هل هي مصادفة أن يصدر تقرير من مجلة الايكونوميست يتهم قائد الانقلاب السيسي بالفشل في إدارة مصر وتخريبها ثم يظهر بعدها ب 24 ساعة، شخص مجهول يدعى "ياسر التركي" رئيس جمعية مغمورة لحقوق الإنسان الدولية والتنمية في المنياجنوب مصر، ليعلن عن إحياء حملة فاشلة أعلنها يوليو 2015، لجمع توقيعات 40 مليون مصري لتمديد فترة رئاسة قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي 8 سنوات بدلا من الأربعة الحالية دون انتخابات؟ "التركي" قال "مش عاوزين نعمل انتخابات عشان نوفر فلوس الانتخابات ونحط الفلوس في صندوق تحيا مصر، ونطور بها مجال الصحة أو التعليم"، وتابع: أنا بدأت جمع التوقيعات في محافظات الصعيد وسيتم توثيقها في الشهر العقاري". وقال إنه فور جمع 40 مليون توقيع سيتوجه إلى مقر مجلس الشعب لعرض الأمر عليهم والبت في الموضوع واتخاذ قرار اما المد لفترة رئاسية ثانية أو اجراء استفتاء شعبي، وانه مازال امامه وقت كاف لجمع التوقيعات حتى عام 2018. "مدعومة" من النظام الحالي ولكن الظهور المفاجئ لهذا الشخص وتلميع الصحف وفضائيات أذرع السيس له، تؤكد أن التقارير الدولية حول فشل السيسي في إدارة مصر وفساد نظام حكمه، دفعتهم للبدء بهذه الحملة المدعومة من بعض الأوساط داخل النظام الحالي. إذا كان هناك شعور لدى السلطة وأذرعها الإعلامية والاستخبارية بتآكل شعبية السيسي، وقلق من انهيار شعبيته وتخلي من أيدوه عنه بعد اكتشافهم حقيقته واكتواءهم بمظالمه وفساده ورفعه الأسعار بطريقة وبائية آخرها الكهرباء بنسبة 47%، وإن أركان الحكم يخشون من خوض السيسي انتخابات الرئاسة 2018 أصلا بصرف النظر عن الكومبارس أمامه أو تزوير الصناديق. لذلك يبدو أن الهدف من الحملة هو الرد على الايكونومست التي تطالب السيسي بعدم الترشح والحشد كما حدث في جريمة تمرد"، ومحاولة البحث عن تفويض جديد وهذه المرة دون انتخابات أيضا مهين دستورهم وكاشفين عن أن برلمانهم وقوانينهم ليست سوى ديكور. الرد على عصام حجي أيضا يبدو حملة السيسي لمد رئاسته نوعا من الرد علي ما نشرت الصفحة الرسمية لما يسمي "الفريق الرئاسي" برئاسة الدكتور عصام حجي العالم في وكالة الفضاء "ناسا" حول السعي لتقديم برنامج للمرشح لعام 2018 والحديث حول تحركات لجمع قوي معارضة لترشيح بديل قوي. وكانت حملة حجي أصدرت بياناً، علي فيس بوك، لرفض الدعوات التي أطلقت مؤخرًا لتمديد فترة قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي “الرئاسية” لمدة ثماني سنوات. ووصفت هذه الدعوة لتمديد رئاسة السيسي بأنها: "تغييب الرأي العام ومحاولات البقاء دون انتخابات ورسم شعبية زائفة لرموز تخطتها طموحات المصريين في دولة تحارب الفقر والجهل والمرض". وقالت: "ستقوم المبادرة بالتنسيق مع كل قوى التغيير بجمع توقيعات عن طريق هذه الصفحة وسيتم تحضير عريضة بذلك خلال الساعات القادمة". وكان "الفريق الرئاسي 2018"، قد أطلق مبادرة، عبر "حجي"، المستشار العلمي للرئيس السابق المؤقت عدلي منصور، لتشكيل فريق رئاسي "يعِد مشروعًا يركز بالأساس على خمسة محاور: التعليم والثقافة، وتطوير الاقتصاد ومحاربة البطالة والفقر، وحرية وتمكين المرأة، والمساواة الدينية غير المشروطة، وتطوير قطاعات الصحة. المبادرة ليس لديها مرشح رئاسي بعينه". وأعلن حجي استعداد الفريق الرئاسي لدعم المرشح الذي يقبل هذا المشروع وكذلك استعداده للتنسيق مع جميع أطراف القوى المدنية القائمة حاليًا، مستبعدًا أن يترشح هو نفسه في انتخابات الرئاسة وواصفًا مبادرته بأنها مشروع "أخلاقي وتعليمي وإنساني".