أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مُضي بلاده قدما في سحب قواتها من العراق، واصفا الوجود العسكري الأمريكي في العراق والشرق الأوسط بأنه كان أسوأ خطأ في تاريخ بلاده، وقال إن أمريكا لعبت خلال العقدين الماضيين دور الشرطي في الشرق الأوسط وأصبح الآن على دوله حماية نفسها بنفسها.. فما أبعاد ودلالات تعهد ترمب بإنهاء الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط وكيف ستتعامل دول منطقة الشرق الأوسط مع التأثيرات المحتملة للخطوة الأمريكية. وخلال استقباله مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي بالبيت الأبيض وصف الرئيس الأمريكي منطقة الشرق الأوسط بأنها غير مستقرة غير أنه أكد استعداد بلاده للمساعدة، وأشار إلى أن عدد القوات الأمريكية في سورياوأفغانستان بات قليلا. مؤكدا التزامه بخروج سريع لقوات التحالف الدولي من العراق في غضون 3 سنوات، مشيرا إلى تخفيض القوات الأمريكية في العراق بشكل متتال وأعرب عن أمله في يوم يدافع فيه العراق عن نفسه. وقال ترمب إن واشنطن لن تسمح لأي طرف باستخدام العراق لتهديد أي دولة، وقبل استقباله رئيس الوزراء العراقي وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الوجود العسكري الأمريكي في العراق والشرق الأوسط بأسوأ خطأ في تاريخ الولاياتالمتحدة وقال إن أمريكا لعبت في بالعقدين الماضيين دور الشرطي في منطقة الشرق الأوسط على دول هذه المنطقة حماية نفسها بنفسها، مضيفا أن بلاده ماضية في سحب قواته من العراق رغم معارضة الكثيرين. الدكتور جيمس روبن، كبير الباحثين في المجلس الأمريكي للسياسة الخارجية، يرى أن تصريحات ترمب لا تعبر عن رؤية جديدة للولايات المتحدة بشأن دورها في المنطقة، مضيفا أن ترمب قبل توليه الرئاسة كان يقول أنه يريد أن يرى الولاياتالمتحدة تقلل وجودها في الشرق الأوسط وخاصة فيما يتعلق بالقوات البرية. وأضاف أن ترمب حاول منذ فترة تقليل القوات الأميركية في أفغانستانوالعراقوسوريا ولذلك فإن تصريحا ترمب تأتي استمرار لسياسة ورؤية ترمب والتي تتضمن جعل دول المنطقة قادرة على حماية نفسها بدعم معنوي ومادي واقتصادي من الولاياتالمتحدة بدلا من وجود دعم على شكل قوات برية. وأوضح أن تصريحات ترمب بشأن دفع دول المنطقة لأمريكا مقابل الحماية يقصد بها الدفع مقابل السلاح الأمريكي، بالإضافة إلى زيادة عدد الصفقات التجارية مع دول المنطقة لإيجاد علاقات اقتصادية مفيدة لكلا الطرفين. عدنان السراج رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية، رأى أن رحيل القوات الأمريكية عن العراق، مضيفا أن كل النخب السياسية في العراق وحتى المؤيدة للوجود الأمريكي لا تثق في حديث ترمب، لأنه لم يبق أمامه إلا شهرين لتقرير مصيره أم تجديد ولايته أو وجود جون بايدن للحزب الآخر . وأضاف أن تصريحات ترمب في هذا التوقيت سياسية انتخابية لدعم وجوده في البيت الأبيض ولن يستفيد العراق من هذه التصريحات، مضيفا أنه سيترك تركة ثقيلة لخله لأنه ترك أزمات متعددة وجود أمريكي غير مرحب به في مناطق أخرى بالإضافة إلى المشاريع الأخرى في المنطقة والتي لم يحسم أمرها مثل علاقته بإيران وكوريا والعلاقة الجديدة بإسرائيل، متوقعا انتهاء فعالية هذه التصريحات خلال شهرين بنهاية الانتخابات. وأوضح السراج أن هذه التصريحات ربما جاءت لدعم الكاظمي مقابل ما تحدث عنه الكاظمي من لملمة سلاح المليشيات خارج القانون، وأعطاؤه ورقة يستطيع بها مخاطبة الكتل المعترضة على الوجود الأمريكي وبذلك يحقق نصرا سياسيا واستقرارا لا بأس به. من جانبه رأى الدكتور حسن البراري أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، أن الحديث عن الانسحاب الامريكي من العراق لا يعد مغازلة لإيران لأنه ليس جديدا فهناك استراتيجية وضعت منذ هيلاري كلينتون عندما كانت وزيرة الخارجية. وأضاف أن كلينتون كتبت مقالا في "فورين بوليسي" تتحدث عن نقل كل مصادر القوة الأمريكية لإحداث توازنات في شرق أسيا لأن الصين هي التحدي وليس الشرق الأوسط، وحديث ترمب عن تقليل الوجود الأمريكي ينسجم مع الإجماع الأمريكي على خروج واشنطن من هذه المنطقة. وأوضح البراري ان تصريحات ترمب بهدف إعادة صورت داخليا بعد أن اهتزت بسبب إخفاقاته فيما يتعلق بملف كورونا والملف الاقتصادي وبالتالي يبحث عن إنجازات في السياسة الخارجية حتى يحولها إلى رصيد سياسي يمكنه استخدامه في حملته الانتخابية خاصة وأن خصمه في الانتخابات جو بايدن طرح نفس الفكرة.