واصلت أسعار الدواجن ارتفاعها في الأسواق المحلية في سياق موجة غلاء جديدة تهدد الطبقات المتوسطة والفقيرة بفقدان مصدر غذائي أساسي تعتمد عليه، في ظل عجزها عن شراء اللحوم الحمراء التي تجاوزت أسعارها كل التوقعات، بسبب سياسات نظام الانقلاب التي تستهدف تجويع المصريين وشغلهم بلقمة العيش، حتى لا يثوروا ضد عصابة العسكر . شهدت الأسواق المصرية خلال الأيام الماضية ارتفاعا ملحوظا في أسعار الدواجن بكل أنواعها البيضاء أو الفراخ البلدي بجانب ارتفاع أسعار البيض أيضا، ومع اقتراب شهر رمضان الكريم فمن المتوقع أن ترتفع الأسعار أكثر، وتراوح سعر كيلو الفراخ البيضاء ما بين 33 و37 جنيها، بينما تراوح سعر كيلو البانيه ما بين 75 و80 جنيها، وكيلو الوراك ما بين 41 و45 جنيها، أما الفراخ الحمراء فيتراوح سعر الكيلو منها ما بين 45 و48 جنيها. وقال عدد من أصحاب محلات الدجاج إن "ارتفاع أسعار الدواجن أدى إلى كساد في السوق، مؤكدين أنهم يحققون خسائر بعد انخفاض القوة الشرائية للمواطنين وعدم إقبالهم على الشراء".
تكلفة الإنتاج من جانبها أرجعت شعبة الدواجن باتحاد الصناعات هذا الارتفاع إلى ارتفاع عوامل التكلفة والإنتاج، مؤكدة أن فصل الشتاء يشهد برودة الجو، مما ينعكس على زيادة تكلفة التدفئة ، حيث يحتاج الكتكوت إلى تدفئة 24 ساعة ومع ارتفاع أسعار الكهرباء والبنزين وعوامل النقل وارتفاع أسعار الأعلاف، كل هذا أدى إلى ارتفاع الأسعار. وأكدت الشعبة فى بيان لها أنه ، رغم ارتفاع أسعار الفراخ إلا أنه خلال عام 2021 لم تحقق أي شركة أو مزرعة فراخ ربحا ، فأدى لخروج عدد كبير من مربي الدواجن من السوق والاتجاه إلى أنشطة أخرى.
خسائر غير مسبوقة وقال الدكتور محمد الشافعي، رئيس شعبة الدواجن بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات الأسبق "عندما تكون الأسعار منخفضة لا أحد يتساءل لماذا انخفضت الأسعار، ولكن عندما ترتفع الأسعار نرى الجميع يقول إن الأسعار ارتفعت، مضيفا أن كيلو المش وصل سعره إلى 50 جنيها وجميع الأسعار شهدت ارتفاعا نتيجة ارتفاع التكلفة. وأكد الشافعي في تصريحات صحفية أنه، رغم ارتفاع الأسعار الذي يراه الجميع، إلا أن جميع شركات الدواجن حققت خسائر غير مسبوقة في عام 2021، ولا أحد سأل عن تلك الخسائر ولماذا حققت المزارع والشركات خسائر قوية في قطاع مهم وحيوي كقطاع الدواجن، ولم يقف أحد بجانب الشركات. وأرجع السبب الرئيسي في خسائر الشركات إلى الكساد وارتفاع الخامات والعلف بأكثر من 50%، إلى جانب انتشار الأمراض والأوبئة وارتفاع أسعار الكهرباء والبنزين. ولفت الشافعي إلى أن ارتفاع سعر الدواجن يرجع إلى نقص المعروض، نتيجة لخروج شريحة كبيرة من المربين من السوق بعد تحقيقهم خسائر قوية في العام الماضي، وهناك فئة كبيرة تعمل على النوتة نتيجة أن سعر التكلفة أعلى من سعر الإنتاج، مؤكدا أن كيلو الفراخ يخرج من المزرعة بسعر يتراوح بين 25 و27 جنيها، وهذا السعر أقل من سعر التكلفة، بينما يضيف التاجر سبعة جنيهات لكي يستطيع أن يكسب ويغطي تكلفة النقل وإيجار المحل. وأوضح أن الإقبال على شراء الدواجن انخفض في الفترة الأخيرة نتيجة انتشار فيروس كورونا، ولجوء البعض إلى توفير النقود تخوفا من الإصابة أو احتياج الأموال في المستشفيات، بالإضافة إلى الدروس الخصوصية، لذلك بدأ البعض في تقليص احتياجاته من الدواجن، مضيفا أن المواطن الذي لا يستطيع شراء الفراخ لن يستطيع شراء اللحوم أو الأسماك نظرا لارتفاع أسعارهما. وتوقع الشافعي أن تشهد الأسعار في شهر رمضان انخفاضا نتيجة أن شهر رمضان يشهد زيادة في المعروض، بالإضافة إلى إقامة معارض كبرى من المربين مما يؤدي إلى زيادة المعروض وبالتالي انخفاض الأسعار.
كساد وأكد الحاج أحمد، صاحب محل دواجن بالجيزة، أنه يعاني من كساد بسبب ارتفاع الأسعار مما يدفع العديد من الأسر إلى الاتجاه لسد احتياجاتها من المتطلبات الآخرى بعيدا عن شراء الفراخ، لافتا إلى أن هناك أسرا كانت معتادة على شراء فرختين وثلاثة خلال الأسبوع الواحد، قلصت احتياجاتها إلى فرخة واحدة في الأسبوع. وقال الحاج أحمد في تصريحات صحفية أنه، في موسم الشتاء حقق جميع مربي ومحلات الفراخ خسائر رغم ارتفاع الأسعار، وذلك نتيجة لزيادة عوامل التكلفة وانتشار الأوبئة مما زاد من موت الدواجن.
ركود وأكد «عمر» شاب عشريني، صاحب محل فراخ بالدقي، أنه فتح محله منذ فترة بسيطة في تلك المنطقة، ورغم أن أسعاره ليست مرتفعة ويبيع بسعر أقل من سعر السوق لجذب الزبائن، إلا أنه يواجه ركودا في تلك الفترة. وقال عمرو إنه "يبيع كيلو الفراخ البيضاء ب33 جنيها رغم أن سعرها في نفس المنطقة يصل إلى 37 جنيها، وسعر البانيه 75 جنيها ويباع في المنطقة ب80 جنيها، ومع ذلك فهو يعاني من الركود".
قفزة هائلة من ناحية أخرى انتقد المواطنون ارتفاع أسعار الدواجن ، وقالت الحاجة أم محمد، ربة منزل إن "هناك ارتفاعا كبيرا في أسعار اللحوم والدواجن، متسائلة في السابق عندما كانت ترتفع أسعار اللحوم كان المواطن البسيط يلجأ إلى الفراخ، ولكن مع ارتفاع أسعار الفراخ فإلى أين نلجأ؟ وأشارت «أم أحمد» إلى أن كيلو اللحمة وصل إلى 160 جنيها وكيلو الفراخ وصل إلى 37 جنيها ، مما يعني أن شراء فرخة اثنين كيلو سوف يكلفني 75 جنيها بخلاف شراء الخضراوات والأرز، مما يعني أني سوف أصرف مائة جنيه في وجبة غذاء. وأضافت منى حمدي، أن أسعار البانيه وكل أجزاء الدواجن قفزت قفزة هائلة، حيث تخطى سعرها 75 و80 جنيها للكيلو بعدما كان سعرها يتراوح بين 50 و60 جنيها، كما أن سعر الوراك بعدما كان 35 جنيها وصل إلى 48 جنيها للكيلو . وطالبت بضرورة إيجاد طريقة لوقف ارتفاع سعر الفراخ واللحوم في المحلات.