قالت إذاعة الجيش الصهيوني، وصحيفة معاريف: إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يحاول مجددًا التغطية على مقترح تقدم به قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في سبتمبر من العام الماضي، وتضمن إقامة دولة فلسطينية داخل سيناء، مقابل تنازل الفلسطينيين عن حق العودة. وكان محمود عباس قد أدلى بتصريحاته -اليوم الاثنين، عقب زيارة مِصْر، التقى خلالها قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسى- بأن حركة حماس تفاوض الكيان الصهيونى على إقامة دولة فلسطينية بغزة وجزء من سيناء، وهو ما كان محل تهكم من قيادات حماس.
ووفقا لتقرير لموقع عربى 21، اليوم، فقد قالت إذاعة الجيش، وقناة التلفزة الصهيونية الثانية في 8 سبتمبر 2014، أن السيسي عرض على عباس بعد أسبوعين من توقف حرب الاحتلال على قطاع غزة، إقامة دولة فلسطينية في شمال سيناء تبلغ مساحتها خمسة أضعاف قطاع غزة، على أن يحصل الفلسطينيون في الضفة الغربية على حكم ذاتي فقط ويتنازل اللاجئون الفلسطينيون عن حق العودة. ونوهت إلئيت شاحر -المراسلة السياسية لإذاعة الجيش ، التي كانت أول من كشف طابع العرض الذي طرحه السيسي على عباس- إلى أن الإدارة الأمريكية هي التي طلبت من النظام في القاهرة تبني الاقتراح وعرضه على عباس.
وأوضحت شاحر أن السيسي الذي التقى عباس في الخامس من سبتمبر 2014 اقترح عليه أن يتم إقامة الدولة الفلسطينية على 1600 كلم مربع من مساحة سيناء، حيث تكون هذه المساحة امتدادًا لقطاع غزة.
ونوهت شاحر إلى أن السيسي طالب أبو مازن بأن يعلن مقابل ذلك التنازل عن المطالبة بالعودة إلى حدود عام 1967.
وأوضحت أن السيسي عرض خطته على رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو قبل طرحها على عباس، مشيرة إلى أن نتنياهو رفض طرحها على أعضاء المجلس الوزاري المصغر لشئون الأمن، الذي يعد أهم حلقة صنع قرار في الكيان، خشية أن يقوم الوزراء بتسريبها للإعلام.
وأقرت شاحر بأنه على الرغم من الضغوط الكبيرة التي مارسها السيسي على عباس لقبول الخطة إلا أنه رفضها بشكل مطلق.
ومن الواضح أن خطة السيسي تضمن للكيان ليس فقط الاحتفاظ بالمغتصبات اليهودية في الضفة الغربية والقدس، بل تمنحها الحق في تعزيز المشاريع الاستيطانية والتهويدية، على اعتبار أن قبول الفلسطينيين بالحكم الذاتي يعني تنازلهم عن الحق في السيادة على الأرض.
ولفتت شاحر الأنظار إلى أن خطة مماثلة كان قد طرحها رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني الأسبق الجنرال جيورا أيلاند قبل تسع سنوات كانت أكثر إيلاما لبكيان الصهيوني؛ لأنها تضمنت أن يتنازل الاحتلال لمِصْر عن أراض في النقب مقابل الأراضي التي ستتنازل عنها مِصْر في سيناء لصالح الدولة الفلسطينية.
وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" -في عددها الصادر في 30 أكتوبر الماضي- أوضح الجنرال آفي بنياهو، الناطق الأسبق باسم الجيش الصهيوني، أن إفشال السيسي للتجربة الديمقراطية في مِصْر عمل على استقرار المنطقة وهو ما يمثل مصلحة الكيان الصهيوني.
وأشار بنياهو إلى أن أخطر نتائج الدميقراطة في مِصْر تمثلت في "اكتساح" الإخوان المسلمين للبرلمان ومؤسسات الرئاسة.