منذ الخميس الماضى ، تصاعدت التوترات السودانية بشكل دراماتيكي، بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني بقيادة البرهان، بعد بيانات متبادلة محتقنة بين الجانبين، فيما تسارعت التحركات العسكرية الطارئة من الجانبين بالعاصمة الخرطوم ومدينة مروي شمال البلاد، عقب ساعات من انقضاء المهلة الأخيرة لتوقيع الاتفاق الإطاري بين المدنيين والعسكريين وتشكيل الحكومة الجديدة، في 11 أبريل الجاري.
واأمس السبت، أعلنت نقابة أطباء السودان، مقتل 3 مدنيين وإصابة العشرات بعضهم في حالة غير مستقرة، في الاشتباكات بين قوات الجيش والدعم السريع بالخرطوم.
ودخل الطيران الحربي التابع للجيش السوداني في الاشتباكات الدائرة مع قوات الدعم السريع، قبل أن يعلن عن احتراق طائرة مدنية واحدة على الأقل في مطار الخرطوم.
وكشفت وسائل إعلام محلية وشهود عيان، عن تحليق طيران عسكري فوق مطار الخرطوم الدولي.
قبل أن يعلن مصدر عسكري، أن الطيران الحربي من قاعدة وادي سيدنا العسكرية، يشارك في دعم قوات الجيش السوداني.
يأتي ذلك في وقت سمع دوي انفجار ضخم في العاصمة السودانية، تحدثت وسائل إعلام أنه ناتج عن تدمير الطيران الحربي لمعسكر تابع لقوات الدعم السريع في منطقة شرق النيل.
وقال الجيش السوداني في بيان نشره عبر حسابه بموقع فيسبوك إن "القوات الجوية السودانية تقوم بتدمير معسكر طيبة ومعسكر سوبا التابع لمليشيا الدعم السريع المدعومة خارجيا".
يأتي ذلك في وقت تداول فيه ناشطون مقاطع فيديو وصورا تظهر احتراق طائرة مدنية واحدة على الأقل في مطار الخرطوم، حيث يزعم كلا الطرفين سيطرته عليه.
كما أظهرت مقاطع فيديو بثتها وسائل إعلام سودانية، حالة الهلع بين المسافرين في مطار الخرطوم الدولي بعد اقتحامه من قبل قوات الدعم السريع والسيطرة عليه.
pic.twitter.com/bP7NoyCAg3
والسبت، اندلعت اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" وصلت إلى محيط قيادة الجيش في وسط العاصمة الخرطوم، ومناطق استراتيجية أخرى داخل العاصمة، فيما يتبادل الطرفان الاتهامات بالتسبب بأعمال القتال. يشار إلى أن هذه الاشتباكات اندلعت قبل ساعات من لقاء مرتقب بين البرهان وحميدتي، حسبما أكده قادة حركات مسلحة السبت، حين أعلنوا أن جهودهم لنزع فتيل الأزمة أقنعت حميدتي بعدم التصعيد، وأنه أبلغهم باستعداده للجلوس مع البرهان للوصول إلى حل جذري للأزمة. وتدور في الخرطوم وعدد من مدن السودان اشتباكات عنيفة بين قوات حميدتي والبرهان، وسط تعهدات من حميدتي بالقبض على البرهان، وتحميل الأخير الدعم السريع المسئولية ، فيما تدخل الطيران الحربي بالمعارك، لضرب قوات حميدتي.
و وصلت المعارك إلى محيط قيادة الجيش في وسط العاصمة الخرطوم، ومناطق استراتيجية أخرى داخل العاصمة، فيما يتبادل الطرفان الاتهامات بالتسبب بأعمال القتال.
وتزعم قوات "الدعم السريع" التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) أن قوات تابعة للجيش بآليات عسكرية حاصرت مقرها وقصفته، في حين وصفت القوات المسلحة السودانية في بيان قوات "الدعم السريع" ب"المتمردة".
وفي السياق، نشرت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري بيانا طالبت فيه بوقف العدائيات فورا، وتجنيب البلاد شر الانزلاق لهاوية الانهيار الشامل، مناشدة الأسرة الدولية والإقليمية، المساعدة عاجلا في وقف هذه المواجهات الدموية، والامتناع عن أي فعل يؤجج الصراع ويزيد اشتعاله.
حرب بيانات وقال الجيش السوداني، في بيان أصدره في وقت مبكر، الخميس، إن "الدعم السريع حركت قوات في العاصمة والولايات دون إخطاره، وهو ما نفته الأخيرة".
وأضاف البيان أن تحركات قوات الدعم السريع داخل العاصمة والولايات مخالفة لمهام ونظام عملها .
بيان مضاد بدورها، قالت قيادة قوات الدعم السريع، في بيان مضاد، إن "تحركاتها في الخرطوم ومروي طبيعية لتحقيق الأمن والاستقرار وتأتي بالتنسيق مع قيادة القوات المسلحة السودانية".
وذكر الدعم السريع في البيان أنها قوات قومية تضطلع بعدد من المهام والواجبات الوطنية التي كفلها لها القانون، وهي تعمل بتنسيق وتناغم تام مع قيادة القوات المسلحة، وبقية القوات النظامية الأخرى في تحركاتها.
وفي وقت سابق الخميس، نقلت قناة "الجزيرة" القطرية عن مصدر عسكري بالجيش السوداني تأكيده بأن "القوات المسلحة طالبت قوات الدعم السريع بالانسحاب من منطقة تمركزها الجديدة في مروي في غضون 24 ساعة، وإن لم تفعل فسيتم إجبارها على ذلك".
وقال المصدر إن "الدعم السريع، حركت قوات ضخمة في مدينة مروي شمال البلاد دون إخطار الجيش، وإنه تم استدعاء قوات من مناطق أخرى لمواجهة الموقف".
وأظهرت "الخليج الجديد – ميديا" المسافرين وقد انبطحوا على الأرض، مع هلع وفوضى داخل صالة مطار الخرطوم الدولي بسبب الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع داخل المطار.