كشف موقع ديبكا الإسرائيلي الشهير -المقرب من دوائر الأمن ووزارة الحرب في الكيان الصهيوني- عن أن ثمة "غرفة عمليات إقليمية عليا" على مستوى المنطقة هي "المدير الحقيقي" للحرب على غزة، وهي التي تتخذ القرارات بشأن ما يجري. وقال: إن هذه القيادة العليا تضم ثلاثة أشخاص؛ هم: الملك عبد الله بن عبد العزيز، والمشير عبد الفتاح السيسي، وبنيامين نتنياهو. وقال الموقع في تقرير نشره الجمعة 25-07-2014 تحت عنوان "The Gaza War against Hamas Is Managed by a Troika: Abdullah, Sisi and Netanyahu" أو (الحرب على غزة تدار بواسطة ترويكا تضم عبد الله والسيسي ونتنياهو) إن "القيادة العليا المشتركة المشار إليها هي التي يصدر عنها فعليا كافة القرارات، وإن هؤلاء الرجال الثلاثة لا يثقون لا بالاتصالات الهاتفية ولا الانترنت خوفاً من تسرب المعلومات، حيث يعتمدون أسلوب إرسال أشخاص وبحوزتهم الرسائل المراد تبليغها"، وأن هناك اتصالات تجرى بين الثلاثة. وقال الموقع الصهيوني: إن الخطة بين الدول الثلاثة تقوم على أن "تتفق المملكة العربية السعودية ومصر إسرائيل على أن من الضرورة بمكان تفكيك قدرات حماس العسكرية، بما في ذلك مخزونها من الصورايخ وشبكة الأنفاق والملاجئ ، وبعد أن ينتهي جيش الدفاع الإسرائيلي من تدمير حماس كقوة إرهابية، ستعكف مصر والمملكة العربية السعودية والسلطة الفلسطينية على إقامة حكومة جديدة ووضع آليات أمنية في مدينة غزة لملئ الفراغ الذي سينجم عن اندحار حماس". وقال الموقع الإسرائيلي : "في الظاهر هناك ثلاثة رجال هم الذين يديرون عملية الجرف الصامد الإسرائيلية في غزة هم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع موشيه يعالون ورئيس هيئة أركان جيش الدفاع الإسرائيلي الجنرال بيني غانتز ، إلا أن هذه ليست القصة الكاملة ، فعلى المستوى الإقليمي. وبحسب معلومات حصرية حصل عليها موقع ديبكا من مصادر استخباراتية، هناك قيادة عليا مشتركة هي التي تصدر عنها فعلياً كافة القرارات، وتتكون من العاهل السعودي الملك عبد الله، والمصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو"، وفق الموقع. وأشار الموقع إلى أن هذه "الترويكا" في حالة تواصل دائم حول مجريات الأمور في الحرب، وتتشاور فيما بينها بشأن الخطوات القادمة . وسبق للكاتب البريطاني ديفيد هيرست رئيس تحرير موقع "ميدل ايست آي" البريطاني، أن قال في مقال له نشر في 21 تموز/ يوليو الجاري: إن "السعودية هي صاحبة الدور الأكبر في العدوان الإسرائيلي على غزة إلى جانب مصر والإمارات". وتحدث هيرست عن "سر العلاقة بين إسرائيل والسعودية"، مؤكدا أن العدوان على غزة "جاء بأمر ملكي سعودي"، وأن مسؤولي "الموساد" والمخابرات السعودية يجتمعون بانتظام. وأكد هيرست في مقالته المنشورة بموقع "هافنغتون بوست" تحت عنوان (Attack on Gaza by Saudi Royal Appointment) أي (الهجوم على غزة بمرسوم ملكي سعودي) أن هناك عدة أطراف لها مصلحة بإنهاء حكم حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ساهمت في العدوان علي غزة على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تبدو سعيدة بمثل هذه الضربة لحماس ، وكذا دول خليجية كالسعودية والإمارات، فضلا عن مصر. وردا على اتهام هيرست، قال السفير السعودي في لندن: إنه "من الصعب أن نصدق مثل هذه التخريفات المطلقة، ومثل هذه الأكاذيب التي لا أساس لها مكتوبة من قبل شخص يزعم أن يكون رئيس تحرير لأي وسيلة إعلامية". وزعم "ديبكا" أن الملك السعودي عبد الله ونتنياهو "يبذلان جهودا مضنية للحفاظ على سرية الاتصالات بينهما، وذلك بسبب الحساسية السياسية والدينية للعلاقة بينهما"، وقال أن هذه الاتصالات "تجري بشكل مباشر وسري بين كل من الأمير بندر بن سلطان، الذي عينه الملك عبد الله مؤخرا مستشارا ملكيا خاصا من جهة، ورئيس الموساد تامير باردو من جهة أخري". وقال الموقع الاستخباري الإسرائيلي: إن “حوار السيسي مع نتنياهو يجري بشكل غير مباشر من خلال فريق يتشكل من ثلاثة رجال من قسم الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، هم: رئيس الشين بيت يورام كوهين، والذي يتردد على مصر بشكل منتظم، والجنرال الاحتياط عاموس جلعاد، الذي يبقي مدير المخابرات المصرية محمد أحمد فريد التهامي الباب مفتوحا أمامه على مصراعيه، والمنسق السياسي لوزارة الدفاع الإسرائيلية إسحاق مالخو، كبير مستشاري نتنياهو وموضع ثقته". وأضاف ديبكا: "إنها المرة الأولى في تاريخ الشرق الأوسط التي تشن فيها حرب إسرائيلية ضد عدو عربي ومسلم بشكل مشترك مع دولتين عربيتين ، والأكثر من ذلك، أن داعمي حملة إسرائيل الحربية ضد غزة هم أكثر الدول العربية ثراء وأكبرها حجما: المملكة العربية السعودية ومصر”، وفق ما زعمه التقرير!!. وقال الموقع الاستخباري الإسرائيلي: إن التعاون بين هذه الدول الإقليمية يقوم على عدة مبادئ، تتضمن قيام إسرائيل بتحطيم حركة حماس مهما طالت مدة الحرب، بمقابل تعهد السعودية بتغطية تكلفة الحرب، وتنفيذ عمليات إعادة الأعمار بعد انتهاء الحرب بالتعاون مع الإمارات ودول خليجية أخرى، فيما تقوم مصر والسعودية والسلطة الفلسطينية بالعمل على تشكيل حكومة فلسطينية جديدة خلفا لحكومة حركة حماس. وبحسب التقرير، فقد تعهد نتنياهو بالموافقة على إعادة الوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وإقامة دولة فلسطينية تحت الوصاية السعودية - المصرية، بمقابل تعهد مصر والسعودية بمنع أي ضغط دولي على الحكومة الإسرائيلية لإيقاف الحرب، وقد تم ذلك، بحسب الموقع، من خلال طرح المبادرة المصرية التي كانت تعلم هذه الأطراف أنها سترفض من قبل حماس، وستقبل بارتياح من قبل إسرائيل، ما شكل مبررا للحكومة الإسرائيلية باستمرار حربها على غزة، وبأقل حد ممكن من الضغط الدولي، بذريعة رفض حماس للمبادرة المصرية، كما جاء في تقرير الموقع .