خلصت ورقة تحليلية، أعدها موقع "الشارع السياسي Political Street"، إلى أن الانهيار الحاد الذي يضرب مصر، والانهيار المجتمعي الشامل، والذي يعصف بكيان الدولة ككل، يؤكد أن سقوط نظام السيسي ليس إلا مسألة وقت. وأضافت الورقة، التي جاءت بعنوان "مصر بين مرسي والسيسي.. حسابات الربح والخسارة"، أن استمرار السيسي في السلطة هو نتاج للقبضة الأمنية وتكبيل الحريات ودعم القوى الأجنبية الرافضة لتقدم مصر ونهضتها، لكن هذا النظام لن يستطيع الاستمرار طويلا، فمساحات الدعم الشعبي والفئوي له تتقلص بالتدريج، والوضع الاقتصادي والاجتماعي ينهار بشكل متسارع، والمحيط الإقليمي هش وغير مستقر، والحراك العربي لم تنطفئ شعلته بعد، فقد رأينا كيف تمت الإطاحة بحكم البشير في السودان وبوتفليقة في الجزائر، بجانب التمسك الكبير من قبل التونسيين لاستكمال ثورتهم، وانتصارات الشرعية في ليبيا، كلها وقائع تؤكد انهيار الديكتاتوريات بالمنطقة، طال الزمن أو قصر. بين المنقلب والمنتخب وفي رصد لمؤشرات المقارنة بين مرسي والسيسي، أوضحت الورقة أن مدى الفرق في الكفاءة العلمية والسياسية، لصالح الرئيس المنتخب محمد مرسي، فالمؤهلات العلمية للرئيس مرسي تعبر عن خلفية علمية وأكاديمية نادرة بين صفوف حكام مصر الحاليين والسابقين، فتخرج مرسي من كلية هندسة القاهرة 1975، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وعين معيدا بها وسافر في العام 1978 إلى الولاياتالمتحدة للعمل وإكمال الدراسة، وحصل على الماجستير في الطاقة الشمسية عام 1978، ثم حصل على الدكتوراه عام 1982، في حماية محركات مركبات الفضاء. وأضافت أنه خطيب مفوه سياسيًا ومحلل جيد للواقع المصري، ومداخلاته بمجلس الشعب المصري في عهد مبارك تؤكد كفاءته وأحقيته لحكم مصر، ومثل مرسي حالة استثنائية في تاريخ مصر الحديث، فقد حقق نتائج لم يستطع "السيسي" تحقيقها طيلة 6 سنوات. وفي وجه المقارنة، رصد تفوق الرئيس مرسي برغم مما توفر له من معونات مالية من الخارج ودعم من قبل فلول النظام السابق، وبالرغم من سياسة الحديد والنار وقمع المعارضين وإغلاق الميادين ورمي المعارضين في السجون، إلا أن حكم مرسي نجح بالمؤشرات، ورغم كل العوائق الداخلية والخارجية، في تحقيق نتائج إيجابية، لا ينكرها إلا جاحد، ولو استمر في حكم مصر لكان وضع مصر السياسي والاقتصادي والاجتماعي مغاير تماما لما هو سائد اليوم. ملابسات الوفاة وأعادت الورقة قراءة الحالة الانهزامية للانقلاب والمنقلب، بعد أن فرض السيسي جنازة عائلية لا يزيد عدد المشاركين فيها على أصابع اليدين، من أبناء الرئيس وزوجته وشقيقه، معتبرة أن ذلك أكد الهزيمة النفسية للسيسي ونظامه أمام ثبات وقوة حجة الرئيس الشهيد، وفق قواعد التحليل النفسي. وأضافت أنه وفق الحالة الانهزامية للسيسي أمام الرئيس الشهيد، جاء تعامل الأجهزة المخابراتية والإعلامية، مع نبأ رحيله، حيث تم تعميم خبر الوفاة بنص موحد، حتى إن مذيعة قناة إكسترا نيوز، قرأت الخبر الذي جاء إليها عبر جهاز سامسونج من المخابرات، مذيلة الخبر بقولها "الرسالة جاءت من جهاز سامسونج"، وهو ما يعد أكبر فضيحة إعلامية، ناجمة عن رعب النظام. رعب من المنتخب واعتبرت الورقة أن مقتل الرئيس محمد مرسي كشف أنه لا أخلاق ولا شرف في الخصومة السياسية، ولا عدالة تضمن للسجين أبسط حقوقه الإنسانية، إلا أن خاتمته التي استحقها عن جدارة، جاءت دفاعا عن الحق والعدل بداخل محكمة أرضية، يغلب عليها الهوى ويشوبها الطغيان والظلم، ويغلب عليها منطق تزوير الحقائق وتزييفها. وأردفت أن العار يلحق النظام العسكري، الذي ظل لست سنوات مرعوبا من خروج صوت مرسي إلى العلن، فارضا حاجزا زجاجيا عليه وسجنا انفراديا لا يقابل أحدا، حتى لا يفضح المنقلبين، فلم يجرؤ على خروج جنازة رسمية أو غير رسمية للرئيس الشهيد، رعبا من الحشود الشعبية، غير المدجنة أو المتعاطفة مع الرجل، تكشف عورات ادعاءاته وحملات اذرعه الاعلامية للتشوية. وتابعت أن الانقلاب يكسوه العار بعد أن منع العلاج عن الرئيس مرسي وحرمه من أدنى الحقوق، التي يتمتع بها السجناء والأسرى في سجون المحتل الصهيوني، فقد أصدرت أسرة مرسي عدة بيانات في السابق تشتكي عدم السماح لها بزيارته في محبسه، ومن عدم السماح له بتلقي العلاج اللازم. وصرح عبد الله، نجل مرسي الراحل، في مقابلة أجراها مع وكالة "أسوشيتد برس للأنباء" في نوفمبر 2018، أن والده يُمنع من تلقي الرعاية الصحية في محبسه الانفرادي، رغم إصابته بأمراض خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، وتوالت بيانات الأسرة حول مخاطر الحبس الانفرادي الذي يواجهه مرسي تعسفيا بمحسبه.. وظل الرئيس مرسي، الرئيس الشرعي لمصر إلى حين استشهاده رسميا، وأنه تولى سدة الرئاسة عام 2012 بعد أول انتخابات نزيهة وحرة وشفافة، شهدتها مصر عقب الإطاحة بنظام حسني مبارك، ليكون الرئيس الأول بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011. وخلص إلى أن العام الذي حكمه الرئيس مرسي لم يكد يكمله حتى انقلب عليه وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، بمباركة وتأييد من الكيان الصهيوني أول المستفيدين عمليا من إسقاط مرسي- وأي حكم ديمقراطي يعبر عن إرادة عموم الشعب المصري- ومباركة من الغرب وبعض حكام الخليج. مصر بين مرسي والسيسي..حسابات الربح والخسارةفي 17 يونيو 2019، فقدت مصر الدولة والمجتمع والتاريخ والحضارة والإنسانية، … Posted by الشارع السياسي Political Street on Wednesday, June 17, 2020