فى الوقت الذى يبارك فيه الانقلاب العسكري غارات روسيا القاتلة في العمق السوري وحصاد الدم المتواصل بحق المدنيين والأطفال في المناطق التى ثارت على بشار الأسد، خرج عبدالفتاح السيسي ليعلن زيف وعود "مسافة السكة" وقرر رفض مشاركة السعودية في أى تدخل عسكري بري في سوريا قد يغير قواعد اللعبة على أرض المعركة إلى غير صالح الحليف الروسي. وعلى الرغم من حصيلة الرز التى ضختها المملكة في خزانة السيسي الخاوية من أجل تلك اللحظات الفارقة، إلا أن الانقلاب اكتفى بابتزاز الرياض في عدة مليارات لإنعاش الاقتصاد المنهار وكرر التخلي عنها في أوقات الصراع، بعد رفض المشاركة في عاصفة الحزم ضد انقلاب الحوثي في اليمن، ليعود ويعطي ظهره لآية تحالفات من شأنها خلط الأوراق في الشام وترجيح كفة الثورة على حساب النظام الفاشي. مجلة "جون أفريك" فضحت تناقض السيسي الفج فيما يتعلق بالشأن السوري، عبر حوار أجرته مع قائد الانقلاب قبل أيام قليلة، حيث رصدت موقف الجنرال الرافض لمشاركة الرياض في أى تحرك عسكري لحل الأزمة السورية متمسكا بالحلول الدبلوماسية والحوار السياسي، في الوقت الذى أيد تحركات بوتين الانتقامية في الشمال السوري تحت لافتة الحرب على داعش بينما الأرقام تؤكد أنها على الثوار والمدنين لإنقاذ رقبة بشار التى قرب قطافها. وفى الوقت الذى جدد فيه وزير خارجية العسكر سامح شكري رفض الحل العسكري في سوريا ةتجاهل المقترح السعودي لإرسال قوات برية إلى البلد المنكوب متذرعا بضرورة العمل من خلال الأممالمتحدة والمبعوث الدولي كوسيلة المثلى لتحقيق وحدة سوريا، كانت الأذرع الإعلامية تشن هجوما حادا على الرياض وتتهما برعاية الإرهاب وتصدير الفكر المتشدد إلى العالم الإسلامي. واعتبرت أذرع السيسي أن مصر لا تصطف مع المملكة فيما يتعلق بالحروب المستعرة في المنطقة سواء في اليمن أو سوريا أو حتى ليبيا، حيث تتنافر الرؤي بينهم فيما يتعلق بمواجهة التوترات المتصاعدة، واعتبرت أن الأموال التى دعمت بها الرياض الخزانة المصرية منذ الانقلاب حصلت السعودية على مقابلها مسبقا بالقضاء على تيارات الإسلام السياسي والحيلولة دون تنامي نفوذها في العالم العربي الإعلامي يوسف الحسيني حذر السعودية من خطورة شن حرب برية في سوريا في تحالف يضم العديد من الدول الإسلامية على رأسها تركيا وقطر متجاهلا مشاهد الدماء والدماء التى تسيطر على المشهد تحت وطأة قصف وحشي لروسيا وبراميل بشار وتحركات مليشيات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، مشددا على أن مصر لن تشترك في خوض أي حرب. وأوضح الحسيني –عبر برنامج "السادة المحترمون" على فضائية "اون تي في"- مساء الاثنين: "أنا قلت لكم قبل كده والله ما احنا داخلين أي حروب، والسيسي أعلن موقفه بمنتهى الصراحة والوضوح من التدخل في سوريا في حواره مع "جون أفريك" بالتأكيد على أن موقف مصر ثابت من الأزمة السورية وتدعو للحل السلمي". ونعي مذيع "ساويرس" الأموال السعودية التى دعمت خزانة العسكر، ملوحا بفزاعة الإرهاب التى لا يجيد الانقلاب سواها بأن أي دولة سواء كانت السعودية أو غيرها ستتجه إلى التدخل اليري في سوريا اعتقادا منها أن هذا التدخل سيدفع بالإرهاب بعيد عن منطقة الخليج، هي على خطأ لن هذا التحرك سيؤدي إلى مزيد من التطرف في المنطقة. وفضح الحسيني حالة الجهل التى تطفح بها شاشات الانقلاب بهجوم فج على مزاعم قصف تركيا لمناطق متفرقة في سوريا استنادا إلى معلومات غير دقيقة زاعما وجود علاقات بين أنقرة وداعش، مطالبا السعودية بتقديم مزيد من الدعم لمصر من أجل الحفاظ على استقرار المنطقة وتجاهل جرائم بشار ضد شعبه أو تزايد النفوذ الإيراني. وكانت مصادر مقربة من الإدارة السعودية قد أعربت عن استياءها من موقف مصر المتخازل تجاه الأزمة السورية المتفاقمة، فيما أكد وزيرا خارجية السعودية وتركيا عادل الجبير ومولود جاويش أغلو عن اقتراب العد التنازلي لإطلاق عملية برية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، عقب إرسال المملكة طائرات حربية إلى قاعدة إنجرليك التركية.