قال رئيس الوزراء الإثيوبي إن استكمال سد النهضة سيستمر مهما تغيرت الحكومات، وأضاف في حديث للهيئة الحكومية المعنية بمشروع السد أن نسبة الإنجاز بلغت 88%، مؤكدا أن الشعب الإثيوبي مستعد للتضحية بحياته كثمن لاستكمال بناء السد، حسب تعبيره. وشدد آبي أحمد على أن بلاده لن ترضخ للضغوط ولن تقبل بالتوصيات، وأن سد النهضة رمز للحرية والاستقلال الذي أكد أن إثيوبيا سيدة قرارها. الدكتور محمد حافظ خبير هندسة السدود، رأى أن اكتمال بناء سد النهضة بنسبة 88% يقصد به معدل البناء التشييدي والخرساني للسد الركامي أما التجهيزات الميكانيكية والكهربائية فهي أقل من 50% ولو جمعنا التقدم في المجال الميكانيكي بالإضافة إلى التقدم في المجال التشييدي يكون المتوسط حوالي 75% وليس 88% وهو ما يعني أن أثيوبيا أمامها قرابة 25% من إجمالي نسبة بناء السد ميكانيكيا وكهربائيا وخرسانيا. وأضاف حافظ أن حديث رئيس الوزراء الإثيوبي يتناقض مع تصريحات وزير الكهرباء فعلى مدار الشهور الستة الماضية أكد الوزير أن بلاده ستتمكن من توليد الكهرباء في التوربينات المنخفضة مع بداية شهر مارس 2021، وهذا يعني أنه لا بد من رفع منسوب المياه خلف السد بمقدار 12 مترا أخرى ليرتفع إلى 572 بدلا من 560 وهذا معناه زيادة التخزين من الآن وحتى مارس المقبل بمقدار 5 مليارات متر مكعب. وأوضح حافظ أن ذلك يعني أن إثيوبيا تتلاعب بمصر، وتوقع حافظ أن التخزين الثاني للسد لن يكون بعد أغسطس 2021 كما كان مخططا بل سيكون بعد نهاية الفيضان الحالي في شهر نوفمبر وستبدأ إثيوبيا تخزين 5 مليارات متر مكعب حتى تتمكن من توليد الكهرباء من التوربينات المنخفضة تحت منسوب 572. وأشار إلى أن هذه الخطوة قد تؤثر على السودان لأنها لا تملك أماكن كثيرة لتخزين المياه وتعتمد على التخزين بشكل سنوي خلال شهر سبتمبر وهو ما سيؤثر على سد الرصيرص وسد ماريو بشكل عام ولن يؤثر كثيرا على مصر بفضل المخزون الكبير خلف السد العالي نتيجة التراكمات التي تم تخزينها خلال الأعوام الماضية، وعلى الرغم من وجود نقص في المياه خلف السد لكن الشعب المصري لن يتأثر به هذا العام بل سيتأثر عام 2023 عندما يتناقص مستوى المياه خلف السد لمنسوب التخزين الميت. بدوره رأى الدكتور عثمان التوم وزير الري السوداني السابق، أن الأطراف الثلاثة اتفقت منذ البداية على أن يكون الملء الأول لسد النهضة يكون خلال أشهر الفيضان في يوليو وأغسطس وسبتمبر، وإذا كان الوارد من مياه النيل يفوق المتوسط يمكن أن يمتد التخزين بما بعد شهر سبتمبر وهو يعني عدم وجود ملء خارج فترة الفيضان. وأضاف أن التوربينات المنخفضة لن تستطيع العمل في مارس المقبل بل بعد المرحلة الثانية من التخزين المقرر انطلاقها في يوليو وأغسطس المقبلين 2021 حتى يرتفع المنسوب إلى أعلى من المنسوب الحالي وتتمكن التوربينات المنخفضة من التشغيل. وأوضح التوم أن إنهاء نسبة 88% من بناء السد يقصد بها الجسم الخرساني والسد الركامي أما التوربينات سواء المنخفضة ( اثنين) أو العليا (11 توربينا) ما زالت تحتاج إلى وقت، مضيفا أنه سيتم تشغيل التوربينات المنخفضة عقب المرحلة الثانية من الملء والمقررة في أغسطس المقبل بينما يتم تشغيل التوربينات ال11 الأخرى عقب المرحلة الثالثة. من جانبها، قالت الدكتور نجلاء مرعي، خبيرة الشئون الإفريقية، إن تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد ليست جديدة فقد سبق وأعلنت إثيوبيا انتهاء 75% من بناء السد أمام البنك الدولي وقدمت طلبا للحصول على تمويل فاشترط الصندوق إنهاء المفاوضات مع مصر والسودان. وأضافت نجلاء مرعي أن بدء مرحلة الملء الثاني في أغسطس المقبل متوقع ولن يكون هناك ملء خلال المرحلة الحالية لأن الجسم الأوسط من السد لم يكتمل بعد ولن تتمكن إثيوبيا من تخزين أكثر من 4.9 مليار متر مكعب لحين اكتمال القطاع الأوسط من السد. وأوضحت نجلاء أن تصريحات آبي أحمد للاستهلاك المحلي، مضيفة أن إثيوبيا أعلنت أن الهدف من السد توليد الكهرباء وهي لن تستطيع توليد الكهرباء إلا عندما يكون منسوب الماء خلف السد أكثر من 14 مليار متر مكعب أي بعد أغسطس 2021. وتوقعت نجلاء فشل المفاوضات الثلاثية في الوصول إلى مسودة اتفاق واحدة بسبب تباين مواقف مصر والسودان مع الموقف الإثيوبي، مضيفة أن مصر والسودان يصران على العودة إلى الأجندة التي حددها الاتحاد الإفريقي ويتم التفاوض على الملء والتشغيل بينما تريد إثيوبيا خطوطا إرشادية وقواعد لملء السد فقط دون الحديث عن قواعد التشغيل أو إلزامية القانون أو آلية فض المنازعات.