قال الدكتور عصام سلطان عضو مجلس الشعب عن حزب الوسط: إن الدولة "العسكرية" هي التي يحكمها الجنرالات، من وراء نخبةٍ مدنية، أو شكلٍ مدني، أو شعارٍ مدني، وهي الدولة التى يستبدل فيها الحاكم بدلته العسكرية بأخرى مدنية كمبارك والسادات وعبد الناصر والقذافى وصدام والأسد، وتظل المفاصل من وزارات ومحافظات وهيئات ومؤسسات محكومة بمن يصغرونهم فى الرتب العسكرية؛ حيث تحتجز النصيب الأكبر من أموال الشعب لصالح كبار القادة العسكريين، دون رقابةٍ أو حساب، وتجعل منهم خطا أحمر لا يجوز الاقتراب منه، وترفعهم فى كثيرٍ من الأحيان لدرجة القداسة أو العبادة. وأوضح سلطان عبر حسابه الشخصي على "فيس بوك" أن "العسكريين" هم تلك النخبة المثقفة من حملة الألقاب العلمية والمهنية العالية، ومُجيدو اللغات الأجنبية، وضيوف المؤتمرات والمنتديات العالمية، ممتلكو أدوات صناعة الرأى، إلى جانب الأدوية والحديد والسيراميك، والذي وصفهم بأنهم يقضون نهارهم فى الدفاع عن الدولة المدنية، وليلهم فى أحضان الدولة العسكرية، لتلقى التعليمات المدنية! بدءا من المطالبة ببقاء العسكر ثلاث سنوات، ومرورا بالدفاع عن الإعلان الدستورى المكبِّل، ونهايةً برفض إقالة المشير والفريق بزعم افتقاد اللياقة والشياكة. وأكد سلطان أن هؤلاء يعانون من مشكلة انفصام بين ما يدعون إليه ومن يرتمون فى أحضانه، يبغون رضاه ويقدسونه. وأشار سلطان إلى أن المشكلة تتضاعف وتصبح بلا حل حين يسقط الإله فجأة، بفعل المؤمنين الحقيقيين بالدولة المدنية، فلا تجد النخبة إياها من تلجأ إليه فى ظلام الليل، وبحكم العادة أو العبادة، فإنها تظل على حالها القديم من تكرار الحديث المكذوب عن الدولة المدنية؛ لأن دابة الأرض لم تدلهم عن موت الإله، فهم على حالهم مستمرون، وفى العذاب المهين يعيشون، والدنيا كلها تتفرج عليهم وهم لا يدرون.