أزمة صحية متفاقمة، بسبب ارتفاع أسعار الدولار في مصر، يعانيها المريض المصري، الذي باتت أسرته عاجزة عن اسعافه، لنص الأدوية وعجز الدولة عن توفيرها. تداول عدد من النشطاء وصفحات التواصل الاجتماعي صورًا لأطفال مصريين تم بتر أطرافهم، وسط استغاثات ونداءات إنسانية لتوفير أدوية مرض "الهيموفيليا" أو نزيف الدم؛ حيث تعاني السوق المصرية نقصًا حادًّا في الدواء، بسبب أزمة الدولار.
ويعاني أكثر من 20 ألف طفل مصري من المرض، وفق تقديرات طبية للمركز المصري للحق في الدواء.
ورغم استغاثات المرضى والأطباء فإن الأوضاع تزداد سوءًا، وسط تذرع وزارة الصحة بغلاء الأسعار، بينما تدهورت الحالة الصحية لعدد كبير من المرضى، وصلت إلى بتر أطرافهم.
ورغم أن الاتحاد الدولي قدم مساعدات لمصر بقيمة 2 مليون وحدة علاج، فيما تحتاج مصر نحو 90 مليون على الأقل.
ويتكلف علاج "فاكتور 9" نحو 3 آلاف جنيه، ويتم توفيره بمراكز التأمين الصحي التي تعاني من نقص حاد في العقار في الفترة الأخيرة.
وبحسب أولياء أمور بعض الأطفال المصابين، أعلن الكثير من المستشفيات اختفاء أدوية الهيموفيليا منها بصورة تامة، بينما تكتفي وزارة الصحة بتوفير حقن "البلازما" و"الكرايو" فقط، وهي دون جدوى؛ حيث يستخلص "البلازما" من الدم البشري وهو ما يجعله ناقلاً للفيروسات والعدوى بكافة أشكالها؛ ما يهدد المرضى بفقدان أطرافهم، فيما يحذر الأطباء من كارثة أخرى، تكمن في أن مرض "الهيموفيليا" وراثي، ويوجد في العائلة الواحدة أكثر من مريض.
وكانت منظمة "العدل والتنمية لحقوق الإنسان" في مصر حذرت من كارثة تعرُّض حياة نحو 20 ألف طفل في مصر للخطر نتيجة عدم توافر الأدوية اللازمة لعلاج مرض "الهيموفيليا"، مشيرةً إلى أن عدم توافر علاج "الهيموفيليا" بمحافظات قنا وسوهاج وأسيوط لاختفاء الأدوية الخاصة بالمرض داخل مستشفيات التأمين الصحي؛ حيث يتم صرف علاجه عبر التأمين، وليس داخل مستشفيات وزارة الصحة أو المستشفيات المركزية.
بينما قال محمود فؤاد، المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء، في تصريحات صحافية، في وقت سابق، "وزارة الصحة خصصت 2500 جنيه لقرار العلاج على نفقة الدولة لمرضى الهيموفيليا، إلا أنه لا يكفي بالمرة لتغطية احتياجات المريض العلاجية، فضلًا عن صعوبة الحصول على قرار العلاج على نفقة الدولة".
مرض وراثي
ومرض الهيموفيليا هو مرض نزيف الدم، مرض وراثى يسبب خللًا فى المادة التي تسبب تخثر (تجلط) الدم عند حدوث نزيف، فإذا تعرض المصاب بهذا المرض لأى إصابة أو جرح بسيط يحدث نزيف مستمر تحت الجلد أو في المفاصل أو تحت العضلات، لا يمكن إيقافه فى بعض الأحيان إلا بإعطاء المصاب حقنة تعمل على تجلط الدم وبالتالى يتوقف تسرب الدم.
وهذه المادة الموجودة فى حقن "فاكتور" عبارة عن أنواع من البروتينات اللازمة لتخثر الدم في الإنسان الطبيعي تكون ناقصة من دم المريض المصاب بالهيموفيليا سواء كان نقص بروتين 8 أو بروتين 9.
وكشف تقرير نشر بموقع مركز "مايو كلينيك الأمريكي" أن مرض الهيموفيليا ينقسم إلى 3 أنواع: 1- الهيموفيليا أ: هو نوع المرض الأكثر شيوعا، ويحدث بسبب نقص فى عامل التجلط 8. 2- الهيموفيليا ب: هو ثاني أكثر أنواع المرض شيوعا، وينتشر فى الوطن العربى، ويحدث بسبب حدوث نقص في عامل التجلط 9. 3- الهيموفيليا ج: أعراض وعلامات المرض تكون طفيفة، ويحدث بسبب نقص في عامل التجلط 11.
يذكر أن غرفة الأدوية باتحاد الصناعات المصرية، أصدر قائمة في ابريل الماضي، تتضمن نحو 1500 صنف من الأدوية، كانت ناقصة من الأسواق قبل ارتفاع أسعار الدولار فى الفترة الأخيرة، لافتًا إلى أن هذه الأصناف مرشحة للزيادة بعد الارتفاع الجنونى للدولار. بينما ضمت القائمة نحو 1000 صنف آخرين بعد ارتفاعات الدولار بصورة كبيرة في الفترة الأحيرة.