلام السعودي يعتقد أن مقالات جريدة الحياة –في إشارة لمقال الكاتب السعودي سعود الريس- مثل هذه النوعية تخدم علاقة جيدة بين البلدين أهلا وسهلا.. نحن نعرف الأصول والكرم ومن يفعل عكس ذلك يكون قليل الذوق ومش محترم وما عندوش لياقة واتغنى بعدما كان فقيرا.. اسمها كده".
وواصل موسى هجومه: "يبدو أنه كاتب مش فاهم.. وليس له علاقة بالسياسة.. فيه سحابة صيف.. لكن كتابات من النوع ده سخيفة.. وتزود المشاكل وما تحلهاش.. ده واحد من اللي بيعملوا فتنة.. مقال هراء.. ما فيش حاجة في الشرق الأوسط وهذه الملفات تتم إلا بوجود مصر.. مقال وقح كمن كتبه".
وواصل تهديده للسعوديين والخليجيين بالقول: "بقاء مصر هو بقاء لكل الأمة العربية.. أوعو تفتكروا أن مصر تنهار، وأنتم تفضلوا (تبقوا).. لا.. انهيار مصر، لا قدر الله، ومش هتنهار على فكرة.. بفضل المولى سبحانه وتعالى، وفضل الشعب المصري.. مش هتنهار مصر".
وعن الانتقادات التي تعرض لها الموقف المصري من الجانب السعودي قال موسى: "أوعوا تفتكروا الناس اللي طالعين يكلموا النهارد ده، ويهاجموا مصر.. لو مصر دي مش موجودة.. ما فيش دولة فيكم هتكون موجودة".
وأضاف : "لا يمكن يا مصريين تسمحوا لحد يتدخل في بلادكم..إحنا عندنا ثقة في المملكة لما يطلع صوت من هنا، وصوت من هنا ده لا يعني أنه الملك.. أبدا.. فالناس اللي باعتين كلمات ورسائل معينة.. لا أبدا إحنا لا نتطاول على أحد على الإطلاق، وكل ما كاتب يتجاوز حدوده، زي هذا الكاتب العرة، يأخذ فوق دماغه.. لن نسمح لأحد، أيا كان، أن يتطاول على مصر".
استدرار العواطف
وفي أكثر من موضع حاول أحمد موسى حشد المصريين على نمطأحمد سعيد في 67 مذكرا بمواقف المصريين تلك، حتى أنه ووصف الشعب المصري بأنه "قوي جدا، وأنه تحمل في 67 والاستنزاف و73، وما كانش عنده أي مشكلة أنه ما يأكلش، ويبيع ذهبه علشان المجهود الحربي".
مطالبا إياهم بالوقوف "مع مصر كفاية واتحملوا.. الوقت ده أصعب وقت أصعب منذ قرار30 يونيو اللي إحنا فيه.. اللي هو قراركم.. إن إحنا نحمي بلدنا زاد.. ما نخليش حد يضغط علينا.. قفوا مع بلدكم كفاية.. البلد عندها قراءة لكل حاجة.. مصر ما مدتش إيدها لحد".
وعن استعداد العالم لإقراض مصر بالديون تحدثموسى عن "دي مصر.. مليون دولة وشركة تفتح لمصر.. أوعى حد يصاب بمشكلة في نفسه.. أوعى حد يفتكر أن المصريين عندهم مشاكل فنضعط عليهم.. لا خالص.. أوعى تعمل كده.. المصريون ما بينسوش".
ومعلقا على هاشتاغ "مصر لن تركع"، قال: "مصر لن تركع أمام أي تهديدات أو أي لوي ذراع.. أوأي تدخلات أو أي طلبات خارج الإطار المصري أو أي معونة.. نرفض .. سنعطيك مساعدة لتتخذ الموقف الفلاني.. لا.. أو خذا كذا اعمل كذا علشان القرار .. لا.. أو سأعطيك معونات مشروطة تعمل في الشعب إيه، وتفصل مين، وتمشي مين.. لا.. إحنا قرار مصري سيادي تماما لا، ولن يتدخل فيه أحد".