بات السؤال الأكثر إلحاحًا أمام اعتراف واشنطن بجريمة قتل السفاح قاسم سليماني، وأغلبية النواب العراقي على عدد من القرارات، بينها دعوة الحكومة العراقية (المؤقتة) إلى إنهاء وجود أي قوات أجنبية في البلاد. ومنع القوات الأمريكية من استخدام الأجواء العراقية لأي سبب كان، وتقديم شكوى رسمية إلى الأممالمتحدة ومجلس الأمن ضد واشنطن، فهل تستجيب الولاياتالمتحدة لمطلب نواب العراق؟! صوت في الشارع الأمريكي، أبدى مباشرة اتفاقًا على انسحاب واشنطن من العراق، ووقف إرسال الجنود الأمريكيين ليموتوا هناك، بعدما انقلب الشيعة ضد الأمريكان، المظاهرات خرجت أمس في شوارع العاصمة الامريكية وفي نيويورك تهتف "لا عدالة ولا سلام، فلتخرج أمريكا من الشرق الأوسط"، فيما بعد الضربة التي أمر الرئيس دونالد ترمب بتنفيذها في العراق. كما أن الصوت العراقي هو صوت نادر لم تألفه الأذن الأمريكية، فلأول مرة منذ 2003، سيقدم العراق شكوى ضد أمريكا لمجلس الأمن، وهنا إذا قررت أمريكا الرد، فستضع العراق تحت البند السابع، ما يسلب الحكومة والبرلمان معظم الشرعية. لكن وزير الخارجية الأمريكي بومبيو لم يعر اهتماما بالمطالب العراقية التي أكدت على إنهاء التعاون العسكري مع التحالف الدولي لانتفاء الحاجة، وإنهاء وجود القوات الاجنبية في العراق، وتقديم شكوى إلى مجلس الامن ضد الولاياتالمتحدة لانتهاك سيادة العراق، وإجراء تحقيقات على أعلى المستويات لمعرفة ملابسات القصف الأمريكي. ونقلت محطات اخبارية عن رد فعل بومبيو على القرار العراقي الصادر بخروج القوات الأمريكية من العراق فقالت إنه "قام بصرف نظره عن القرار"! وقد توغل النواب العراقي والحكومة المعبرة عنه ذات الأغلبية الشيعية، في المزيد من استجلاب الأمريكان ففي 2016، أصدر قرار لمجلس الوزراء باستقدام التحالف الدولي لمحاربة داعش، واليوم يطالب النواب بسحب القرار الثاني؛ لانتهاء العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش. تعلقيات العراقيين الناشط الحقوقي العراقي، أحمد الحطاب، قال: إن العقوبات في ميثاق الأممالمتحدة وهي من الماده 39 إلى المادة ال51 وتنص على تهديد الأمن والسلم الإجراءات الخاصة بحفظ الأمن والسلم الدوليين وحالات العدوان، وضع العراق تحتها مره أخرى ليس بالسهولة التي يتم الحديث عنها، وأنه استهلاك إعلامي فقط. ومن وجهة أخرى قال الدكتور أحمد الميالي أستاذ العلوم السياسية بجامعة بغداد: "هل يعلم مجلس النواب العراقي أن التحالف الدولي يشرعن الوجود الأمريكي في العراق وفق قرار مجلس الأمن ولا يمكن الانسحاب إلا وفق قرار دولي آخر بانتهاء التهديدات والمخاطر.. القضية تحتاج جهدا دبلوماسيا دوليا". أما الناشط محمد عبدالله اليوسفي فاعتبر قرار النواب العراقي تدخل إيراني لفرض ساحة قتال بعيدة عنها "إيران تكلف العراق بالرد على ترمب، إيران لن تحارب أمريكاالعراق من سيحارب بالنيابة عنها وعلى الطريق سيخمد الثورة التي ترفض التدخل الإيراني في العراق، فجأة استيقظ الضمير الشيعي الذي رحب يوما ما بالدبابة الأمريكية ليكتشف اليوم أن هناك قوات أمريكية ..". وعلى غرار كتب آخر معرضا على التواجد الإيراني، فقال محمد السعدي (سنة) "لا يوجد عراقي حر لا يؤيد خروج أي قوات أجنبية من العراق أيًّا كانت، مهما كان حجمها وطريقة تواجدها، لكن من يضمن خروج باقي القوات الغير أمريكية منه؟". وأضاف: "لم أتوقع موافقة البرلمان لأن جميع أعضائه مجرد مرتزقة ووكلاء لتنفيذ مصالح دول أخرى.. القرار ردة فعل غير عراقية". السعودي د/صالح الحربي كتب "لا يعرفون مجلس الأمن إلا عندما يضربون على رؤوسهم، قتلوا الآلاف وهجروا الملايين ولم يعترفوا بمجلس الأمن وقرراته، بئس القوم هم". وخلص نشطاء إلى أن المنطقة إجمالا تعاني ثلاث مشكلات جوهرية تتمثل في؛ الطغيان السياسي بمعنى القرار بيد مجموعة تعد على أصابع اليد، سوء توزيع الثروة مقابل شباب يعوي في الصحراء، والاحتلال الأجنبي إما احتلال مادي بوجود قوات أمريكية أو إحتلال أدبي ومعنوي للغرب بمعنى احتلال القرار. شكوى بالعملية وقال العراق إنه قدم شكوى بخصوص الهجمات الأمريكية على أرضه التي أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إلى مجلس الأمن. البرلمان العراقي بحث مصير القوات الأميركية في البلاد البالغ عددها 5200 جندي بعد اغتيال رئيس فيلق القدسالإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، وسط تصاعد حدة تبادل الاتهامات بين طهرانوواشنطن. وأوصى رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي بإنهاء وجود القوات الأجنبية فورا، رغم ما سيحمله هذا القرار من تبعات على كل المستويات وتحديدا اقتصادية، إضافة إلى تأثيره على منحى العلاقات، ليس مع الولاياتالمتحدة فحسب، وإنما مع كل دول التحالف. لكنه أكد أن مثل هذه الخطوة ستعطي فرصة لفتح صفحة جديدة وبناء علاقات صحية على أسس صداقة واحترام وسيادة. وأوصى عبد المهدي بهذا الخيار على حساب الخيار الآخر المطروح الذي يتعلق بوضع جدول زمني محدد يقود إلى إخراج القوات الأجنبية في النهاية مع تحديد مهامها خلال هذه الفترة. وشكك عبد المهدي بقدرة القوات الأجنبية على حماية نفسها في وجه الهجمات الداخلية بعد مقتل سليماني والتصعيد في الفترة الأخيرة، وقال إن القوات العراقية لن تكون قادرة على حمايتها. وقال عبد المهدي إن الولاياتالمتحدة أقحمت العراق في صراعها مع إيران، وبالتالي بات هناك تزايد في التعارض بين أولويات بغداد وأولويات واشنطن يغذيها اعتراض الأخيرة على الحشد الشعبي والعلاقات مع إيران. ورغم عدم تأييد العراق للعقوبات على إيران قال عبد المهدي إن بلاده لم تعاد الولاياتالمتحدة. وأوضحت الوزارة في بيان أنها أبلغت السفير ماثيو تولر أن "هذه العمليات العسكرية غير المشروعة التي نفذتها الولاياتالمتحدة اعتداء وعمل مدان يتسبب في تصعيد التوتر بالمنطقة".