كشف الصحفي والكاتب البريطاني المعروف ديفيد هيرست عن أن أيادٍ عربية كثيرة تقف وراء المذبحة التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في غزة ، واتهم السعودية بالوقوف وراءه قائلا في مقال نشره أمس الأحد أن الهجوم على غزة "جاء بمرسوم ملكي سعودي" ، وقال أن مسئولين بالمخابرات السعودية يجتمعون بمسئولين بالموساد بشكل منتظم . وأكد هيرست في مقالته المنشورة بموقع "هافنغتون بوست" تحت عنوان : (Attack on Gaza by Saudi Royal Appointment) أي (الهجوم على غزة بمرسوم ملكي سعودي) أن هناك عدة أطراف لها مصلحة بإنهاء حكم حماس والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ساهمت في العدوان علي غزة على رأسها الولايات المتحدةالأمريكية التي تبدو سعيدة بمثل هذه الضربة لحماس ، وكذا دول خليجية كالسعودية والإمارات ، فضلا عن مصر . الدور السعودي قال هيرست أن الهجوم على غزة "جاء بمرسوم ملكي سعودي"، مشيرا إلى أن "هذا الإذن الملكي ليس إلا سراً معلناً داخل إسرائيل، حينما يتحدث عنه مسئولو الدفاع السابقون والحاليون فإنهم يتحدثون عنه بأريحية" ، ولكن "هيرست" لم يشر إلى مصادره التي استقى منها تلك المعلومات . ولكنه قال لتوضيح ما يقصده أن : "وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز فاجأ مقدم نشرة أخبار القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي حينما قال له إن على إسرائيل أن تحدد دوراً لكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في عملية نزع سلاح حماس " ، وحينما سئل عما قصده بذلك، أضاف بأنه ينبغي استخدام الأموال السعودية والإماراتية لإعادة بناء غزة بعد تعطيل حماس . وأضاف : "أما عموس جلعاد، رجل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية الذي كان همزة الوصل بين إسرائيل ومصر في عهد مبارك ويشغل الآن منصب مدير دائرة السياسات والعلاقات السياسية العسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلي فقد أخبر الأكاديمي جيمز دورسي مؤخراً بما يلي : كل شيء تحت الأرض، لا شيء معلن. إلا أن تعاوننا الأمني مع مصر ودول الخليج لا مثيل له. نعيش الآن أفضل فترات العلاقات الأمنية والدبلوماسية مع العرب." وأشار هيرست الي تعمد الملك عبد الله الإعلان عن أنه هاتف الرئيس عبد الفتاح السيسي ليبلغه بموافقته على المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار التي لم تعرض على حركة حماس، الأمر الذي دفع جيروزاليم بوست إلى نقل آراء محللين سياسيين تساءلوا ما إذا كانت هناك نية حقيقية في التوصل إلى وقف لإطلاق النار ، وقال أن مسئولين من المخابرات السعودية" يجتمعون بمسئولين من الموساد بشكل منتظم ، وتساءل : "ما هو سر ارتياح الدبلوماسية السعودية والإسرائيلية لبعضهما وإقبالهما على العمل معاً؟" . وأجاب على تساؤله بالقول "منذ عقود والبلدان تشعران بالرعب كلما نظرا حولهما، وكانت ردود فعلهما باستمرار متشابهة وكان كل منهما يشعر بأن بإمكانه تأمين نفسه ضد جيرانه فقط عبر غزوهم (لبنان، اليمن) أو من خلال تمويل حروب بالوكالة أو تمويل انقلابات (سوريا، مصر، ليبيا) . وأضاف : "هما يشتركان في مواجهة نفس القائمة من الخصوم - إيران، تركيا، قطر، حماس في غزة، والإخوان المسلمون. كما أنهما يشتركان في نفس الحلفاء أيضاً - مؤسسات الصناعة العسكرية في الولايات المتحدة وبريطانيا، ورجل فتح القوى ورجل أمريكا محمد دحلان الذي حاول مرة الاستيلاء على غزة، ولربما يكون على الاستعداد للقيام بنفس الدور عند الحاجة إليه". وتابع هيرست قائلا : "الذي اختلف اليوم هو أن البلدين، ولأول مرة في تاريخهما، يجري بين مؤسستيهما العسكريتين تنسيق علني ، والأمير تركي الفيصل، ابن أخ الملك عبد الله، هو الواجهة العلنية لهذا التقارب، والذي كان أول مؤشر عليه نشر السعودية لكتاب من تأليف أكاديمي إسرائيلي. في شهر مايو سافر الأمير تركي إلى بروكسيل للالتقاء بالجنرال عموس يدلين؛ رئيس مخابرات سابق صدرت بحقه إدانة من محكمة في تركيا لدوره في الهجوم على سفينة مافي مرمرة " . ونوه الكاتب البريطاني الي أن الأمير تركي من أشد المتحمسين والداعمين لمبادرة السلام التي طرحها العاهل السعودي، الملك عبد الله وكتب مقالاً بليغاً نشر له في صحيفة هآرتس حول آفاق السلام، وقال هيرست : "أن ترويج الأمير تركي لمبادرة السلام العربية؛ تكلفته هي تخلي المملكة عن موقفها التاريخي الداعم للمقاومة الفلسطينية" . وأشار هيرست إلى أنّ هذه هي النقطة التي أكد عليها المحلل السعودي جمال خاشقجي حينما تحدث بلغة مشفرة عن عدد المفكرين الذين يهاجمون فكرة المقاومة، قائلاً: "للأسف نصيبنا منهم نحن السعوديون أكبر من المعدل المعقول بشكل سيؤدي لو استمر إلى تدمير رصيد المملكة المشرف المؤيد والمنافح عن القضية الفلسطينية منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود" . الدور الأمريكي لمساندة العدوان وأشار الكاتب إلى أدلة على الرضا الأمريكي عن العدوان الإسرائيلي على غزة ومنها حديث جون كيري في برنامج "قابل الصحافة" على قناة إن بي سي (الأمريكية) يوم الأحد قائلاً بأن إسرائيل لها كل الحق في الدفاع عن نفسها، بينما كانت ترد مشاهد المذبحة في شوارع الشجاعية علي شاشات الفضائيات . ومن أدلة الرضا الأمريكي عن الحرب الإسرائيلية على غزة أيضا حديث السفير الأمريكي دان شابيرو لنشرة أخبار القناة الإسرائيلية الثانية الذي أكد فيه : "أن الولايات المتحدة ستسعى لمساعدة وتعزيز القوى المعتدلة في قطاع غزة، ويقصد بذلك السلطة الفلسطينية". الدور المصري في دعم العدوان وقال هيرست أن الطرف الأخر المعني بإنهاء حماس والمقاومة في غزة، هو النظام الجديد في مصر قائلا : "إنها لا يحزنها ما يجري في غزة من قتل ، بل لقد حمل وزير خارجيتها سامح شكري حماس المسؤولية عن مقتل المدنيين بعد رفضها لوقف إطلاق النار" . وقال هيرست أن هناك رغبة مصرية أمريكية مشتركة لمساندة نتنياهو رغم انه "لا يعيرهما اهتماماً بقدر ما يهمه أمر الشريك الثالث غير المعلن في هذا التحالف غير المقدس (السعودية) لأن أياً منهما لا يملك منفرداً منحه الغطاء الذي يحتاجه لعملية عسكرية بهذه الشراسة" !. وختم هيرست بقوله : "ما من شك في أن السلام سيرحب به من قبل الجميع، وخاصة من قبل غزة في هذه اللحظة، إلا أن الطريقة التي يسعى من خلالها حلفاء إسرائيل في مصر والمملكة العربية السعودية لتحقيقه، من خلال تشجيع إسرائيل على توجيه ضربة قاصمة لحماس، يثير الشكوك حول ما يجري هاهنا " . http://www.huffingtonpost.com/david-hearst/