مصرع أكثر من 29 شخصا وفقد 60 آخرين في فيضانات البرازيل (فيديو)    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلًا شمال رفح الفلسطينية إلى 6 شهداء    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    جمال علام: "مفيش أي مشاكل بين حسام حسن وأي لاعب في المنتخب"    "بعد فوز الزمالك".. تعرف على جدول ترتيب الدوري المصري الممتاز    10 أيام في العناية.. وفاة عروس "حادث يوم الزفاف" بكفر الشيخ    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    عيار 21 بعد التراجع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الجمعة في الصاغة    بركات ينتقد تصرفات لاعب الإسماعيلي والبنك الأهلي    مصطفى شوبير يتلقى عرضًا مغريًا من الدوري السعودي.. محمد عبدالمنصف يكشف التفاصيل    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    أيمن سلامة ل«الشاهد»: القصف في يونيو 1967 دمر واجهات المستشفى القبطي    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    محمد هاني الناظر: «شُفت أبويا في المنام وقال لي أنا في مكان كويس»    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    جناح ضيف الشرف يناقش إسهام الأصوات النسائية المصرية في الرواية العربية بمعرض أبو ظبي    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    فريق علمي يعيد إحياء وجه ورأس امرأة ماتت منذ 75 ألف سنة (صور)    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    رسميًّا.. موعد صرف معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    ملف رياضة مصراوي.. هدف زيزو.. هزيمة الأهلي.. ومقاضاة مرتضى منصور    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    شايفنى طيار ..محمد أحمد ماهر: أبويا كان شبه هيقاطعنى عشان الفن    الغانم : البيان المصري الكويتي المشترك وضع أسسا للتعاون المستقبلي بين البلدين    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    ليفركوزن يتفوق على روما ويضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    بعد تصدره التريند.. حسام موافي يعلن اسم الشخص الذي يقبل يده دائما    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    مدير مشروعات ب"ابدأ": الإصدار الأول لصندوق الاستثمار الصناعى 2.5 مليار جنيه    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    محافظ جنوب سيناء ووزير الأوقاف يبحثان خطة إحلال وتجديد مسجد المنشية بطور سيناء    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جحافل المقاومة تتقدم ..
نشر في الشعب يوم 09 - 02 - 2008


بقلم: مجدي أحمد حسين
magdyhussien@ hotmail.com

كتبت منذ أسابيع سلسلة مقالات بعنوان ألا إن نصر الله قريب ، وأثناء حرب لبنان 2006 كتبت فى الأيام الأولى للحرب مقالا بعنوان ( الأمة تنتصر ولكن البعض لايصدق ). فالمشكلة الرئيسية من وجهة نظرى أصبحت هذا الإعلام العربى الفاجر الذى لاهم له إلا إشاعة اليأس وفقدان الأمل وإبراز المعلومات والمعانى التى تكرس الهوان والتشاؤم والإحساس بالهزيمة الأبدية . ولاشك أن واقعنا مرير وفيه مايكفى من الوقائع لانتقائها وبث الروح السوداوية بين النخبة والجماهير. والإعلام الشرير الذكى لايكتفى بالأكاذيب رغم أهميتها والتى لايمكن الاستغناء عنها ولكنه يركز على بعض الوقائع بعد اجتزائها لرسم صورة كئيبة للوضع ، واذا ظهر انجاز فلابد من تشويهه وتحويله إلى خسائر !! كانتصار حزب الله فى حرب لبنان حتى جاء العدو بنفسه ليعترف رسميا بالهزيمة . ولكن التركيز على الخسائر والسلبيات هو الطريق الاساسى وهى حقائق فى حد ذاتها لايمكن إنكارها ، كعدد الشهداء والجرحى والبيوت المهدمة ، ولكن هل هذا هو الواقع الأساسى ؟ الواقع الأساسى أن أمريكا وحلفاءها يهزمون فى العراق وأفغانستان وأن اسرائيل هزمت فى لبنان وعالقة مع قطاع غزة المحاصر بل إن انسحابها منه منذ عامين كان هزيمة رغم التفاوت الكبير فى موازين القوى المادية.
إن قوس المقاومة العربية الإسلامية الأساسى ولا نقول الوحيد يمتد كما ذكرت من قبل فى امتداد أرضى جغرافى متصل من وزيرستان إلى لبنان وشعبة أخرى من وزيرستان إلى غزة لايقطعها إلا الكيان الصهيونى بين الضفة وغزة . وعلى هذا الجبهة الممتدة فإن تقدم جبهة المقاومة والصمود فى إطراد مستمر وجبهة الأعداء فى انكماش مستمر أو تراجع أو انسحاب مستمر. ولكن هذه الصورة لايمكن التوصل إليها من خلال المتابعة البسيطة للفضائيات السطحية عن عمد والمتحيزة ضد الأمة فى أغلبها عن عمد باعتبارها تبث أصلا من أرض عربية محتلة ولكن يتم إدراك هذه الصورة من خلال التقارير المنشورة فى إعلام العدو الأمريكى الصهيونى ومن خلال تتبع إعلام حركات المقاومة والقوى الشعبية من خلال الصحف والانترنت ، من خلال استقاء المعلومات من مصادر المقاومة لامن مصادر العدو!!
وكان من أهم ماحدث فى الأيام القليلة الماضية بداية تحرر قطاع غزة من الحصار ، صدور تقرير فينوجراد ليبروز نهائيا انتصار حزب الله بوثيقة من العدو .
من الطبيعى عندما تمر أى أمة بإنكسار طويل فإن اليقظة لاتكون سهلة ، وعندما تبدأ اليقظة لايصدق الناس بسهولة أنهم استيقظوا . تماما كحالة النائم عندما يستيقظ من نوم طويل وعميق يظل لفترة غير منتبه بما يكفى ويحتاج لبعض الدقائق كى يتعرف على الزمان والمكان . وكذلك الانسان الذى يبرأمن مرض طويل ورقاد مديد يظل يتحسس موضع أقدامه ويقنع نفسه تدريجيا أنه بخير وأنه استعاد عافيته حقا وصدقا . ويبدو هذا أوضح فى حال أمة كبيرة فهى لاتستيقظ كلها مرة واحدة وبنفس الدرجة فى كل الأماكن ، وبالتالى يسهل للخبثاء والمتشائمين أن يشيروا إلى استمرار جوانب الضعف ليؤكدوا أن شيئا جديدا لم يحدث !!
منذ 11 سبتمبر ومنطقتنا والعالم يعيشان فى ظل حالة من الهوس الصليبى الاستعمارى الأمريكى الصهيونى بدعوى الانتقام من المسلمين على مايسمى غزوة نيويورك وواشنطن وكأن هذه الأحداث هى البداية وليست رد فعل على ملايين الشهداء والضحايا من أبناء أمتنا العربية الاسلامية . وجاءت الرؤية الاستراتيجية الأمريكية التى كانت معدة قبل 11 سبتمبر والتى تستند إلى استغلال سقوط الاتحاد السوفيتى والانفراد الأمريكى بالعالم لتأبيد وضمان استمرار هذا الانفراد وعدم السماح لأى قوة فى العالم أن تزاحم أمريكا على القمة. ورغم أن القوى العسكرية الأكثر اقترابا من القوة العسكرية الامريكية تتمثل فى روسيا والصين وأوروبا وبعض القوى الآسيوية إلا أن أمريكا بحكم إطلالتها من موقع السلطة العالمية أدركت مع الغرب أن القوة الصاعدة المنافسة على المستوى الاستراتيجى من حيث قدرتها على طرح البديل الحضارى هى الصحوة الاسلامية ولذلك شددت النكير على أمة العرب والمسلمين حتى قبل 11سبتمبر . حتى لقد أضحى مجلس الأمن وكأنه قد تم تشكيله خصيصا لتأديب العرب والمسلمين فبدأ بعقوبات غير مسبوقة فى التاريخ على العراق ثم ليبيا ثم السودان ثم أفغانستان ثم ايران ويتجه إلى سوريا ويتدخل فى الشئون الداخلية للبنان ويشكل غطاء للتدخل الأجنبى فى الصومال . ولم يكن مجلس الأمن إلا مجرد غطاء فالحملات العسكرية بدأت تشن على أمة العرب والمسلمين وكأننا عدنا إلى عهد الاستعمار التقليدى وتم بناء القواعد العسكرية فى كثير من بلداننا التابعة لسطوتهم أو ممارسة سياسة القواعد المتحركة بدون لافتة ( التسهيلات). وعندما تم تدمير العراق فى عام 1991 بدأت ملامح صورة ترتسم فى الاعلام وهى ( أمريكا قادرة على كل شىء ). ..( من الذى يستطيع ألا يحب أمريكا ) ..( إما أن تحب أمريكا أو تخفى كراهيتك لها وتنحنى لها حتى لاتأكلك العاصفة) . وأخذ أتباع أمريكا يرددون فى بلادنا ماورد فى القرآن الكريم ( فترى الذين فى قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتى بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ماأسروا فى أنفسهم نادمين)المائدة 52.
عندما جاء المحافظون الجدد رأوا أن يتقدموا سريعا ويحسموا أهم منطقة فى العالم ( الشرق الأوسط) خلال أعوام قليلة وكان المطلوب هو: رأس الاسلام المجاهد وأى قوى قومية مناضلة . ومن هنا بدأوا يتحدثون عن غزو العراق – بعد أفغانستان- ومنها الى سوريا ولبنان وإيران وحتى البلاد الصديقة فلابد من إعادة تنظيمها بصورة أو بأخرى فتحدثوا عن غزو السعودية ومصر!! وعن تقسيم السعودية ، كانوا يخططون فى غرف مكيفة وكأن العالم بين أصابعهم يشكلونه كالصلصال. وكانوا يتحدثون كما يتحدث القدر فتحويلات البنوك يجب أن تتوقف للارهابيين فى فلسطين ولبنان واصبحت حماس وحركة الجهاد فى فلسطين وحزب الله أخطر من القاعدة . ويجب تصفية كل هذه النتوءات حتى لو اقتضى الأمر تعطيل فريضة الزكاة والتكافل الاجتماعى. وأصبح المفتشون الأمريكيون يأتون إلى البنوك العربية ، وخبراء التعليم يأتون لتعديل مناهجنا ، واستخدام بعض المرتدين لتغيير عقائدنا وعباداتنا وتغيير صياغات القرآن الكريم. واستهدفوا تغيير التشريعات حتى الأحوال الشخصية وإعادة صياغة حياتنا كلية حتى لم يخجلوا ولم يخجل حكامنا من تدخلهم فى أعضائنا التناسلية!!
المهم فى خضم هذا المعترك والمخطط الأمريكى الاستراتيجى رأت إدارة بوش الصغير ( المحافظون الجدد) أن يحسموا الأمور كما قلنا فى سنوات معدودات وفى غفلة من الزمن قبل أن تفيق القوى العالمية الأخرى . وتصور هؤلاء الحمقى أن العراق هو النقطة الأضعف فى الجبهة العربية الاسلامية الصامدة لأنها بلد محاصر منذ 14 عاما وبلد معزول سياسيا ودوليا ومنهك من العقوبات الدولية . فكان القرارالأحمق بالغزو الذى أدى إلى إصابة القوة الأعظم فى العالم بهزيمة سياسية وعسكرية على يد المقاومة العراقية . وتقدر جمعية المحاربين القدماء الأمريكية عدد قتلى الجيش الأمريكى فى العراق منذ 1991 ب 73ألف قتيل بالاضافة لأكثر من مليون جريح. والمهم أن الغزو لم يحقق أهدافه وزاد من إضعاف مكانة الولايات المتحدة فى المنطقة والعالم . السقوط السريع لكابول وبغداد أسكر المعتدين وظنوا أن الطريق سيظل مفروشا بالورود خاصة بعد الاستسلام الليبى الصريح الذى تأثر بهذا السقوط السريع والمدوى لبغداد . ولكن اتضح أنه (راحت السكرة وجاءت الفكرة). وبدأ الحساب العسير للغزو فى العراق وأفغانستان وبدا واضحا أن الغزاة عالقين فى هذين البلدين وأصبحت فكرة التمدد العسكرى لدمشق أو طهران خرافية فرأى المتآمرون أن حزب الله هو الخاصرة الضعيفة فى جبهة الصمود والمقاومة (بعدما ظنوا من قبل أن العراق هو الخاصرة الضعيفة!) فكان الإعداد لتصفية حزب الله على يد اسرائيل . والحقيقة فإن هؤلاء أعماهم الله فمن أين جاءت هذه الفكرة الساذجة ؟ ألم يطرد حزب الله الصهاينة من لبنان شر طردة عام 2000 بعد حرب استمرت 18 عاما ؟ ألم يختبروا حزب الله من قبل ؟ لماذا لايقدرون أنه أقوى فى عام 2006 منه فى عام 2000؟؟. ويؤكد تقرير فينوجراد الصهيونى أن الحرب على لبنان كان فكرة أمريكية وأن استمرارها كان بضغط أمريكى. ولم تكن اسرائيل مؤهلة للفوز فى هذه الحرب فكانت الكارثة المزدوجة : انكسار الجيش الأمريكى فى العراق وافغانستان مع الحلفاء وانكسار الجيش الصهيونى فى لبنان بصورة أنهت أسطورته إلى الأبد وهو الجيش الذى كانت تنتصر اسرائيل وترغى وتزبد بسمعته وهيبته فأصبح أشبه بالحيوان الجريح الذى لايخيف أحدا.
وفى ظل هذا المناخ الكئيب بدأ بوش وتشينى ومن تبقى معهما من طاقم المحافظين الجدد بعد أن تساقط معظمهم يهيئون لغزو إيران ، فأصبحت المسالة مثيرة للسخرية فى أوساط النظام الأمريكى نفسه ، فكان لابد من وقف هذه الحماقة بأى ثمن ، فتوالت التسريبات الصحفية لمخططات ضرب إيران مشفوعة باعتراضات العسكريين والسياسيين ثم انتهى الأمر بإصدار تقرير عن كافة أجهزة الاستخبار الامريكية يؤكد تخلى إيران عن برنامج التسلح النووى وهو مايجعل أى حرب سريعة ضدها بلا مغزى أو تعليل . وفى تقديرى - وحتى إشعار آخر - فإن هذا التقرير فرمل احتمالات الحرب ضد إيران فى عام 2008 أى حتى نهاية فترة بوش واعتقد وفقا للمعطيات الواضحة الآن أن ايران أفلتت من الحرب المدمرة . وأن حسن إدارتها للصراع كان من أهم أسباب هذه النجاة وربما نعود لتفصيل ذلك فى وقت لاحق . ولكن مايهمنا الآن رصد تراجع قوى الغزو . ولكن المتآمرين لن يسلموا وهم قوة عظمى بكل ماتعنيه الكلمة من معنى عسكرى واقتصادى واعلامى ، ولذلك تراجعت أهدافهم فبعد العراق المحاصر وحزب الله ظنوا أن غزة الصغيرة هذه التى لاتكاد تبين على الخريطة هى الهدف التال ، انها النقطة الرخوة الضعيفة فى خاصرة جبهة الصمود والتصدى والمقاومة ( بعد تأجيل إيران وسوريا لأجل غير مسمى ) وهل يمكن أن تكون غزة إلا نقطة ضعيفة ربما نكون أخطأنا فى الحساب مع العراق ومع حزب الله ولكن غزة المسكينة هذه يمكن أن نفعصها بإصبع واحد . هكذا وسوس لهم الشيطان ودفعهم لخوض معركة نتائجها مضمونة 100% فهؤلاء مجرد مليون ونصف مليون معزولين عن العالم كل أسباب الحياة تأتيهم من اسرائيل العدوة ، وهم واقعون بين حدود الكيان الصهيونى المغلقة وحدود مصر التى يحكمها مبارك الصديق الذى لايعصى لنا أمراوبالفعل فهو يغلق المعبر منذ يونيو الماضى ولم يفتح إلا مرتين مرة لبعض العالقين ومرة للحجاج . إذن بإمكاننا هذه المرة أن نصفى بؤرة للمقاومة وكل الأوراق فى أيدينا فحلف دمشق طهران حزب الله لايمكنه الاتصال جغرافيا بالقطاع لإمداده بالسلاح أو الغذاء . وخطتنا ذات عدة شعب :1- قلاقل فى داخل القطاع ممن تبقى من عملاء أجهزة عباس – دحلان بما فى ذلك محاولة اغتيال هنية . 2- تحريض الجماهير على الثورة على حماس بسبب الجوع والضيق فى كل سبل المعيشة . 3- استمرار إحكام الحصار المصرى لعدم تسرب سلع أو معونات تخفف من هذا الوضع . 4- ضربات عسكرية موجعة توقع خسائر بشرية متصاعدة لأهالى القطاع وهذا حدث بشكل ملحوظ بعد أنابوليس . 5- استمرار مطالبة عباس لحماس بتسليم مفاتيح القطاع له!!6- استمرار المقاطعة السياسية المصرية والعربية والدولية لحماس وللقطاع .
ولكن المقاومة المسلحة التى ينعتها العملاء بالعبثية هى التى أفشلت هذا المخطط فتصاعد الصواريخ الذى أصبح يهدد دائرة من 160ألف يهودى خلق مشكلة داخلية ضاغطة على الكيان الصهيونى وحكامه . وعندما قام الجيش الصهيونى باجتياحات جزئية متوالية اكتشف المدى الذى تطورت إليه المقاومة خاصة كتائب عزالدين القسام فى مجال استهداف المركبات والدروع وعلى رأسها الميركافا ، وهو الأمر الذى صعب قرار الاجتياح الشامل للقطاع . وقد تعلم صانع القرار الصهيونى من هزيمة لبنان . فهو بإمكانه دخول القطاع وإحداث تدمير واسع ولكنه سيضطر للانسحاب من جديد دون أن يقضى على المقاومة بل يقضى على ماتبقى من سمعة الجيش الصهيونى . وأصبحت القضية المطروحة نعم يمكن أن ندخل القطاع ولكن كيف سنخرج منه ؟! وهنا كانت الصواريخ ( العبثية فى عرف العملاء) ضاغطة على صانع القرار الصهيونى فهم لن يستمروا يناقشون إلى الأبد حكاية اجتياح غزة فتفتق ذهنهم الشرير على خيار طالما هددوا به من قبل وهو قطع الكهرباء والماء . كان هذا القرار إعلانا باستبعاد قرار الاجتياح أى إعلانا ضمنيا بفشل الخيار العسكرى. وفى نفس الوقت كان ذلك من عمى البصيرة لأن إطفاء الكهرباء فى غزة أنار الضوء فى بلاد العرب والمسلمين التى لم تتفاعل من قبل مع حصار غزة بما يكفى فانفجرت انتفاضة شعبية عالمية لم تقتصر على العرب والمسلمين بل امتدت إلى كل قوى السلام المعادية للإمبريالية فانقلب السحر على الساحر حتى ان اسرائيل أعلنت فى اليوم التالى مباشرة عودة جزئية للكهرباء ولكن الوقت كان قد فات ، فقد آن أوان رفع الحصار كلية . وكان قرارا صائبا فى توقيته وهو عبور الحدود إلى مصر وسط بهجة شعبية متبادلة بين الشعبين وروعة تحطيم سايكس بيكو التى لاحظها محلل السى إن إن الخواجة ولم يلحظها عملاء الإعلام الرسمى المصرى عبيد أمريكا واسرائيل . مرة أخرى انقلب السحر على الساحر بل أصبح الساحر تحت المنضدة مختبئا من الجمهور لأن لعبته فشلت ولم يخرج الأرنب من القبعة!! عندما كان 750ألف فلسطينى يدخلون إلى مصر إن شاء الله آمنين كان بوش يتحول إلى قزم فاشل ورايس مختبئة عن الأضواء وعباس وجهه مسودا وهو كظيم وكأنه هو المحاصر وليس أهل غزة ، ومبارك يتشاور مع معاونيه عن التصريح الذى سيقوله . النظام المصرى لم يقصر مع أمريكا واسرائيل وبذل كل جهده فى تجويع وتركيع القطاع ولكن القطاع أراد أن يعيد قصة شمشون الجبار لأن أسطورة شمشون تقول انه كان غزاويا!! فهذا القطاع الذى لايمكن رؤيته بالعين المجردة على خريطة العالم هزم كل الثالوث الشيطانى : أمريكا – اسرائيل – العملاء العرب بالصواريخ البدائية ثم بهذه الهبة السلمية الرائعة التى ماكان للنظام المصرى أن يتعامل معها إلا بهذا الأسلوب الذى رأينا : إدعاء أنه هو الذى فتح الحدود وأنه لايسمح بتجويع الفلسطينيين ( دون أن يوضح لماذا جوعهم منذ يونيو الماضى؟!) ونحن على استعداد أن نجارى النظام المصرى فى ادعاءاته لو أنه التزم بها فما يهمنا هو الفعل ، ولكن النظام يعود للتضييق ويعود لشتائم كامب يفيد لكل ماهو عربى وفلسطينى واسلامى ويسعى للعودة إلى اتفاق المعابر البائس الذى يعيد الكاميرات الاسرائيلية والمراقبين الاوروبيين عملاء أمريكا. ونحن نقول للنظام إن الشعب المصرى جزء أساسى من المعادلة ولن نسمح بإذن الله بإغلاق المعبر من جديد على أشقائنا فى غزة . وقد كنا دائما نضع الشعب المصرى فى معادلاتنا رغم يأس الآخرين ورأينا كيف تحرك المصريون وكيف عاد الاخوان المسلمون إلى حركة الشارع بعد طول توقف وتمنع وماكان لهم إلا أن يدخلوا فى هذا المعترك دفاعا عن غزة فلله الحمد والشكر . وخرج الإعلام الغربى الذى هو أكثر موضوعية من إعلام الخدم والعملاء ليتحدث عن فشل جديد لجورج بوش بعد سلسلة الفشل فى العراق وأفغانستان وكوريا الشمالية ولبنان وإيران وسوريا وقالت السى إن إن وليس غيرها إن ملف أنابوليس وتسوية القضية الفلسطينية قد طوى تماما حتى نهاية فترة بوش. وعادت حماس والمقاومة من جديد لتصبح فى صدر المشهد كرقم صعب لايمكن تجاهله وما المحادثات التى أجرتها فى مصر إلا عنوان مرحلة جديدة . فلطالما رفض النظام المصرى التعامل مع السودان وإيران ولكنه فى النهاية وجد مصالح مصر أو وجد نفسه مضطرا للتعامل معهما . وإن التعامل مع حماس أوجب لأنها على حدود مصر وغزة تدخل فى صميم الوجود لامجرد الأمن المصرى . وبدأت العلاقات تؤتى أكلها : المئات من أهل غزة سافروا من مطار القاهرة إلى بلدان العمل والدراسة وتم السماح ل50 مريضا بالمرور للعلاج فى مصر أو غيرها من البلدان وأصبح مبدأ فتح المعبر غير مطروح للمناقشة ولكن الكيفية والوسائل هى التى تناقش .
كان من المفترض أن يأتى بوش فى شهر مايو للإطمئنان على تركيع حماس وأشك أنه سيأتى ولم يعد هذا هو المهم . فلقد فشلت الخطة ولله الحمد . قلت مرارا إن قطاع غزة محرر ولاينقصه إلا فتح المعبر وبتنظيم فتح المعبر يمكن أن نقول أن جزءا من فلسطين قد تحرر بالفعل بقوة السلاح . وطبعا النظام المصرى يحاول الهرب من هذه المسئولية بل وهذه المصيبة الكبيرة من وجهة نظره . فقد كان منذ أيام موكولا له تصفية القطاع بالإغلاق المستمر وبتدميرالأنفاق واليوم مطلوب منه أن يحتضن غزة اقتصاديا وأن يتحمل صواريخها ومقاومتها !! انظروا كيف انقلبت الأمور. واعتقد أن الأمور ستسير فى هذا الاتجاه رغم أنف العملاء . وكما ذكرت فإن الشعب المصرى وقواه الوطنية والاسلامية جزء لايتجزأ من هذه المعادلة فلسنا فى مقاعد المحللين أو المتفرجين .
ورغم أننا نركز على غزة لأنها قاعدة المقاومة والتصنيع الحربى المستقرة لعدم وجود أى جندى يهودى داخلها على امتداد أكثر من 40 كيلومتر طولا وحوالى 12 -22كيلومتر عرضا ، إلا أن الضفة الغربية ليست من الناحية السياسية والجماهيرية بعيدة تماما عن الحالة فى غزة . فالعمل المقاوم المسلح يتصاعد بشكل شبه يومى والاجتياحات والاعتقالات الصهيونية يومية . كما أن المزاج العام مع حماس والمقاومة وهذه شهادة الغربيين الذين لايحبون حماس ولاسيرة الاسلام والمقاومة . فاليهودى الأمريكى توماس فريدمان كان فى جولة صحفية بالضفة الغربية اتجه بعدها لزيارة بلد عربى حيث ذكر فى لقائه مع أحد المسئولين العرب أن الضفة الغربية كلها مع حماس!! وهذا مانقرأه فى العديد من التقارير الصحفية الغربية والاسرائيلية . وهذا سبب عدم تقديم تنازلات كبيرة لعباس لانهم يعرفون أنه معزول وغير قادر على تسويق أى اتفاق يمكن الوصول إليه . ولذلك فإن القول بأن أنابوليس أصبح فى مهب الريح ليس من قبيل المبالغة .وكان بوش يود أن يترك الحكم وقد حقق شيئا يمكن أن يفيد المرشح الجمهورى للرئاسة ولكن لايبدو أنه سيترك شيئا إلا الهزائم والاحباطات والفشل وقلة القيمة حتى بالنسبة للأوضاع الاقتصادية والسياسية الداخلية فى الولايات المتحدة حيث تأثر الوضع الاقتصادى بالنزيف الحربى المالى غير المتوقع فى العراق وافغانستان وتأثر الوضع السياسى بانتهاكات حقوق الانسان والقيم الديموقراطية فى المجتمع السياسى الأمريكى ذاته والتى تمت تحت شعار محاربة الإرهاب وجعلت أمريكا دولة بوليسية بصورة علنية من الطرازالأول !
(ملاحظة : أثناء كتابة هذه السطور وردت أنباء العملية الاستشهادية فى ديمونا وهومايؤكد أن المقاومة ستظل فى صعود وأنها تضرب فى أماكن جديدة وتستعيد أسلوب العمليات الاستشهادية وهوالأسلوب الأهم فى إيقاع أكبر الخسائر فى صفوف العدو. ونلاحظ أن المقاومة الموريتانية ضربت السفارة الاسرائيلية فى نواكشوط منذ أيام مما يعكس تنوع الضربات فى الشكل والزمان والمكان وسيرى الأعداء كل يوم أشكالا وألوانا متنوعة من المقاومة التى لايمكن التنبؤ بها ولامن أي مكان ستأتى الضربة القادمة ).
وعندما تستكمل عملية فك الحصار عن غزة فإن هذا سيصون قاعدة المقاومة هناك وسيكتمل النموذج العسكرى المقاوم لحزب الله اللبنانى فى غزة وستصبح اسرائيل بين فكى الكماشة. والآن يجلس ممثلو الأطراف الصهيونية والامريكية يقدرون الموقف فى ظل هذه الخسائر المتلاحقة . إن حملتهم المشتركة تنكسر فى كل مكان وليس فقط فى نقاط التركيز هذه : العراق – لبنان – غزة !
ونبدأ من الشرق حيث كانت بداية الحملة العسكرية لأمريكا والغرب عام 2001 فى أفغانستان ، والمحصلة النهائية لهذا الغزو أن المقاومة انتقلت إلى باكستان وأن النظام الموالى للغرب يترنح فى إسلام أباد فى حين لم يكسب الغرب أفغانستان بل تحولت كما هو معتاد فى التاريخ وكما كتبنا فى هذا الموقع منذ اللحظة الأولى إلى رمال متحركة ابتلعت جيوش الامبراطورية البريطانية والسوفيتية فلماذا لاتبتلع الجيوش الامريكية والغربية . لايوجد مسئول عسكرى فى الناتو لم يقر بالتعثر او الهزيمة فى افغانستان وكذلك وزير الدفاع الأمريكى ويتم تبادل الاتهامات بين الأطراف المختلفة وترفض ألمانيا زيادة قواتها وتتردد فرنسا . بينما قوات 36 دولة موجودة هناك ولكنها مختبئة داخل القواعد المحصنة ولاتخرج فى دوريات إلا لماما( هذا كلام وزير الدفاع الأمريكى!) . والقوى الأفغانية العميلة أضعف من أن تواجه المقاومة . وقد شارك المحتلون فى عزل القوى العميلة بكثرة استخدامهم للقصف الجوى الذى أدى إلى إصابة واستشهاد أعداد كبيرة من المدنيين.وفى آخرالتقارير المنشورة نقرأ فى صحيفة الواشنطن بوست مايلى :
'بعد أكثر من ست سنوات من الحرب التى خاضها التحالف فى أفغانستان، تجد منظمة حلف شمال الأطلسى قواتها فى حالة من الإنهاك والإجهاد والتوتر على كافة الأصعدة، خاصة مع عدم القدرة على تحديد مستويات القوات وطبيعة المهام التى تناط بها ومهام إعادة البناء وجهود مكافحة المخدرات والاستراتيجيات المتبعة فى التصدى لطالبان'.
وأضافت: 'بحسب ما يراه عدد كبير من مسئولى الولايات المتحدة ومسئولى منظمة الناتو فإن الإصابات والخسائر فى صفوف قوات التحالف تتصاعد بشكل خطير وذلك فى وقت تتكثف فيه الضغوط المحلية على الحكومات الداعمة لأمريكا فى أفغانستان مع وجود قناعة بأن الحرب فى هذا البلد لا تحرز تقدما'.
وتقول صحيفة التايمز البريطانية :
أن الوجود البريطانى بأفغانستان صار عديم الفائدة، داعية إلى الانسحاب منها ومغادرة البلاد.
وتحت عنوان: 'كفاية، حان وقت حزم الأمتعة ومغادرة أفغانستان'، قالت صحيفة التايمز: إننا جميعا نتعرض فى كل تحول من حياتنا لظروف نجد أنفسنا عاجزين أمامها عن التدخل, لكننا لا نجد حينها حرجا فى الإقرار بمحدودية ما يمكننا فعله.
نحن – البريطانيين- وصلنا إلى حدود ما يمكننا إنجازه بالقوة, ولا يهمنى ما يراه الأمريكيون أو غيرهم. فلم يعد يجدى إرسالنا لمزيد من القوات إلى أفغانستان, إذ لم يعد لدينا من الجنود ما يمكننا الاستغناء عنه وجنودنا المرابطون فى جبهة هلمند بأفغانستان منهكون.
ويشير الكاتب إلى أن آخر التقارير الواردة من أفغانستان وخاصة تقرير منظمة أوكسفام ترسم صورة لبلد عاجز, مما يعنى أن ما يقوم به البريطانيون حاليا هو إبقاء آلاف الجنود منتشرين بصورة دائمة فى مكان متوحش, موفرين دعما غير محدود لنظام حكومى هو فى الواقع مجرد ألعوبة.'
وأقر قائد قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) الجنرال جيمس كونواى بأن وزارة الدفاع (البنتاجون) لا تملك صورة واضحة عن حالة الحرب فى أفغانستان, مرجعا ذلك إلى إعطاء القادة الأمريكيين بالميدان تقييما إيجابيا فى الوقت الذى تشير فيه تقارير الاستخبارات لوضع أكثر سلبية.
ونقلت الجزيرة قوله إن القادة الأمريكيين أشاروا إلى إحراز تقدم من أبرزه إخفاق مقاتلى طالبان فى شن هجوم فى فصلى الربيع والصيف الماضيين, بالإضافة إلى مقتل عدد من قادة الحركة, مخالفين بذلك تقارير أظهرت تزايد وتيرة هجمات طالبان والخسائر البشرية واتساع الأراضى المسيطر عليها وتأثير الحركة على القبائل الأفغانية.
وحذر تقرير صادر عن مجلس خبراء عسكرى فى أمريكا بإشراف الجنرال المتقاعد جيمس جونز: 'هناك تغييرات عاجلة مطلوبة الآن لمنع أفغانستان من أن تتحول إلى دولة فاشلة'.
وقال التقرير: 'سيطرة طالبان على الأجزاء المأهولة بالسكان تتزايد بشكل خطير وجهود الإصلاحات المدنية وإعادة البناء والتطوير لا تتم بالصورة المطلوبة فى كافة أنحاء البلاد خصوصا فى الجنوب'.
وأضاف التقرير: 'مما يزيد من سوء الأوضاع أن كل دولار من المساعدات يصرف على أفغانستان، يذهب أقل من عشرة بالمائة فقط منه مباشرة إلى الأفغان، وهذا سبب ضعف مستويات إعادة البناء والإصلاح'.
وأردف أن هناك تحديات وصعوبات كبيرة تواجه جهود إصلاح القطاع المدنى على الرغم من المصادر الهائلة التى يتم الدفع بها فى أفغانستان.
ووفقا لوكالة فرانس برس قال تقرير مجلس الخبراء: 'إذا تحولت أفغانستان إلى دولة فاشلة فستكون النتائج الاستراتيجية المحتملة شديدة السوء وستضر بالاستقرار الإقليمى، وتنعكس سلبا على الحرب ضد الجهاديين والمتطرفين الدينيين'.
وأشار التقرير كذلك إلى خطورة انهيار الأوضاع فى أفغانستاعن جهودن فيما يتعلق بمستقبل منظمة حلف شمال الأطلسى والتحالف العسكرى بين الدول المشاركة فى المنظمة.
والحقيقة فإن الضغط على طالبان فى أفغانستان جعلها تتمدد فى المنطقة الباشتونية فى باكستان ومعها تنظيم القاعدة وهو ماأدى إلى نقل أجواء المقاومة المسلحة إلى باكستان وبالتالى فإن الحديث متواتر كما هو واضح عن أزمة نظام مشرف الذى انتهى عمره الافتراضى وهو مرشح للسقوط فى أى وقت وفى كل الأحوال فإن حملته فى منطقة القبائل تواجه بشراسة غير عادية وهى منطقة وعرة ومسلحة ولاتقبل التدخل المركزى فى شئونها منذ تأسيس دولة باكستان! بل إن هيبة القوات الباكستانية كجيش أو شرطة قد تم تدميرها فى هذه المناطق من خلال كثرة الاصابات والقتلى والاختطاف . وعندما سئل مؤخرا خبير الإرهاب فى وزارة الخارجية الامريكية عن أكثر المناطق تعرضا للإرهاب فى الفترة القادمة كانت إجابته مذهلة حين قال : باكستان (هذا طبيعى وغير مذهل ) ولكنه أضاف : بنجلاديش وأوروبا! ' اذن فإن حركة طالبان التى أطيح بها فى كابول تمددت فى باكستان وبنجلاديش ثم عادت لتتمدد فى أفغانستان مرة أخرى . أما عن استعادة القاعدة لنشاطها فهو واضح فى أفغانستان وباكستان وشمال افريقيا بغض النظر عن تحفظاتنا عن النهج العام للقاعدة والذى يختلف من ساحة إلى أخرى وايجابيات هذا النشاط تتمثل فى استهداف أهداف صهيونية وأمريكية . المهم فى سياقنا الحالى فنحن أمام فشل أمريكى مزدوج فى غزو فغانستان : القضاء على كل من طالبان والقاعدة . بل عندما تقرأ مذكرات جورج تنت رئيس المخابرات المركزية الأمريكية تتعجب من الحيز الذى تشغله القاعدة أو مايسمى الإرهاب من عقل ووقت أكبر جهاز استخبارى فى العالم حتى قبل 11 سبتمبر وحتى الآن . مثلا يقول تنت عن جهود جهازه فى أواخر يونيو 2001 : أطلقنا بالتعاون مع شركاء خارجيين مساعى تفكيكية فى 24 بلدا. وكنت أنا ورؤساء فرق مكافحة الإرهاب لدينا على اتصال مباشر مع 18 رئيس جهاز استخبارات أجنبى طالبين مساعدتهم ' ويقول أن صيف وخريف 2001 شهد إغلاق السفارات الأمريكية بناء على توصيات جهازه وغادرت سفن البحرية موانىء الشرق الأوسط وتوجهت إلى عرض البحر لتجنب هجمات محتملة ( ص 169 من الطبعة العربية من المذكرات)
هذا قبل 11 سبتمبر ولكن ماذا بعد ها ؟ تفهم من مذكرات تنت انه لم يكن ينام الليل بسبب القاعدة والمهم مايقوله عن حجم الإجراءات العملية بعد 11 سبتمبر :' زدنا حجم مركز مكافحة الإرهاب فى السى آى ايه أربعة أمثال وأجرينا تنقلات كبرى فى العاملين والأموال وأوقفنا العمليات وخفضناها فى العديد من أنحاء العالم لندعم الهجوم الذى نشنه على القاعدة '.
وتشير آخر التقارير الأمريكية إلى ان القاعدة قد استعادت حيويتها وضمت عناصر جديدة وتكيفت على اوضاعها الجديدة فى باكستان وافغانستان .
اذا اتجهنا غربا سنجد إيران قد عززت من مكانتها السياسية والعسكرية والاستراتيجية بحيث كما ذكرنا يمكن أن نرجح أنها تجنبت الحرب التدميرية ولكنها لن تسلم من محاولات الاحتواء والحصار والعقوبات الدولية وهو أمر لم يعد يجد فى ظل شبكة العلاقات الاستراتيجية العالمية والاقليمية التى نسجتها ايران بل يمكن القول أن ايران تحولت إلى مرحلة الهجوم فهى التى تزعج القوات الأمريكية فى العراق وافغانستان من خلال امدادات السلاح أو الحلفاء وهى تطبع علاقاتها بوتائر متزايدة مع دول الخليج ومصر وسائر الدول العربية والاسلامية وتقيم علاقات استراتيجية مع موسكو وبكين. وتواصل تحقيق اختراقات تكنولوجية فى مجالات شتى . ( أثناء كتابة هذا المقال تلقيت النبأ التالى :
أعلنت إيران عن إطلاق أول منظومة فضائية محلية الصنع للأغراض العلمية والبحثية.
وقامت القوات الإيرانية بإطلاق صاروخ ' سفير'، الحامل للأقمار الصناعية الذي يعتبر المرحلة الأولى لإطلاق القمر الصناعي (اميد).
وتشمل المنظومة القمر الصناعي ومحطات تحت الأرض إضافة إلى محطات إطلاق فضائية تم تصنيعها في مؤسسة التصنيع العسكري الإيرانية.
وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية 'إيرنا' قالت إن الإطلاق يهدف إلى جمع المعلومات الكافية عن أجواء الطيران قبل إطلاق القمر الصناعي في المستقبل.
وأضافت أن إيران قامت باختبار منصة لإطلاق أول قمر اصطناعي، فيما ستستعمل المحطة لإطلاق ثاني قمر اصطناعي إيراني التي الفضاء‌أوائل آذار/ مارس لعام ألفين وتسعه.
وتمتلك إيران حاليا قمرين صناعيين أطلقا من محطات أرضية روسية لكنها تريد إطلاق القمر (اميد)، الذي تعتبره انجازا تحققه الخبرات الإيرانية الداخلية.'( انتهى الخبر)
العراق .. مايزال النزيف الأمريكى مستمرا وعام 2007 كان الأكثر دموية وفقا للإحصاء الأمريكى والأهم أن أمريكا لم تحقق اى هدف من أهدافها من الغزو . فلا العراق تحول إلى نموذج غربى يشع فى المنطقة بل تحول إلى بلد الكوارث من كل شاكلة وطراز ، ومستقبل العراق يمكن أن يكون فى أى اتجاه إلا التبعية للولايات المتحدة . ولايوجد افق أمام أمريكا إلا الانسحاب ولعل هذا سيحدث فى ظل رئيس أو رئيسة ديموقراطية .
سوريا .. بعد أن كانت اللهجة ضدها بالغة الحدة وتقارير مليس وبراميرتز تترى وكأن رأس سوريا على المقصلة وجدنا رئيسة الكونجرس تأتى لزيارتها ثم تدعى فى النهاية إلى حفلة أنابوليس . وتحرص اسرائيل على إبلاغها باستمرار أن المناورات التى تجرى ليس لها أى نوايا عدوانية!! ولاندرى من اين تعلمت اسرائيل هذا الذوق والاتيكيت !؟
وفى لبنان ليس لدينا الكثير لنقوله الآن بعد صدور تقرير فينوجراد الذى أقر بأن حرب 2006 فى لبنان كانت اخفاقا كبيرا لاسرائيل . وأهمية ذلك أن لبنان اكتسب قوة ردع فلم يعد بإمكان المستوى السياسى فى اسرائيل اتخاذ قرار بحرب لبنان بسهولة وقد ذكرت ذلك منذ نهاية الحرب ، فلم نكن فى احتياج لتقرير فينوجراد لنعرف أننا انتصرنا ولكن التقرير قذى فى عين حكامنا المنافقين الذين أكثروا من التبجح حول مسئولية حزب الله عن تدمير لبنان بدون فائدة! ويكفى أن نشير إلى تصريح لموفاز رئيس أركان العدو السابق الذى قاله فى الكنيست والذى جاء فيه ن القوة الصاروخية لحزب الله قد تضاعفت 3 مرات منذ نهاية حرب 2006 حتى الآن . وهو الأمر الذى أكده السيد حسن نصرالله المعروف بمصداقيته .
والحقيقة فإن قوس المقاومة وإن كان يبدأ من وزير ستان فإنه لايتوقف عند غزة بل يمتد إلى أسفل عبر الحركة الوطنية والاسلامية المصرية السلمية من اجل حماية المقاومة وإحداث التغيير فى مصر عبر وسائل سلمية ، نقول يمتد الهلال إلى السودان الصامد الذى تأتى التطورات فى المنطقة لصالحه خاصة فى كينيا وتشاد . انتهاء بالصومال الذى تزدهر فيه المقاومة يوما بعد يوم ضد الغزو الاثيوبى المدعوم أمريكيا رغم كل المحن والدمار وسفك الدماء . وعلى ضفاف هذا الهلال المقاوم توجد تركيا العدالة والتنمية التى هى أحن على الأمة من حكام العرب الظلمة العملاء فتتعاون مع سوريا وإيران بعد أن رفضت المشاركة فى غزو العراق . وبين أركان هلال المقاومة والصمود توجد أنظمة فاقدة الشرعية ترتعد من الهزيمة الصهيونية الأمريكية وتعرف أن نهايتها قد اقتربت لأنها استندت فى شرعيتها على مساندة أمريكا عدوة الأمة وحليفتها اسرائيل ، لذلك هم يدافعون عن أنفسهم بأكثر ممايدافعون عن أمريكا أو اسرائيل ولكنها حلاوة الروح فلا مستقبل لهم فى المدى المرئى بإذن الله .
ونعود فى النهاية إلى مصر ... إن دورنا فى المدى القريب هو حماية أقرب قاعدة للمقاومة لنا وهى غزة ، بل إن الأمة كلها مطالبة بذلك طالما أن الحلف الصهيونى الأمريكى يضعها على أعلى سلم أولوياته فى هذه اللحظة . ورغم الانتصار السياسى الذى تحقق فى فك الحصار جزئيا عن غزة فإن علينا القيام بجهد وافر لحماية ماتحقق بالفعل وضمان استمرار فتح المعابر بين مصر وغزة .
إن الأمة تتقدم .. إن جحافل المقاومة تتقدم على أفق من واسع من وزير ستان إلى غزة ومن غزة إلى مقديشيو فتعالوا نشارك بنصيبنا بالعمل الجماهيرى السلمى المساند للمقاومة الفلسطينية ولنكن نحن المصريين حاضنة المقاومة فى غزة ولنحميها بالمهج والأرواح . والله من وراء القصد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.