أخلى جهاز بناء القرية في وزارة التنمية المحلية مسئوليته عن الكارثة المنتظرة، بتقديمه تقرير ، اليوم، إلى مكتب وزير التنمية المحلية أحمد زكي بدر، فيما أعلن الأخير عجزه عن توفير بدائل.. وطالب تقرير بناء القرية باخلاء المنازل وتوفير خيم ايواء للسكان قبل وقوع الكارثة. وأكد "بناء القرية" أن أكثر من 200 ألف منزل في عدد من القرى بمحافظات الوجه البحري، مهددة بالانهيار على رأس ساكنيها. وأوضح التقرير أن المنازل المهددة بالانهيار من المنازل ذات الأسقف البدائية الضعيفة، بسبب بنائها بالطوب اللبن، إلى جانب أن معظمها قديمة ومتهالكة، ويسكنها عدد كبير من الفقراء. وقال الجهاز إن "كثرة الأمطار والسيول التي أغرقت عددا من القرى، خلال الأيام الماضية، في محافظاتالبحيرةوالدقهلية والإسكندرية وسيناء، وأيضاً في عدد من قرى محافظة الجيزة، من الممكن أن تؤدي إلى كوارث في الأرواح، خاصة بعد تحذيرات الأرصاد الجوية بأن الأمطار قد تكون شديدة خلال هذا الشتاء على محافظات الوجه البحري بصفة خاصة". وأفادت دوائر حكومية أن الإمكانات المالية المحدودة للدولة حالت دون وجود بدائل لأصحاب تلك القرى لنقلهم خارج المحافظة، في ظل عدم وجود مساكن جاهزة تقوم بتسليمها لهم الدولة، كما أن معظم سكان تلك القرى من المزارعين المرتبطين بزراعاتهم.. وكان عدد كبير من أهالي قرى محافظات الوجه البحري تركوا منازلهم وخرجوا إلى الشوارع عقب السيول التي أصابت عددا من المحافظات، بسبب تصدع منازلهم المبنية بالطوب اللبن وانهيار أجزاء منها، كما أدت السيول في تلك القرى إلى نفوق العشرات من الماشية، وموت الآلاف من الطيور المنزلية، وتوقف العديد من المدارس والمستشفيات عن العمل، وانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، ما أدى إلى فساد مأكولاتهم، إضافة إلى إغراق آلاف الأفدنة الزراعية. وأمام تلك الكوارث، لم يجد الأهالي سوى المبيت في المساجد أو الدواوين الخاصة بالعائلات، خوفاً على حياتهم وحياة أولادهم من الطقس السيئ، ومنهم من قام بإقامة خيام بجوار محال إقامتهم. وأفاد التقرير الحكومي أن سيارات الشفط التي دفعت بها الحكومة إلى عدد من القرى، لم تستطع أن تقوم بدورها، بسبب ارتفاع نسبة "الطين" في الأرض بسبب الأمطار، كون القرى يغلب عليها الأرض الطينية على عكس المدينة، ما أدى إلى تعطل سيارات الكسح، وقام الأهالي باستخدام الأدوات البدائية لكسح المياه .. وشهدتت ما يقرب من 15 قرية في محافظة الدقهلية أمطارا غزيرة مصحوبة برعد وبرق وسقوط كرات من الثلج وهبوب رياح خفيفة على أنحاء متفرقة من القرى، وأدى ذلك إلى تخوف الأهالي على حياتهم، وقام عدد منهم بترك منازلهم لكونها قديمة، وسحب الماشية الخاصة بهم، فيما نفق عدد منها بسبب الطقس السيئ وعدم وجود غطاء يحميها. بينما خشي عدد كبير من أهالي قرى البحيرة من أن يتكرر سيناريو قرية "العفونة" المنكوبة بعدما دمرت الأمطار القرية وأدت إلى إصابة ومصرع العشرات من الأهالي، حيث ترك الأهالي منازلهم وفضلوا المبيت في الشوارع بدون أي نظرة رحمة من قبل المسؤولين في المحافظة. وتسببت السيول التي شهدتها محافظة كفر الشيخ في غرق نحو 35 ألف فدان من زراعات القمح والموالح، وتشريد مئات الأسر بسبب انهيار منازلهم، واقتحام المياه منازل أخرى، وسخر الأهالي من تصريحات الحكومة بصرف تعويضات لهم، والتي لم تظهر إلا في وسائل الإعلام دون أثر لها في الواقع.