توجه الحجيج صبيحة اليوم السبت التاسع من ذي الحجة، "يوم عرفة"، إلى مشعر "عرفات"، للوقوف به حتى غروب الشمس، مؤدين بذلك الركن الأعظم في الحج. وتوافد أكثر من مليوني حاج إلى جبل عرفات لأداء الركن الأعظم من مناسكهم، ليبقوا هنالك حتى غروب الشمس، ثم يبدأون في النزول في وقت واحد من عرفات الى مشعر "مزدلفة"، حيث يمضون قسما من الليل قبل العودة مجددا الى "منى"، حيث يقومون برمي الجمرة الكبرى (العقبة). ومن ثم يحتفل الحجاج بعيد الاضحى- يوم الحج الأكبر- ويؤدون طواف الإفاضة ويسعون بين الصفا والمروة. ويبيت الحجاج بمنى ثلاث ليال او ليلتين لمن تعجل من أيام التشريق وهي ليلة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر او ليلتا الحادي عشر والثاني عشر للمتعجل حيث يرمي الحجاج جمرات العقبة الثلاث الصغرى والوسطى والكبرى بسبع حصيات لكل جمرة وبعدها يطوفون طواف الوداع سبعة أشواط حول الكعبة المشرفة قبل ان يغادروا مكةالمكرمة عائدين الى ديارهم بذنب مغفور وسعي مشكور وعودة حميدة بعون الله تعالى وتوفيقه. وفي الوقت نفسه ترتدي الكعبة المشرفة في بيت الله الحرام بمكةالمكرمة كسوتها الجديدة اليوم السبت ، جريا على العادة السنوية التي تتم في يوم التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام مع بدء مناسك الحج. ويحرص سكان مكة من غير الحجاج على مشاهدة مراسم وضع الكسوة الجديدة وإنزال القديمة. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن التكلفة الإجمالية لثوب الكعبة بلغت ما يربو على 20 مليون ريال (33ر5 مليون دولار). وتصنع الكسوة من الحرير الطبيعي الخاص في مصنع مخصص لصناعتها في منطقة أم الجود بمكةالمكرمة. وقالت "أمانة العاصمة المقدسة" (أمانة مدينة مكةالمكرمة) على موقعها الإلكتروني إن الكسوة تصبغ باللون الأسود ، ويبلغ ارتفاع الثوب 14 مترا ، ويوجد في الثلث الأعلى منه الحزام الذي يبلغ عرضه 95 سنتيمترا وبطول 47 مترا والمكون من 16 قطعة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية. كما توجد تحت الحزام آيات قرآنية مكتوب كل منها داخل إطار منفصل ، ويوجد في الفواصل التي بينها شكل قنديل مكتوب عليه "يا حي يا قيوم" و"يا رحمن يا رحيم" و"الحمد الله رب العالمين" ، فيما يزين الحزام تطريز بارز مغطى بسلك فضي مطلي بالذهب ويحيط بالكعبة المشرفة بكاملها. تشتمل الكسوة على ستارة باب الكعبة ، ويطلق عليها "البرقع" ، وهى مصنوعة من الحرير بارتفاع ستة أمتار ونصف المتر وبعرض ثلاثة أمتار ونصف المتر ، ومكتوب عليها آيات قرآنية ومزخرفة بزخارف إسلامية مطرزة تطريزا بارزا مغطى بأسلاك الفضة المطلية بالذهب. تتكون الكسوة من خمس قطع ، تغطى كل قطعة وجها من أوجه الكعبة المشرفة ، والقطعة الخامسة هي الستارة التي توضع على باب الكعبة ، ويتم توصيل هذه القطع مع بعضها البعض . من جهته قال أمير مكةالمكرمة خالد الفيصل إن أكثر من 1,8 مليون شخص وصلوا من الخارج عبر المنافذ البرية والجوية والبحرية لتأدية مناسك الحج، أي أقل ب1,5 بالمئة عن عدد الحجاج العام الماضي. ونشر أكثر من مئة ألف من عناصر قوى الامن والدفاع المدني لضمان امن وسلامة الحجاج هذه السنة، وقال الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركيان "الحج يسير بشكل طبيعي وكل شىء على ما يرام". يذكر أن النبي محمدا- عليه الصلاة والسلام- ألقى في عرفات خطبة الوداع في مثل هذا اليوم التاسع من ذي الحجة في السنة العاشرة للهجرة، (الموافق 632 ميلادي) أي قبل أشهر من وفاته.