منتصف ليل الأربعاء الثاني عشر من الشهر الجاري، أعلن الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر عن أن ساعة الصفر قد حانت لدخول العاصمة طرابلس وبسط هيمنته عليها، كانت هذه هي سابع ساعة صفر يحددها حفتر لاقتحام العاصمة وإزاحة حكومة الوفاق المعترف بها دوليًّا عن السلطة. اختار الليل كعادته وسارعت وسائل الإعلام في القاهرة والرياض وأبو ظبي لنقل الخبر، مع وعد بتغطية مفتوحة لنقل عمليات التقدم، لكنّ شيئًا لم يحدث، استعصت بوابات طرابلس أمام الجنرال، وشكّلت له ولداعميه خيبة أمل جديدة تضاف إلى خيباتهم في تثبيت انقلاب جديد. ولم يكن الرفض الشعبي وحده ما جدد هذه الخيبة، فهناك الوعيد الصريح من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعدم السماح بتكرار انقلاب مصر في جاراتها، فكانت مذكرة التفاهم التركية الليبية التي أربكت حسابات الجنرال وداعميه، وحولت الهجوم الذي وعد بحسم الصراع السياسي إلى ساحة تدريب لإعادة التوازن وإحياء مشاورات الحل. تلك المشاورات التي سعى لها السيسي أخيرا تترجمها اليوم وقائع الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية، وتعترف بسقوط رهانه على حسم النزاع لصالح الجنرال الليبي، ولتؤكد أن الهدف هو الإبقاء على الوضع الحالي بلا غالب أو مغلوب؛ أملا في تسريع الخطوات الدولية بشأن اتفاق سياسي ينهي الأزمة، فقط من أجل منع وصول أي قوات تركية إلى ليبيا. وفي اجتماع طارئ على مستوى المندوبين، عبّرت الجامعة العربية عن رفضها للتدخلات الإقليمية التي تسهم في تسهيل انتقال المقاتلين المتطرفين إلى ليبيا، وانتهاك القرارات الدولية المعنية بحظر توريد السلاح إليها. وأكد مشروع القرار الصادر عن الاجتماع الالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها ورفض التدخل الخارجي، إلى جانب دعم العملية السياسية من خلال التنفيذ الكامل لبنود اتفاق الصخيرات باعتباره المرجعية الوحيدة للتسوية في ليبيا. بيان يعبّر عما يمكن وصفه باستدارة داعمي حفتر نحو دعم المشاورات السياسية، وذلك بعد سقوط رهاناتهم مرة أخرى على تمكنه من حسم الصراع السياسي باقتحام العاصمة طرابلس، وإزاحة حكومة الوفاق المعترف بها دوليا طبقًا لبنود هذا الاتفاق، كما يترجم حالة التغيير في واقع كافة الأطراف بعد دخول تركيا على خط الأزمة واقترابها من فرض واقع قانوني على التحرك الجديد صوب ليبيا، وذلك بدعوة رئيس البرلمان التركي إلى عقد اجتماع طارئ الخميس المقبل لمناقشة مذكرة رئاسية تفوض إرسال جنود إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق الوطني. قناة “مكملين” ناقشت- عبر برنامج “قصة اليوم”- تطورات الأزمة الليبية، وتغطية الاجتماع الطارئ للجامعة العربية حول ليبيا. حمزة تكين، المحلل السياسي، رأى أن بيان الجامعة العربية جاء موافقا لموقف تركيا الرافض للتدخلات الأجنبية في ليبيا، وما تم بين تركيا وحكومة الوفاق اتفاق رسمي وليس عربدة دولة على حساب دولة أخرى، مؤكدا أن الاتفاقية التركية الليبية شرعية وقائمة وفق أنظمة الأممالمتحدة. وأضاف تكين أن تركيا عقدت اتفاقية تعاون أمني وعسكري مع حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، والممثلة لليبيا في الجامعة العربية، والحديث عن تدخلات تركية بليبيا عار تماما عن الصحة، نافيا ما تداولته الأذرع الإعلامية لدول محور الشر حول تجنيد تركيا مقاتلين من سوريا لنقلهم إلى ليبيا. وأوضح تكين أن حكومة الوفاق المعترف بها دوليا نفت الأمر نفيا قاطعا، وأيضا الجهة المعنية بالأمر، وهي المعارضة السورية والجيش الوطني السوري، نفى في عدة بيانات خلال الساعات الماضية إرسال أيًّا من جنوده إلى ليبيا. صلاح البكوش، المحلل السياسي الليبي، رأى أن بيان جامعة الدول العربية فشل في كتابة تنديد واضح وصريح لحكومة الوفاق الوطني أو تركيا أو الاتفاق التركي الليبي، وجاء البيان ليندد بالتدخلات الخارجية، والجميع يعرف ما جاء بتقارير الخبراء التابعين لمجلس الأمن منذ 2015 وحتى الآن، والتي توضح بالتفصيل تدخل مصر والإمارات والسعودية والأردن في ليبيا. وأضاف أنه من المضحك المبكي أن يركز البيان على ضرورة تطبيق الاتفاق السياسي الذي جرى توقيعه في الصخيرات نصًّا وروحًا، مضيفا أن السيسي في 20 سبتمبر 2017 في الاجتماع رفيع المستوى الخاص بليبيا، على هامش اجتماعات الجمعية العامة في الأممالمتحدة، أعلن في خطابه أن الاتفاق السياسي قد انتهى، كما يستقبل السيسي عقيلة صالح، رئيس برلمان طبرق، ويقول رئيس برلمانه علي عبد العال إن برلمان طبرق المؤسسة الشرعية الوحيدة. وأوضح البكوش أن الاتفاق السياسي في مادته الثامنة من الأحكام الإضافية، يلغي منصب حفتر ويقيله من جميع مهامه، بينما السيسي يستقبل “حفتر” قائدًا للجيش الليبي، كما ينص الاتفاق على أن مجلس النواب يستمد شرعيته من الاتفاق السياسي، بينما رفض مجلس النواب الاتفاق السياسي. بيان الجامعة العربية يعكس فشل السيسي والإمارات والسعودية حتى في جمع مندوبي الجامعة المحلل السياسي الليبي صلاح البكوش: بيان الجامعة العربية يعكس فشل السيسي والإمارات والسعودية حتى في جمع مندوبي الجامعة#قصة_اليوم Posted by قناة مكملين – الصفحة الرسمية on Tuesday, December 31, 2019