في إطار تعقيبه على طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما، من الكونجرس مبلغ 225 مليون دولار إضافية لتسريع بناء القبة الحديدية الإسرائيلية أكد د.حسام عقل –رئيس المكتب السياسي لحزب البديل الحضاري- أنه لا جدال أن الصمود الغزاوي الذي رأيناه بالأيام الماضية بتطوره النوعي على المستويات الاستخباراتية والتقنية والتسليحية بل والسياسية أيضا كان إيذانا بقلب معادلة الصراع العربي –الإسرائيلي بصورة جذرية فلا نقول إنه خلخل ثوابت الصراع وإنما قلب الطاولة رأسا على عقب. فقد أثبت الغزاويون ضمن ما أثبتوا قدرتهم على امتصاص الحصار بمثل ما أثبتوا قدرة فائقة على تحمل الضربات العسكرية ذات الطابع التدميري، وهو ما أصاب الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي العسكري في مقتل لأن جيش الاحتلال الصهيوني يؤمن منذ بداية الصراع بفكرة "الحرب الخاطفة" التي تحقق أهدافها سريعا معتمدة على ذراع القوة الجوية وعلى تعطيل الصواريخ والمقذوفات التي يلقيها الخصم بأحدث تقنيات الاعتراض والتصدي.
وأضاف في تصريح خاص ل"الحرية والعدالة" وأكثر ما تنهار معه الآلة العسكرية الإسرائيلية هو ما يسمى ب"الحرب طويلة النفس" حيث يسوء الأداء العسكري وتنهار معنويات الجنود ويصبح هذا الجيش بعتاده وأسلحته وعساكره ظهره للحائط الذي كشفه الغزاويون. فإنه للمرة الأولى يرى فيها الإسرائيليون من المقاومة الغزاوية طائرات بدون طيار، وعمليات للضفادع البشرية على أعلى مستوى وعمليات نوعية خلف خطوط العدو وصواريخ طالت النقب وعسقلان وتدمير مصنع في سيدروت.
ويرى "عقل" أن كل عناصر المعادلة الجديدة أصابت الكيان الصهيوني والولاياتالمتحدةالأمريكية بالهلع، ودوائر القرار الأمريكي مصابة بالهلع لأنها تعتمد على الاستراتيجية السياسية القائمة على تفعيل المحور الأردني-المصري-الإماراتي-السعودي، وعندما يتعطل هذا المحور، وتخرج محاور جديدة في قطر وتركيا يصيب هذا السياسة الأمريكية تجاه المنطقة في مقتل، فالإدارة الأمريكية منيت بفشل ذريع ولم تستطع إلا الاعتراف الواضح كما تؤكد صحيفة "الواشنطن بوست" بالهزيمة التي مني بها الكيان الصهيوني.
ودلل "عقل" بأنه يكفي على المستويات الأدبية والمعنوية أن يسعى "نتانياهو" للتهدئة والهدنة وإيقاف إطلاق النار مما يؤكد انعدام قدرة الحسم سواء بالمعارك الجوية أو التوغل البري. وبناء عليه تأتي مطالبة "أوباما" الرئيس الأمريكي الكونجرس مبلغ 225 مليون دولار لتسريع بناء القبة الحديدية الإسرائيلية كمحاولة من الإدارة الأمريكية لتغذية الآلة العسكرية الإسرائيلية بأقوى دعم ممكن، وستحاول صياغة تحالفات جديدة في المنطقة بعد الانهيار الإقليمي للدور المصري، وضعف المحور الأردني الخليجي عن الصمود، وتخلق روحا نضالية جديدة تدعمها محاور جديدة. وأكد "عقل" أنه ينبغي تقوية شوكة المقاومة الفلسطينية بظهير سياسي قوي مما يقتضي تنشيط المحور "القطري-التركي" فضلا عن تنشيط محاور الدائرة الإسلامية في دول مثل إندونيسيا وماليزيا وتطبيق وتفعيل المقاطعة الاقتصادية لأمريكا والكيان الصهيوني، مما يوجه ضربات حصارية قوية تحاصر الكيان بالمقاطعة بما ينجم عنه إيقاف عمليات تبادل تجاري أو صفقات تصدير أو علاقات دبلوماسية نمطية.
لافتا إلى أنه مع تنشيط الخطاب السياسي الموجه للشعوب ومنظمات المجتمع المدني بالعالم سيكون رصيدا مضافا للنضال والمقاومة الفلسطينية خصوصا بدول تتمتع بديمقراطية يشكل معها الرأي العام ضغطا على الحكومات والأنظمة. مشددا على أن المقاطعة الاقتصادية موجعة ومكلفة للكيان الصهيوني لأنه قائم على استمرار المعونة من الآخرين. أيضا الإدارة الأمريكية تشعر بكلفة التحالف "الأمريكي-الصهيوني" كتحالف يفتقر لعناصر القوة والصمود وتتآكل الأرضية التي يقف عليها بسبب المقاومة. ومعلوم أن أمريكا تعطي الكيان الصهيوني أموالا، والمعونة المقدمة له هي معونات دورية وسنوية ولم تتوقف لحظة، ولولا بعض حياء لأقامت الولاياتالمتحدة جسرا جويا للكيان، وعصبية الإدارة الأمريكية وتصريحات وزير خارجيتها "جون كيري" حين سخر خارج التصوير من قدرات الآلة العسكرية الإسرائيلية تؤكد عدم قدرتها على الحسم.