"ماذا لو استمر عواد جاثما علي قلوب المصريين متمسكا بكرسي الحكم؟"سؤال بات يطرح نفسه بقوة في الشارع المصري خلال الفترة الأخيرة، خاصة بعد بيع قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي جزيرتي تيران وصنافير الي السعودية مقابل حفنة من الرز ،وهو القرار الذي لم يجرؤ اي حاكم مصري على اتخاذه من قبل. تنازل السيسي عن الجزر المصرية لصالح السعودية لم يكن الاول من نوعة منذ إنقلابه علي أول رئيس مدني منتخب في 3 يوليو 2013 ، حيث سبق ذلك تنازله عن حقوق مصر التاريخية في مياه النيل بالتوقيع علي إتفاقية "سد النهضة" مع الجانب الاثيوبي ، ثم التنازل عن نصيب مصر من حقوق الغاز في البحر المتوسط بذريعة رسم الحدود البحرية مع اليونان ، وذلك في سبيل البحث عن شرعية مفقودة وحفنة من الرز من هنا أو هناك لعلها تساهم في إطالة عمر إنقلابه بضعة شهور.
وشملت سلسلة التنازلات أيضا ، تسليم سيناء علي طبق من ذهب للكيان الصهيوني ، وذلك من خلال هدم "رفح المصرية" والتي كانت تشكل شوكة في حلق الصهاينة ، فضلا عن الخطاب السري الذي أرسله السيسي لاوباما - والذي كشف النقاب عنه موقع "ديبكا"العبري – المقرب من المخابرات الصهيونية – ويتضمن مطالبة بتدخل أمريكي في سيناء لمواجهة الجماعات المسلحة هناك!!
سلسلة التنازلات المستمرة خلال عامين فتحت شهية "السودان" لاعادة فتح ملف "حلايب وشلاتين" ، حيث هدد وزير الخارجية السوداني ، أمس ، باللجوء للتحكيم الدولي للحصول علي حلايب وشلاتين ، وقال في تصريحات صحفية ، "أرجح إما التفاوض حولها مباشرة، أو اللجوء للتحكيم الدولى، حتى لا تكون شوكة فى العلاقات المصرية السودانية، لافتا إلى أن كل سودانى يؤكد أن حلايب سودانية".
في حين رأي "أمير أورن" المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس" أن صفقة تنازل مصر عن جزيرتي تيران وصنافير "جيدة" بالنسبة لإسرائيل إذ يمكن محاكاتها لإعادة تقسيم الشرق الأوسط بما يتماشى مع مصلحة جميع اللاعبين، بما في ذلك عبر تأجير مصر جزء من سيناء وضمه لقطاع غزة، واستئجار إسرائيل قطاع من الجولان السوري.