أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، أنه سيتم تحديد موعد بدء المرحلة الثانية من ملء بحيرة سد النهضة، والتي من المتوقع أن يتم خلالها تعبئة 18.4 مليار متر مكعب من المياه في خزان السد، مضيفا ان الأعمال التي سيتم تنفيذها من سبتمبر القادم وحتى أغسطس 2021 ستكون حاسمة في مسار اكتمال بناء السد والذي من المتوقع أن ينتهي بحلول 2023، وتتزامن هذه التصريحات مع استمرار المفاوضات بين الدول الثلاث وكانت آخر تطوراتها إعداد مسودة أولية تتضمن تجميع مقترحات الاطراف في مستند واحد يحدد نقاط الخلاف والتوافق، فى محاولة لتقريب وجهات النظر سعياً للوصول لاتفاق حول ملء وتشغيل السد، وإعداد تقرير لعرضه على رئيس جنوب إفريقيا بوصفه الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي يوم 28 أغسطس الجارى. وعن حقيقة بدء اثيوبيا المرحلة الثانية من الملء، يقول دكتور" عباس شراقى"، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية في جامعة القاهرة، انه كان من المقرر افتتاح المرحلة الاولى من سد النهضة بتشغيل 2 توربين على ارتفاع منخفض (565 م) صيف 2015 ولم يتم ذلك حتى اليوم، وفى مفاوضات واشنطن يناير الماضى كان الاتفاق على الملء الاولى عند منسوب 595م لتشغيل التوربينين على امل الانتهاء من الجزء الخرسانى وتركيب التوربينين وتوالت تصريحات المسئولين الاثيوبيين بأن الملء الأولى سوف يتم باتفاق او يدون اتفاق فى اول يوليو 2020، وسابقت الشركات العاملة الزمن للانتهاء وتشغيل المرحلة الاولى قبل الانتخابات العامة فى اغسطس الحالى ولكنهم لم يستطيعوا ذلك، وبسبب كورونا تم تأجيل الانتخابات الى سبتمبر 2021، إلا ان تصريحات المسئولين والاضطرابات الداخلية نتيجة تردى الاوضاع المعيشية والسياسية بسبب تاجيل الانتخابات والقبض على مئات المعارضين وعلى رأسهم المنافس الاول جوهر محمد جعلت الحكومة الاثيوبية تبدأ الملء بأى طريقة وبأى كمية فكانت 5 مليار م3 هى الممكنة لانها لاتؤثر على بقية الاعمال الهندسية وفى نفس الوقت تحقق الهدف السياسى من الاحتفال المزيف لانه غير مصحوب بتوليد كهرباء لعدم جاهزية التوربينين وعدم وجود كمية المياه اللازمة 7 – 8 مليار م3 لبدء التشغيل. واضاف " شراقى"، ان الحكومة الاثيوبية صدقت نفسها وتمادت فى التصريحات ببدء المرحلة الثانية فى اغسطس القادم رغم ان الاولى لم تكتمل، وحاولت استفزاز مصر بتوالى التصريحات لعلها تيأس وتنهى المفاوضات او تقوم بعمل يكون هو السبب امام الشعب الاثيوبى فى عدم تشغيل سد النهضة، مشددا على إن إثيوبيا لن تستطيع بدء المرحلة الثانية لملء السد قبل عام، وتحديداً عند موسم الفيضان المقبل، واصفا أن ما تعلنه عن أنها أنهت المرحلة الأولى لتبدأ المرحلة الثانية ب "غير دقيق فنياً". واكد انه من المتوقع استكمال الاعمال الهندسية ورفع الممر الاوسط من 70 الى 100م بدء من اكتوبر القادم وتركيب التوربينين وتخزين حوالى 2 – 3 مليار م3 من بقايا الامطار وبحيرة تانا وتشغيل التوربينين فى مارس القادم ويعقبه تكملة الملء فى يوليو والاسبوع الاول من اغسطس 2021 للوصول بكمية التخزين الى 18،4 مليار م3 ثم تخزين 11 مليار م3 سنويا على مدار 5 سنوات لتكملة الملء الاول للسد وهو 74 مليار م3، على ان يتم تشغيل باقى التوربينات عند منسوب 595م والتى انخفض عددها الاجمالى من 16 الى 11 توربين باجمالى قدرة توليد حوالى 4000 ميجاوات بدلا من 6450 ميجاوات يتوقف على توريدها وتركيبها خلال السنوات القادمة ولن يكون ذلك قبل 4 سنوات من الآن، بعدها يفيق الشعب الاثيوبى على الخدعة الكبرى التى تدعى ان السد سوف يساعد فى تنمية اثيوبيا وفى انارة بيوت اكثر من 70 مليون نسمة، والحقيقة ان الانتاج الفعلى للكهرباء حوالى 2000 ميجاوات وهذه لاتكفى اكثر من 6 مليون نسمة ولن تصلهم ايضا لان الحكومة تعمل على تصديرها لعدم وجود شبكة داخلية لنقل الكهرباء، وبالتالى لن يفيد السد فى انارة من يعيشون فى الظلام ولن يفيدهم ايضا فى توفير مياه الشرب النقية لانه منخفض عند 500م وهم يعيشون اعلى من 2000م، ولاتوجد اراضى زراعية للرى حول السد عدا حوالى 200 الف فدان، وحينئذ تبدا الثورة الاثيوبية على الحكومة الموجودة فى ذلك الوقت انتقاما من الحكومات المتتالية التى استنفذت جهود الدولة واموال الشعب على مدار 14 عاما كاملة.