بدأت جموع حجاج بيت الله الحرام التوافد على صعيد جبل عرفات، مع إشراقة صباح اليوم الأربعاء 9 من ذي الحجة "23 سبتمبر" للوقوف على صعيده الطاهر، لأداء ركن الحج الأعظم ، وذلك بعد أن قضوا يوم التروية أمس الثلاثاء في "مشعر منى". وسيقوم حجاج بيت الله الحرام اليوم بأداء صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بآذان واحد وإقامتين، في مسجد "نمرة"، اقتداءً بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد أن يستمعوا لخطبة عرفة. وأعلنت الجهات المعنية بشؤون الحج -حسب وكالة الأناضول- تقديمها أفضل خدماتها لضيوف الرحمن في مشعر عرفات، الذي تتوفر فيه الطرق والمظلات وطرق المشاة وجميع الخدمات الأساسية من مستشفيات ومراكز صحية وأخرى إسعافية ومياه وكهرباء واتصالات ودورات للمياه. وينتشر رجال المرور في مشعر عرفات بشكل مكثف ، يساندهم أفراد الأمن على الطرق المؤدية للمشعر والساحات المحيطة به والشوارع داخل مشعر عرفات، لتنظيم حركة سير المركبات والمشاة تساندهم دوريات أمنية تجوب أرجاء المشعر؛ تمهيدًا لتطبيق خطة تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات. ويتدفق ضيوف الرحمن مع شروق شمس اليوم الأربعاء 9 من ذي الحجة، إلى صعيد جبل عرفة، على بُعد 12 كيلومترًا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج. ويقف الحاج على صعيد عرفات الطاهر، الذي يعتبر "أفضل يوم طلعت عليه الشمس"، ومع غروب شمس هذا اليوم، تبدأ جموع الحجيج نفرتها إلى مزدلفة، ويصلوا بها المغرب والعشاء، ويقفوا بها حتى فجر غد العاشر من شهر ذي الحجة؛ لأن المبيت بمزدلفة واجب؛ حيث بات رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى بها الفجر. ويعود الحجاج إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة لرمي جمرة العقبة "أقرب الجمرات إلى مكة" والنحر "للحاج المتمتع والمقرن فقط" ثم الحلق والتقصير التوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة. ويقضي الحجاج في منى أيام التشريق الثلاث "11 و12 و13 من ذي الحجة" لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى ثم الوسطى ثم جمرة العقبة"الكبرى"، ويمكن للمتعجل من الحجاج اختصارها إلى يومين فقط؛ حيث يتوجه إلى مكه لأداء طواف الوداع وهو آخر مناسك الحج. ويقع مشعر "منى" بين مكةالمكرمة ومشعر مزدلفة على بُعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكةالمكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر. استبدال كسوة الكعبة ومن ناحية اخرى استبدلت صباح اليوم الأربعاء، كسوة الكعبة المشرفة بالكسوة الجديدة، وهي المراسم التي تتم في فجر يوم الوقوف بعرفة - التاسع من ذو الحجة - من كل عام. وأظهرت لقطات مباشرة بثها التلفزيون السعودي عملية استبدال الكسوة. ويبدأ استبدال الكسوة بإنزال ثوب الكعبة القديم واستبداله بثوب جديد تمت صناعته من الحرير الخالص، بمصنع كسوة الكعبة المشرفة. وتبدأ مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة عقب صلاة الفجر، بمشاركة 86 شخصًا من العمالة والفنيين والصناع. وتبلغ التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة المشرفة 22 مليون ريال "6 ملايين دولار" ، ويصنع من الحرير الطبيعي الخاص الذي يتم صبغه باللون الأسود، حيث يستخدم في صناعته نحو 700 كيلو جرام من الحرير الخام و120 كيلو جرامًا من أسلاك الفضة والذهب. ويوجد على الكسوة من الخارج نقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء كتب عليها لفظ "لا إله إلا الله محمد رسول الله" و"سبحان الله وبحمده" و"سبحان الله العظيم" و"يا حنان يامنان يا الله" وتتكرر هذه العبارات على قطع قماش الكسوة جميعها وعلى ارتفاع تسعة أمتار من الأرض وبعرض "95" سنتيمترًا بحيث يثبت حزام الكعبة المشرفة.