تستمر موجة الطقس السيئ مخلفة وراءها أضرارا بالغة، وتعرض عدد من المحافظات لحالة ارتباك إثر غلق الطرق وقطع الكهرباء، فيما تفجر غضب الأهالى واتهموا المسئولين ب«التقاعس» فى إزالة الأضرار، ففى محافظة كفرالشيخ تسببت الرياح الشديدة فى سقوط أسلاك التيار الكهربى وانقطاع الكهرباء فى عدد من القرى، وتوقف حركة الصيد ببوغازى رشيد والبرلس بسبب ارتفاع الامواج، وتم تحذير رؤساء المدن وقطاعى الرى والصرف الصحى بمنع الإجازات تحسبا لقدوم نوة عنيفة. وفى الإطار ذاته أغرقت مياه البحر المتوسط نحو 70 فدانا مزروعة بالقمح والفول والبرسيم، فى قرى شباب الخريجين التى تبعد عن البرلس بنحو 20 كيلو مترا، فيما انشغلت قوات الحماية المدنية فى شفط المياه من الأراضى وتدعيم الجسور فى الترع المجاورة، وهدد المحافظ أحمد زكى عابدين باعتقال أى شخص يحاول منع إزالة أو بيع الرمال من شمال الطريق الدولى، بدعوى أن «الرمال حمت شمال البرلس والطريق الدولى من الغرق». وفى محافظة البحيرة غرقت شوارع مدن مطوبس وسيدى سالم ورشيد إثر سقوط أمطار غزيرة، وتعطلت الحركة المرورية بها، وكثفت سيارات الكسح من عمليات شفط المياه، فيما تقرر وقف المعديات بين رشيد ومطوبس بسبب ارتفاع الامواج. وفى السويس، دمرت الصواعق الكهربائية منزلا بمنطقة عرب المعمل، أمس، بفعل الأمطار الغزيرة، وقضى نحو 20 من السكان ليلتهم فى الشارع، وشكوا من تجاهل المسئولين لهم، وعدم نقلهم إلى وحدات سكنية بديلة، مطالبين بتعويضهم عن الأضرار التى لحقت بهم. وتقول عايدة أحمد السيد، من السكان، «توجهنا إلى المحافظة ومديرية الإسكان عشرات المرات قبل دخول الشتاء لمطالبتهم بمساعدتنا فى الحصول على مكان نأوى فيه، لعلمنا أن المنزل الذى تعيش فيه ثلاثة أسر بينهم أطفال مشيد من الأخشاب، وقارب على الانهيار، ولكن لم يستمع أحد إلينا»، وتحذر عايدة من أن عددا من المنازل بالمنطقة ينتظر المصير ذاته بسبب تهالك المنازل، هذا فيما أعلن مسئول بإدارة الإسكان عن إرسال فريق إنقاذ إلى منطقة عرب المعمل لرعاية الأسر المضارة، ودراسة أوضاعهم لتحديد مدى أحقيتهم فى مساكن بديلة. وفى السياق ذاته، كشفت مصادر بإدارة الأزمات ومكافحة الكوارث بالمحافظة عدم صلاحية معدات الإنقاذ الموجودة لاستخدامها فى حالات الطوارئ، وأكد مهندس بالإدارة أن حرائق القمامة خلال الأيام الماضية كشفت تعطل المعدات، وأنهم استعانوا بسيارات ومعدات أصحاب المحاجر لإطفاء الحرائق، مشيرا إلى وجود معدات بالملايين معطلة فى المخازن. وحذر المصدر بأن تغير معالم خطوط سير السيول القادمة من جبال عتاقة، يهدد بحدوث كارثة تطال عدد من الموانئ التى تقع فى منطقة خليج السويس وفى مقدمتها ميناء العين السخنة، وأضاف: «نحن فى انتظار كارثة بعد أن تسببت أعمال تفجير الصخور فى جبال عتاقة فى تغيير معالم وطرق سير السيول، وهى تقع فى مواجهة عدد من الموانئ، فى مقدمتها موانئ السخنة والأدبية والمصانع الضخمة بشمال غرب خليج السويس»، وأكد أنه جرى إعداد تقرير بالحالة بناء على طلب جهة سيادية، ووضعت فيه خطط تأمين لممرات السيول بمناطق جبال عتاقة والطرق الرئيسية المجاورة لنفق الشهيد أحمد حمدى والمارة بالمناطق الصناعية. وفى شمال سيناء، أصيب 3 فى تصادم بين سيارتين على الطريق الدولى وجرى نقلهم للعلاج بمستشفى العريش المركزى، فيما سقطت أمطار خفيفة على المدينة مصحوبة بانخفاض فى درجات الحرارة، وأعلنت مصادر بميناء العريش البحرى انتظام حركة العمل، مرجحة تأخر وصول سفينة قافلة آسيا لسوء الأحوال الجوية فى البحر المتوسط ربما يعطل انطلاقها من ميناء اللاذقية السورى. وفى البحر الأحمر، نزحت عشرات الأسر إلى مدينة السويس إثر السيول التى ضربت محافظة البحر الأحمر خلال اليومين الماضيين، وقال محمد ياسر، موظف، إن العشرات من زملائه توجهوا إلى مسقط رأسهم بسبب تخوفهم من موجة ثانية من الطقس السيئ، مننتقدا بطء الأجهزة وتقاعسها فى التعامل مع الأزمة، فيما أكد مصدر أمنى مرور عدد من الأسر بنفق أحمد حلمى مؤخرا، وهى الظاهرة التى تكررت من قبل أثناء ضرب السيول لسيناء العام الماضى. ومن جانبه قرر اللواء مجدى قبيصى، محافظ البحر الأحمر، تشكيل لجنة لمعاينة الطرق التى أضيرت من جراء السيول، بالأخص فى المناطق الشمالية عند الكيلو 70 بمنطقة جبل الزيت بطريق الغردقة رأس غارب، وطرق الزعفرانة والقصير ومرسى علم، وأكد مصدر بهيئة الطرق بالمحافظة ل«الشروق» أن الخسائر تقدر بالملايين، هذا فيما تشهد حركة السفر البرى خوفا من وقوع حوادث طرق، وتكرار حادث المنيا الأخير، وأكد اللواء مجدى حبيب، رئيس مدينة الغردقة، عدم تأثر حركة السياحة بالمدينة بسبب الأمطار.