أغلق إتحاد الكرة باب الإنتقالات الصيفية للموسم الجديد يوم الخميس الماضي ، بعد أن شهد صراعا وصخبا شديدا مازال مستمرا حتى كتابة هذه السطور ، وهو أمر أصبح من كلاسيكات الكرة المصرية منذ أن بدأ الإحتراف الكروي يعرف طريقه للكرة المصرية . لعل أزمة محمد ناجي الشهيرب " جدو" هى أقوى الأزمات العنيفة والتي زاد صخبها على " دوشة " الفوفوزيلا الجنوب أفريقية التي ملأت العالم صخبا خلاف فعاليات كأس العالم ، كما أن المعتصم سالم مدافع النادي الإسماعيلي لعب دورا ليس قليلا في صخب موسم الإنتقالات المصرية هذا الموسم . الصخب الذي يشتعل كل موسم للإنتقالات سببه الأول والرئيسي هو عدم الإحترام الذي أصبح علامة مميزة لأغلب المسؤولين المصريين في الأندية واللاعبين ، ويقف إتحاد الكرة كل موسم مكتوف الأيدي ، وهو ما يمنح اللاعبين الفرصة للتلاعب بالأندية ومن خلفها الجماهير ، وتزايد التعصب كل موسم عن الذي يسبقه ، حتى وصلنا لمرحلة الصواريخ والشماريخ وإعتداء الجماهير على بعضها البعض ومحاولات القتل . إشتكى جدو من عدم إحترام مسؤولي نادي الزمالك لإتفاقهم معه على حد قوله ، في نفس الوقت إشتكى فيه نادي الزمالك من عدم إحترام جدو لعقده معه ، وكل طرف يخرج للرأي العام - الذي لم يعد يفهم شيئا - بوجهة نظره ، حتى أصبحت القضية أصعب من قضية فلسطين وضاع الحق بين هذا وذاك ، وألقى محمد مصيلحى رئيس نادي الإتحاد الكرة بعيدا عن ملعبه بعدما إستغنى عن جدو للنادي الأهلي . إتحاد الكرة هو الأخر يلعب دورا غير مفهوم عندما تضاربت أرائه حول قضية جدو ، فالبعض داخل الجبلاية يسعى لتطبيق لائحة شؤون اللاعبين المحلية ويقود هذا الإتجاه مجدي عبد الغني ، وهناك إتجاها أخر يرى تطبيق لائحة شؤون اللاعبين للفيفا ، ويقوده هاني أبوريدة رئيس الإتحاد المؤقت ، وهو ما أثار علامات الإستفهام والتعجب والإندهاش والإستغراب " وقول زي ما أنت عاوز " ، ثم لماذا كل هذا اللغط ؟! رسخ مجلس إدارة النادي الإسماعيلي لفكرة التلاعب وعدم إحترام الإتفاقات التي سيطرت على الأندية المصرية ، فبعد الإتفاق مع النادي الاهلي على بيع مدافعه المعتصم سالم عاد المجلس وتراجع عن الإتفاق بعد أن ذهب موظفي النادي الأهلي بالشيكات للإسماعيلية في أخر أيام الإنتقالات الصيفية ، وكانت إنتخابات مجلس الشعب المقبلة السبب الأول وراء هذا التراجع بعد أن تخوف نائب رئيس النادي الإسماعيلي من فشله في إنتخابات المجلس التشريعي التي ينوي خوضها أخر الصيف الحالي ، وفيما يبدو أن الصفقة تأجلت للإنتقالات الشتوية في يناير المقبل . لعب النادي الأهلي دورا كبيرا في فوفوزيلا الإنتقالات الصيفية هذا الموسم ، فبعد فشل المفاوضات مع مهاجمه الأول عماد متعب وتوقعيه لعقد مع نادي ستاندرليج البلجيكي ، عاد النادي للتفاوض مع متعب على أمل الإبقاء عليه ، وتعلقت الجماهير الحمراء بهذا الأمل الذي بثه مسؤولي النادي لهم ، ولكن إنتهى الأمر برحيل متعب ، كما تراجع الأهلي عن إتفاقه مع جمال حمزة خلال معسكر الفريق في ألمانيا ، الذي تعاقد معه في فترة الإنتقالات الشتوية الماضية دون أن يعرف أحد السبب الرئيسي وراء هذا التراجع المثير لعلامات إستفهام عديدة . الأهلي تفاوض أكثر من مرة مع حسام غالي ومحمد شوقي وفي كل مرة يعلن عن فشل المفاوضات بداعي أن كلا اللاعبين يرغب في الإستمرار في تجربته الإحترافية ، وفي النهاية ضم الأهلي اللاعبين لصفوفه ، وخضع اللاعب اللبناني محمد غدار للإختبار مع الأهلي ، وأعلن الجهاز الفني إقتناعه بإمكانيات اللاعب ، وأن الاهلي بات قريبا من ضم اللاعب ، قبل أن يتراجع عن ضمه بعد ظهور اللاعب العراقي مصطفى كريم في الصورة ، ولكن بعد الفشل في الحصول على بطاقته الدولية ، عاد الأهلي للبحث عن غدار وضمه ، على طريقة " بلاها سوسو خد نادية " في مسرحية فؤاد المهندس الشهيرة " سك على بناتك " ، وظلت جماهير الأهلي لا تعرف ما إذا كان سابستيان جلبرتو سيستمر مع الأهلي أم سيرحل حتى نهاية باب الإنتقالات . رفض نادي الزمالك الإبتعاد عن الفوفوزيلا المصرية ، ولعب دورا هو الأخر في هذا الصخب بصفقاته التي عقدها هذا الموسم ، فشهدت صفقة اللاعب العراقي عماد محمد العديد من السيناريوهات ، ففي البداية أعلن البعض أن اللاعب لن يكمل عقده مع الزمالك ، ثم عاد اللاعب على لسان وكيله أنه متمسك بعقده مع الزمالك . وقبل أيام خرجت إشاعة أن عماد محمد ترك معسكر النادي وهرب قبل أن يعلن النادي وجود اللاعب ضم صفوفه ، وإستكمل الزمالك سيناريو الفوفوزيلا بالتراجع عن إتفاقه مع محمد عبد الله ، كما كان قريبا من تكرار نفس الأمر مع وجية عبد العظيم إذا ما نجح في ضم جمال حمزة من نادي الجونة ، وحاول التعاقد مع حسين علي وأحمد عمران لاعبي الجونة بدفع الشرط الجزائي في عقدهما في جهل تام باللائحة ، إلا أنه فشل في إستكمال السيناريو بعد أن قيد الجونة اللاعبين في قائمته الأولى . ما يحدث كل موسم في سوق الإنتقالات المصرية لا يحدث في أي دولة أخرى غير مصر ، وسببه الرئيسي عدم وضوح الرؤية وحالة الضباب التي تعيشها الكرة المصرية لتضارب لوائح إتحاد كرة القدم التي لا تعاقب أحدا على أفعاله المسئية ، وسيستمر الأمر لسنوات طويلة مقبلة ، فلا داعي للتفاؤل.