ظلم فاق الخيال يتعرض له المعتقلون على ذمة القضية الهزلية المعروفة إعلاميا ب"كتائب حلوان" منذ 7 سنوات من الحبس الاحتياطي الذي تحول إلى عقوبة داخل سجن العقرب شديد الحراسة 1 وشديد الحراسة 2 في ظروف مأساوية في ظل منع من الزيارة منذ عام 2018. وقالت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" إن "كتائب حلون" هو الاسم الشيطاني الذي أطلقه الإعلام الموالى للسلطة في مصر على قضية سياسية، لتعطي إيحاءات توهم المواطنيين أن هناك تنظيما مسلحا يمتلك ترسانة ضخمة من الأسلحة ويتكون من هيكل منظم يشكل تهديدا لأمنهم وسلامتهم. وأضافت أن القضية الهزلية واحدة من القضايا الرئيسية نظرا لأن معظم معتقليها من سكان مدينة حلوان وضواحيها، والتي شهدت مظاهرات كبيرة ضد نظام الانقلاب، وهي من أكثر القضايا مأساوية بما طال المتهمين فيها من ظلم فاق حدود الخيال. وأوضحت الشبكة أن عدد المتهمين بالقضية 215 معتقلا، منهم عدد كبير من عائلات بعينها، وأقارب وأصدقاء، وأغلبهم في سن الشباب، مات منهم 7 معتقلين أثناء النظر فيها، لما لاقوه من قسوة المعيشة داخل الزنازين أثناء فترة المحاكمة، كما أن هناك من اعتقل في سن الطفولة، ليزج بهم فى المؤسسة العقابية بالمرج ويتعرضوا لألوان من التعذيب منذ فترة الطفولة حتى أصبحوا رجالا". وذكرت أن المعتقلين على ذمة القضية جرى تصويرهم داخل مقرات الأجهزة الأمنية، وتسجيل اعترافات تحت وطأة التعذيب، فضلا عن حرمانهم من الزيارات منذ ما يقارب 3 سنوات أو أكثر. وتساءلت: "ماذا لو تم الحكم ببراءتهم؟ ومن سيرد سنوات عمرهم الضائعة؟ ومن سيعوضهم عن التعذيب والانتهاكات والحرمان من أبسط حقوقهم؟ استمرار الإخفاء ووثقت "الشبكة المصرية لحقوق الإنسان" استمرار جريمة إخفاء المواطن سمير محمد أحمد أبو حلاوة، البالغ من العمر 35 عاما، لأكثر من عامين منذ اعتقاله بالجيزة يوم 26 يوليو 2018 من منزله بكرداسة دون سند قانوني، واقتياده إلى جهة غير معلومة، ولم يتم عرضه على النيابة حتى اليوم. وذكرت أن معلومات شهود العيان تؤكد أنه تم إيداعه مع آخرين مقر أمن الدولة بالشيخ زايد بمدينة 6 أكتوبر لعدة أشهر، تعرض خلالها للتعذيب الشديد والمتواصل، وبعد منتصف ليل 27 ديسمبر 2018، أي بعد اعتقاله وإخفائه بشهور، استدعي للتحقيق من محبسه، ومنذ ذلك التوقيت توارى عن الأنظار واختفت أخباره تماما. وأضافت أن أسرته تخشى من تعرضه للإيذاء الجسدي الذي قد يشكل خطرا على حياته وتطالب الجهات المعنية بالكشف عن مكانه واخلاء سبيله. كما دانت الشبكة عمليات الاعتقال التعسفي والاختفاء القسري، التي تمارسها سلطات الانقلاب على نطاق واسع وتعتبر جريمة ضد الإنسانية، وطالبت بالتوقف التام عن انتهاك مواد الدستور والقانون، والكشف عن مكان احتجاز المواطن وعرضه على جهات التحقيق المختصة أو إخلاء سبيله. أين "عمرو" و"عبد العظيم"؟ وفى بني سويف جددت حملة "أوقفوا الإخفاء القسري" إخفاء عمرو عزب محمد عزب، منذ اعتقاله من قبل قوات الانقلاب ببني سويف يوم 3 مارس 2019 دون سند من القانون. يشار إلى أن أسرة الضحية المقيد بالسنة النهائية بكلية الطب قدمت بلاغات للمحامي والنائب العام بحكومة الانقلاب لتمكينهم من الاطمئنان عليه ومعرفة مكان احتجازه ولكن دون جدوى أو استجابة لهم، بما يزيد من مخاوفهم على حياته. ورغم مرور 3 سنوات على اختفاء عبدالعظيم يسري محمد فودة منذ اعتقاله عام 2018، تواصل قوات الانقلاب جريمة إخفاء مكان احتجازه وترفض الكشف عن مصيره ونؤكد أسرته انقطاع أي تواصل معه منذ ذلك الحين. وكان عدد من المنظمات الحقوقية وثق الجريمة وذكرت أن الضحية يبلغ من العمر 27 عاما، طبيب أسنان من أبناء سمنود بالغربية وتم اختطافه من الشارع يوم 1 مارس 2018 أثناء عودته من "كورس" خاص بطب الأسنان بمنطقة قصر العيني بالقاهرة. وأكدت حملة "أوقفوا الإخفاء القسري" أن جريمة الإخفاء المرعبة تزداد شراسة بإفلات مرتكبيها من العقاب، كما أنها جريمة مركبة وانتهاك صارخ للشخص المختفي في الحق في السلامة الجسدية والحماية من التعرض للتعذيب والتواصل مع أسرته ومحاميه، وفقا للدستور المصري الذي يؤكد ويحمي ذلك، وأيضا المواثيق والمعاهدات الدولية المصدقة عليها مصر.