أكد أحمد مولانا، عضو المكتب السياسي للجبهة السلفية وعضو التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب، أن ما يتردد حول ترشح عبد الفتاح السيسي للرئاسة وتولي صدقي صبحي منصب وزير الدفاع، يؤكد تماما أن ما حدث في 30 يونيو هو انقلاب عسكري متكامل الأركان ضد إرادة الشعب، وأن هناك تقاسم للسلطة وتوزيعها على مزاج وهوي الانقلابيين، وكأنها عزبة لهم. وأضاف- في تصريح ل"الحرية والعدالة"- أنه حال ترشح "السيسي" فهذا الأمر يثبت بما لا يدع أي مجال للشك أن ما حدث فى 30 يونيو كان استيلاءا على السلطة بشكل مباشر وواضح وفج، وهذا هو الوجه الحقيقى للانقلاب الدموي. وحول زعم بعض القوي المسماة بالليبرالية بأن شعبية "السيسي" كاسحة، نوة "مولانا" إلي أن أحداث 30/6 كشفت أنه لا يوجد في مصر أحزاب تسمى بالأحزاب الليبرالية أنما هى أحزاب عسكرية تؤيد العسكر، وتؤيد حكمهم، وتخضع لبيادتهم، وتؤيد قتلهم للشعب واعتقاله وسفك دماؤه، وبالتالي فتوصيفها بأحزاب ليبرالية لا ينطبق عليها مطلقا. وأوضح "مولانا" أن الأحداث المتوالية دون شك تشعل الثورة ونيران الغضب لدي قطاع كبير جدًا من المصريين عرف حقيقة ما حدث فى 30/6، لكن هناك من لا يزال مخدوع بأن ما حدث لم يكن انقلابا عسكريا دمويا، ويتوهم أنه هذا كان استجابة لمطالب الشعب، إلا أنه حينما يترشح "السيسي" رسميا للرئاسة ويصبح صدقي صبحي وزيرًا للدفاع، ويتم تقسيم السلطة بين الانقلابيين، فستصبح الأمور واضحة تماما بشكل جلى لا يقبل أى نقاش أو جدل. وحول موقف القوى الغربية من ترشح "السيسي"، أوضح "مولانا" أن الغرب كان موافقا على الانقلاب العسكري بل وخطط له، وهو يريد الاخلال بالسلم والأمن الأهلي للمجتمع المصرى، وإدخال مصر في نفق عدم الاستقرار والتهيئة لحرب أهلية مصرية، بحيث تكون كل الشعوب الإسلامية القوية المحيطة بالكيان الصهيوني منشغلة بحروب الاهلية وفتن داخلية، ولذلك فالغرب داعم للسيسى ولانقلابه من أجل هذا الأمر، فهو يسعي إلي أن يتم استئصال التيار الإسلامى في مصر، وأما أن تتحول مصر إلى أرض محروقة. وتابع:" إذا ما شعر الغرب أن الأمور تخرج عن السيطرة، فسيحول دون تولي "السيسى" مقاليد الحكم، أنما إذا ما شعر أن الأمر يمر بسلام، فسوف يدعم السيسى، لأن الغرب فى النهاية لا يهمه سوي مصالحه، فأذا ما شعر أن ترشح "السيسى" سيواجه برد فعل وغضب شعبى عنيف كبير يطيح ب"السيسي" ومن ورائه، فسوف يمنع "السيسي" من الترشح، أما إذا ما شعر أن وصول "السيسى" إلي سدة الحكم لن يواجه برفض شعبى وأنه سيتم تمريره في النهاية، فسيقوم الغرب بدعم السيسي، وهذا متوقف على مدى تحقق المصالح الغربية ومدي إمكانية تنفيذ هذا المخطط، فكلما زادت الفاعليات كلما فشل مخطط تولي السيسي الرئاسة". وذكر "مولانا" أن الغرب حسب متغيرات الوقع تكون خياراته وقرارته، مثلما كان الحال أيام الرئيس المخلوع حسني مبارك، فحينما شعر بأن "مبارك" انتهي وستتم الإطاحة به حتما، قام بدعوة "مبارك" بترك السلطة، رغم أنه كان من أكبر داعمين للمخلوع خلال 30 سنة من حكم "مبارك"، وبالتالي فمن سيحدد الوضع السياسى فى مصر هو الشعب المصرى بحراكه وبفعالياته الحاشدة التى يقوم بها لرفض الانقلاب، وهي التي ستجعل الغرب يرضخ لإرادة الشعب في النهاية. وتوقع أن يزداد الغضب والرفض الشعبي للانقلاب العسكري، وأن تزداد الفعاليات اليومية المناهضة له، مؤكدًا أن شهر يناير الجاري سيكون شهر فاصل فى الحراك وحسم المعركة علي الأرض، فأن أشتعلت المظاهرات وزاد حجمها وتأثيرها فسوف يتم تغيير المشهد بالكامل، والغرب وبعض قيادات الجيش سوف يقومون بالتضحية بقادة الانقلاب المباشرين مثل "السيسى" و"صدقى صبحى"، خاصة أن كافة المعطيات والمؤشرات تؤكد أنه من الصعب أن تستتب أو تستقر الأوضاع للانقلاب.